محادثات غزة.. سيناريوهات الصراع بعد موافقة حركة المقاومة ورفض دولة إسرائيل

By العربية الآن



محادثات غزة.. سيناريوهات الصراع بعد موافقة حركة المقاومة ورفض دولة إسرائيل

rc2xl4athbum 1715049595
حركة المقاومة وافقت على خطة حقيقية لوقف الصراع وتبادل الأسرى مع معالجة آثار الصراع وإغاثة الشعب (رويترز)

<

div class=”wysiwyg wysiwyg–all-content css-1vkfgk0″ aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>الرد الايجابي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) على مقترح الوسطاء لايقتصر على المطلب الرئيسي الداعي لوقف الصراع في غزة، حيث وجدت الحكومة الاسرائيلية صعوبة في التوافق معه، بحيث ارسلت دباباتها الى معبر رفح واحتلته في حركة استعراضية للقوة.

اسرائيل ترغب من خلال هذه الخطوة في ممارسة ضغوط على حماس على الارض من دون الحاجة لاحراج الولايات المتحدة وباقي العالم بعملية عسكرية شاملة في رفح.

ما هو موقف اسرائيل بالتحديد من المقترح، في سياق الموقف الامريكي الذي قدم تفهمه لمصطلح وقف العمليات العسكرية والعدائية بشكل دائم الذي ذكر في الاتفاق؟

المطالب الأساسية

من الاهمية بمكان اشارة الى ان حركة المقاومة تفادت تقديم اقتراح جديد كما فعلت سابقا في مرحلة سابقة من المفاوضات، واعلنت موافقتها على مقترح الوسطاء بعد ان عملت معهم على ادخال تعديلات توافق مطالبها، وتوفر مخرجا مناسبا للانقسامات، وتسمح لحكومة نتنياهو بالنزول عن الشجرة التي اخذت على عاتقها برفض وقف اطلاق النار.

لقد تم استخدام مصطلح مسبقا.قدّمت الولايات المتحدة، وتحدثت عن “توقف الأعمال العسكرية والتصعيد”، وأضافت “بصورة دائمة”.

يشهد تعديلات التي أدخلتها هذه الحركة على اتفاقية باريس نجاحًا في ترسيخ مطالب أساسية، وتتضمن -حسب تصريحات قادتها- وقف العدوان بشكل دائم، وانسحاب الاحتلال بالكامل من قطاع غزة، وعودة النازحين دون شروط، وتقديم المساعدات وإعادة الإعمار ورفع الحصار، وإتمام صفقة تبادل حقيقية وجدية.

مظهر حماس بموقف يسهل التوصل إلى اتفاق، بخلاف الصورة التي كانت تتمناها إسرائيل وتروج لها بأنها تعرقل الاتفاق، بل ألقت باللوم نحو الحكومة المتطرفة.

دون شك، قدمت حماس تنازلات مهمة، مثل تقليص معادلة تبادل الأسرى لصالح التركيز على المطالب الإغاثية الإنسانية التي تخفف من معاناة شعبها، في إطار معركة طويلة تخوضها الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال.

أصرت حماس على مطلب عودة النازحين دون أي تعقيدات إسرائيلية، من خلال التأكيد على انسحاب القوات الإسرائيلية من معبر نيتساريم ودوار الكويت.

ولكن المقاومة لم تكن تتخلى عن مطلب انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة ووقف الحرب. فلا معنى لتبادل الأسرى دون التأكيد على عدم شن عدوان جديد على غزة بعد خسارة المقاومة ورقة الأسرى، وهي أهم ورقة تفاوضية لديها.

قامت حماس بتقسيم ورقتها (التي نُشرت في الجزيرة في 6 مايو 2024) لاتفاق إلى 3 مراحل، تأكيدًا على مطلب رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني بنهاية المرحلة الثالثة.

وبتفحص بنود الاقتراح، نجد أن حماس وافقت على خطة حقيقية لوقف الحرب وتبادل الأسرى مع التركيز على معالجة آثار الحرب وإغاثة الشعب الفلسطیني، على خلاف ما تريده إسرائيل من عملية تبادل أسرى فقط.

ظهور في معبر رفح

حتى لم تتوقع حكومة الاحتلال إعلان حماس موافقتها على مقترح الوسطاء، ولكنها أكدت أنه تم تعديله بطريقة غير مقبولة لها، وحتى تحدثت بعض التسريبات عن غضب بسبب موافقة مدير وكالة المخابرات المركزية (CIA) الأمريكية، وليام بيرنز، الذي كان في الدوحة، على مطالب حماس دون التشاور مع إسرائيل.

فبدأت قوات الاحتلال عملية عسكرية للاحتلال المعبر، واحتلت نحو 3.5 كيلومتر من محور صلاح الدين (فيلادلفيا) الذي يمتد 14.5 كيلومتر من البحر المتوسط حتى معبر كرم أبو سالم، وتزامن ذلك مع إعلان إرسال وفد تفاوضي غير مخول من مصر لمناقشة الصيغة الجديدة لمقترح الوسطاء.

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحه أن مقترح حماس بعيد عن المطالب الضرورية لإسرائيل، معتبرًا أن الهدف منه “تفادي دخول قواتنا إلى رفح ولم يحدث”.

أكد نتنياهو أن إسرائيل لن تسمح لحماس بإعادة بناء قدراتها العسكرية واستعادة السيطرة على غزة، ويريد الحصول على الأسرى قبل استئناف الحرب على غزة.

كشفت قناة إسرائيلية 12 عن أبرز الاعتراضات التي يشاهدها نتنياهو وفريقه التفاوضي على المقترح الجديد، ولكن عند مراجعتها وجدنا أنها تختلف على أسس عددية، وربما لا تكون عقبة أساسية أمام التوصل لاتفاق في النهاية.

تتمثل الخلافات الرئيسية في إعلان وقف الحرب قبل البدء في المرحلة الثانية، وطلب إسرائيل فرض حق النقض على أي فلسطيني محكوم عليه بالعقوبة العالية المطلوبة بواسطة حماس مقابل المناورات.

تباينات إسرائيلية

فزاد المقترح الجديد التباينات داخل حكومة الحرب الإسرائيلية، حيث يرغب نتنياهو في تعطيل الصفقة وعرقلة التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى وقف الحرب وتعريضه للمحاكمات، بينما يطالب عضوا المجلس من كتلة المعسكر الوطني، بيني غانتس وغادي آيزنكوت، بالتوصل لصفقة تؤدي إلى عودة الأسرى.

تتوافق مواقفهما مع الموقف الأميركي في هذا الصدد، ويتعرضان لضغوط من قاعدتهما الانتخابية بشأن مدى جدوى بقائهما في حكومة تعثرت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وفشلت في إدارة الحرب، وتسعى لتحقيق أهداف شخصية تهم نتنياهو.

على الرغم من ذلك، قد يزيد تعنت نتنياهو في التفاوض من تصاعد التباينات داخل ائتلافه، خصوصًا بعد فشل الاحتلال في تحقيق أهداف الحرب بالقضاء على حماس وتحرير الأسرى.

اتفقت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على أن الكيان قد فقد ميزتين أساسيتين في هذه الحرب، هما: الدعم الأميركي ووحدة الشارع، وبذلك تتلاشى مبررات نتنياهو للاستمرار.

في سبيل الحرب وترويج هذا من خلال رمز الانتصار الشامل الذي يخفي رغبته في البقاء في السلطة وتجنب محاكمته بالفساد والفشل في السابع من شهر أكتوبر/تشرين الأول وبعد ذلك.

سيؤدي الموقف الصارم من نتنياهو إلى تصاعد الاحتجاجات من قبل عائلات الأسرى، مما يضع ضغطًا متناميًا على الحكومة بكل تشكيلاتها.

موقف أمريكا

سيعزز استمرار الهجمات على رفح التنافر مع الإدارة الأمريكية، التي تسعى للتوصل إلى اتفاق لوقف العنف، لإعادة إنتعاش شعبيتها التي تأثرت بشدة من وحشيات الحرب التي ارتكبتها إسرائيل، وتأزي الائتلاف الغربي الذي شكلته مع بداية النزاع، ومناشدة العديد من دول أوربا بوقف لإطلاق النار.

وتسعى إدارة بايدن لتحقيق وقف للعنف من أجل تحقيق عملية التطبيع بين إسرائيل والسعودية، وتمارس ضغطًا بقوة لذلك، إذ ترغب في تحسين موقفها في الانتخابات الأمريكية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من هذا العام. وعليه، تضغط على حكومة نتنياهو للتعاون بإيجابية مع مقترح الوسطاء، الأمر الذي أدى موافقة حماس عليه إلى توجيه ضغوط إلى الجهة المعنية.

ووفقًا لمصادر موثوقة، قررت الإدارة الأمريكية، وبتوجيه من المجلس الوطني للأمن الأمريكي، تأجيل شحنات محددة من الأسلحة إنتاج شركة بوينغ إلى الكيان المحتل، وتشير المصادر إلى أن التأجيل كان لمدة أسبوعين فقط، لكن الدليل على أهمية الأمر يكمن في كونها المرة الأولى منذ السابع من شهر أكتوبر/تشرين الأول التي يُتخذ فيها إجراء كهذا ضد إسرائيل.

على الرغم من أن هذا التأجيل المحدود لا يقلل من أهمية الدعم الأمريكي، الذي أكده بايدن حديثًا عندما أكد أن “دعم الولايات المتحدة لإسرائيل ثابت ولن يتغير حتى في حالة وجود خلافات”.

ومع ذلك، لا تزال إدارة بايدن تخشى قرار نتنياهو بالتوغل في رفح، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، “أن سيطرة إسرائيل على معبر رفح بين مصر وقطاع غزة قد تشكل بداية لتدخل عسكري كبير”.

من جانب آخر، تدرك الإدارة الأمريكية أنها إذا لم تفلح في كبح نزوات نتنياهو، فإن شن هجوم كبير على رفح سيؤدي إلى تعثر المفاوضات، خاصة وأن حماس هددت بذلك في حال تنفيذ الهجوم، وهذا يضر بالاستراتيجية الأمريكية التي تسعى للتهدئة في المنطقة لتوفير بيئة مناسبة لعملية التطبيع، وللحيلولة دون انزلاق المنطقة نحو تصاعد تصعيد إقليمي يتعارض مع التركيز على الصين وروسيا.

وجهة الصفقة

من الصعب توقع مستقبل الصفقة في ظل الأحداث داخل إسرائيل والنهج الذي ستتبناه الحكومة في التفاوض على مقترح الوسطاء والتعامل مع الموقف الأمريكي.

من المرجح أن تستمر المحادثات لعدة أيام أو حتى أسابيع، وستتعرض إسرائيل لضغوط معتدلة من الولايات المتحدة، بما في ذلك محاولة منعها من إشعال حرب شاملة في رفح.

ومع ذلك، قد لا تكون هذه الضغوط المعتدلة كفيلة بتحقيق طموحات نتنياهو في استمرار الحرب وعرقلة أي صفقة للأسرى، بما في ذلك احتلال مناطق أخرى في رفح مما قد يؤدي إلى المزيد من تدهور الدعم الغربي لإسرائيل، وتصاعد الصراعات مع حزب الله والحوثيين.

لا يمكن تحقيق نجاح الهجوم على رفح الذي لم يحققه جيش الاحتلال في الشمال والوسط، وربما يقود -بحسب تقديرات الأجهزة الأمنية- إلى مواجهة استراتيجية استعدت لها المقاومة جيش الاحتلال.

من المرجح أن يتعامل نتنياهو بجدية مع المحادثات فقط بعد تسويق انتهاء مهمته واحتلال غزة بالكامل وتحقيق النصر الكامل، لكنه قد يضطر مع تصاعد الضغوط الأمريكية إلى تبني موقف إيجابي تجاه مقترح الوسطاء قبل اكتمال احتلال رفح، خاصة أن شركاؤه لا يرون اختلافات جوهرية بين ما يريده إسرائيل وبين مقترحات الصفقة.

ومن الممكن أن تؤدي هذه الخطوة إلى بدء تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة بعد التوصل إلى حلول رضوخ من الطرفين، مع استمرار المقاومة في الصمود على موقف المرحلتين الثانية والثالثة بشرط صارم يؤكد توقف إطلاق النار.

ومن خلال تنفيذ المرحلة الأولى، يمكن للمقاومة تحقيق إنجازات كبيرة في مجال مساعدة الشعب الفلسطيني ووقف انتهاكات الاحتلال، بالإضافة إلى نجاحها في الإفراج عن حوالي ألف فلسطيني، بينهم 250 مقاومًا من أعضاء.

التشريعات العليا والعقوبات الدائمة، مع الاستمرار في الاحتفاظ بالوثيقة الأساسية وهم الجنود.

ومع ذلك، قد يجد نتنياهو صعوبة في تسويق الصفقة بعد الموافقة عليها وإدخال التعديلات عليها أمام شركائه المتشددين، مما قد يؤدي إلى انسحابهم من الحكومة. وربما لا يتسبب ذلك في انهيار عقد الحكومة، خاصة بعد تعهد خصمه السياسي نفتالي بينيت بتوفير حماية له في حالة اتخاذه لقرار المضي في الصفقة.

وقد تؤدي الشعور لدى وزيري الدفاع بن غفير والأمن بتسلئيل سموتريتش بعدم وجود بدائل لديهما في حالة الاستقالة من الحكومة إلى بقاءهما فيها ومحاولة عرقلة ما تستطيعان من الصفقة.

وبالتالي، قد يشهد هذا السيناريو نجاحًا في المرحلة الأولى، لكن نجاح المراحل اللاحقة غير مضمون.

ومهما كان، ستؤدي توقيع الصفقة إلى نهاية حكومة نتنياهو على المدى البعيد، وستعزز موقف المقاومة وتتيح لها الفرصة لاستعادة توازنها في مواجهة الاحتلال، وتعطي صفقمة تعطيل البدائل المحتملة، بالاضافة الى تنفيذ خطة اعادة الاعمار في قطاع غزة من خلال حكومة وطنية ضمن اتفاقية فلسطينية.

وتؤكد هذه المفاوضات على أن المقاومة لا تشارك في المفاوضات وهي في وضع من القوة والصمود، كما أن إسرائيل لا تشارك فيها في حالة انتصار وقدرتها على فرض شروطها. ومع الظروف الراهنة التي تعصف بالجانبين، يتوجب عليهم اللجوء إلى صفقة مبادلة ووقف العمليات بوساطة العربية والدولية.

المنبثق : الجزيرة



[اعلان_2]

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version