مجزرة صبرا وشاتيلا: تذكير دائم بمعاناة الشعب الفلسطيني

By العربية الآن


مجزرة صبرا وشاتيلا

في الذكرى الأليمة لمجزرة صبرا وشاتيلا التي حدثت على مدى ثلاثة أيام بين 14 و17 سبتمبر 1982، تتجلى صورة مؤلمة تشير إلى أن الذكرى باتت باردة. وقليل من يزورون المساحة التي لطالما احتوت على جثث ما يقارب من ثلاثة آلاف من الفلسطينيين واللبنانيين والعرب الذين قُتلوا بدم بارد. وعندما تزور مخيم شاتيلا، تدرك كيف استُخدم هذا المكان بشكل مختلف، بعيداً عن مآسي الماضي.

العديد من المذابح تتكرر

يبدو أن الفلسطينيين شُغلوا بمجازر وأحداث جديدة لم يعد بالإمكان الإحاطة بها، حيث كانت تأتي واحدة منها لتخلف الأخرى، وكأن النصال تتقاطع مع أجساد الفلسطينيين الذين يحملون وزر هذه الذاكرة الثقيلة.

تتوالى المجازر، وكأن الذكرى تتحول إلى أمر عادي ولا تثير الغضب، حيث تتغير الوجوه وتتبدد الأحلام. ومهما كانت الأوجاع، تبقى ماثلة في ذاكرة الشعب الفلسطيني الذي يسعى نحو التحرير والعودة.

الذكريات المحزنة

متى سنقف لننظر إلى آثار الدماء على الأيادي التي كانت تدافع عن كرامة الشعب الفلسطيني؟ يتعين علينا أن نذكر تلك الأحلام التي سُفحت، والأجساد التي استُهزئ بها. إن هؤلاء الذين عاشوا في مخيمات اللجوء يموتون إذلالاً، حيث باتت دماؤهم مجرد أدوات للتسلية للمجرمين.

الهروب من الثورة

تعود الذكرى كل عام، ولكنها تأتي أكثر جموداً وباردة بلا روح. وغادرت الثورة، تاركة وراءها شيوخاً وأطفالاً، بينما تظل آثار المآسي موجودة في كل زاوية من مخيم شاتيلا.

مجزرة شاتيلا وصمة عار تطارد التاريخ، ولا تزال رائحتها تفوح في كل مكان، بينما تظل كافّة التفاصيل ماثلة في أذهان من فقدوا الأحبة.

أفلام تسرد تاريخ المجزرة

قدم عدد من المخرجين أعمالاً وثائقية تسلط الضوء على مجزرة صبرا وشاتيلا، مثل “صبرا وشاتيلا” الذي أخرجه قاسم حَوَل عام 1983، وحصل على جوائز في مهرجانات سينمائية. كما أخرج قيس الزبيدي أفلامًا مثل “مواجهة” و“ملف مجزرة” التي قدمت تحليلات تاريخية حول العدوان الإسرائيلي، موثّقة من خلال الشهادات والتصريحات.

تظل ذكريات المجزرة حاضرة في أعمال مثل “أطفال شاتيلا” و“أحلام المنفى”، حيث لمست أعمال المخرجين مي المصري وجان شمعون جوهر الأفعال والمآسي التي عانى منها أهالي المخيم.

فيلم “جينيه شاتيلا”

يستعرض الفيلم الوثائقي “جينيه شاتيلا” للمخرج ريتشارد ديندو، الذي تناول فيه تجربة الكاتب الفرنسي جان جينيه في المخيم، حيث يعطي تسليط الضوء على الشهادات الحيّة من الناجين. تلك الشهادات توثق تجربة مؤلمة، وتثير مشاعر قوية حيال أحداث المجزرة.

مجزرة صبرا وشاتيلا تظل إحدى الموضوعات الحيوية التي تتناولها الأفلام الوثائقية، حيث تتضافر الأصوات وتحكي قصصًا تحكي عن مأساة الشعب الفلسطيني وحقه في العودة.


رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version