## إلغاء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في رومانيا
**بوخارست، رومانيا (AP)** — ألغت المحكمة الدستورية العليا في رومانيا يوم الجمعة الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وذلك بعد أيام من ظهور مزاعم بأن روسيا قامت بحملة منظمة عبر الإنترنت لدعم المرشح اليميني المتطرف الذي فاز في الجولة الأولى.
المحكمة، التي اتخذت هذا القرار غير المسبوق والذي يعد نهائيًا، جاء بعد أن كشف الرئيس كلاوس يوهانيش يوم الأربعاء عن معلومات استخبارية تزعم أن روسيا نظمت آلاف الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي لدعم **كالين جورجيشكو** على منصات مثل تيك توك وتيليجرام.
### تأكيد المعاملة التفضيلية
لم تفصح المحكمة عن اسم جورجيشكو، إلا أنها أكدت أن أحد المرشحين الـ 13 في الجولة الأولى التي أجريت في 24 نوفمبر حصل على “معاملة تفضيلية” غير مناسبة على وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثر على نتائج التصويت.
وفي رد فعل على هذا القرار، وصف جورجيشكو الحكم بأنه “انقلاب رسمي” وهجوم على الديمقراطية، وهو ما شاركته فيه إليانا لاسكوني، التي حلت في المركز الثاني ومرشحة من حزب إنقاذ رومانيا.
### تأجيل الانتخابات المقبلة
على الرغم من كونه مرشحًا خارجيًا أعلن عدم إنفاق أي أموال في حملته، إلا أن جورجيشكو ظهر كمرشح رئيسي كان من المفترض أن يواجه لاسكوني في جولة الإعادة يوم الأحد. وقد فتح 951 محطة تصويت في الخارج يوم الجمعة للناخبين الرومانيين في الشتات، ولكن تم إيقافها.
صرح يوهانيش بأنه سيبقى في منصبه حتى يمكن إجراء انتخابات رئاسية جديدة من الصفر. وقد أُجريت الانتخابات البرلمانية في رومانيا في 1 ديسمبر، بعد أسبوع من الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية، وقد شهدت فوز الأحزاب المؤيدة للغرب بأكثر الأصوات، لكن أيضًا حققت الأحزاب اليمينية المتطرفة مكاسب. وأكد يوهانيش أنه بمجرد تشكيل الحكومة الجديدة، سيتم تحديد موعد الانتخابات الرئاسية الجديدة.
### معلومات استخبارية تم نشرها
في يوم الأربعاء، قام الرئيس بنشر ملفات استخباراتية من جهاز الاستخبارات الروماني، وجهاز الاستخبارات الخارجية، وخدمة الاتصالات الخاصة، ووزارة الداخلية.## قلق شديد حول انتخابات رومانيا
في بيان تلفزيوني يوم الجمعة، أعرب الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس عن “قلق عميق” تجاه محتويات تقارير الاستخبارات. حيث أشار إلى أن التقارير الاستخباراتية كشفت عن أن حملة أحد المرشحين كانت مدعومة من دولة أجنبية تتعارض مصالحها مع رومانيا، مؤكداً أن هذه قضايا خطيرة.
## المحكمة الدستورية والتدخلات غير القانونية
ذكرت المحكمة الدستورية في قرارها المنشور أنه تم استخدام تقنيات رقمية بشكل غير قانوني، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى استخدام “مصادر تمويل غير معلنة”. كما أوضحت أن أحد المرشحين حصل على “معاملة تفضيلية على منصات التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى تشويه إرادة الناخبين”.
## الاتهامات بالهجوم على الديمقراطية
انتقد جورجسكو الحكم قائلاً إنّ “الديمقراطية تحت الهجوم”. وفي تصريح فيديو قال: “ليس لدينا سوى ميثاق واحد… مع الشعب الروماني والله. نحن لا نتحدث عن العدالة بل عن سخرية تخون مبادئ الديمقراطية… حان الوقت لنظهر أننا أناس شجعان نعلم أن مصير وحقوق الأمة الرومانية في أيدينا”.
## دعوات للاستمرار في العملية الانتخابية
أدانت لاسكوني بشدة قرار المحكمة، واصفة إياه بأنه “غير قانوني وغير أخلاقي” ويدمر جوهر الديمقراطية، وأكدت أن الجولة الثانية من الانتخابات كان يجب أن تُجرى. وأضافت: “9 ملايين مواطن روماني، سواء داخل البلاد أو في الشتات، عبروا عن تفضيلهم لمرشح معين من خلال أصواتهم”.
## نتائج الانتخابات وتأثيرها على المشهد السياسي
تجدر الإشارة إلى أن حوالي 9.4 مليون ناخب، أي نحو 52.5% من الناخبين المؤهلين، أدلوا بأصواتهم في الجولة الأولى بهذا البلد العضو في الاتحاد الأوروبي والناتو. ويشغل الرئيس ولاية مدتها خمس سنوات وله سلطات اتخاذ قرار كبيرة في مجالات الأمن الوطني والسياسة الخارجية وتعيينات القضاء.
## قرارات المحكمة وتصعيد الأوضاع
أمرت نفس المحكمة في الأسبوع الماضي بإعادة فرز الأصوات من الجولة الأولى، وهو ما زاد من الجدل المحيط بدورة الانتخابات المليئة بالفوضى. وبعد عملية الفرز، قامت المحكمة بتأكيد نتائج الجولة الأولى يوم الاثنين. وعبّر العديد من المراقبين عن قلقهم من أن إلغاء التصويت قد يؤدي إلى اضطرابات مدنية.
## تداعيات الانتخابات على الديمقراطية الرومانية
قال كريستيان أندrei، مستشار سياسي في بوخارست، إن قرار المحكمة يمثل “حالة طوارئ للديمقراطية الرومانية”، مشيرًا إلى أن المعلومات حول التدخل الخارجي في الانتخابات تثير تساؤلات حول قدرة المؤسسات على التعامل مع مثل هذا التدخل في المستقبل.
## قلق من تغطية وسائل التواصل الاجتماعي
ترك النجاح المفاجئ لجورجسكو العديد من المراقبين السياسيين في حيرة حول كيفية اختلاف استطلاعات الرأي المحلية، والتي وضعتهم خلف خمسة مرشحين آخرين قبل التصويت. وقد عزى العديد من المراقبين نجاحه إلى حسابه على “تيك توك” الذي حصد 6 ملايين إعجاب و541,000 متابع. لكن بعض الخبراء ر suspected أن متابعين جورجسكو عبر الإنترنت تم تضخيمهم بشكل غير طبيعي، في حين زعمت أعلى هيئة أمنية في رومانيا أنه حصل على تفضيل من “تيك توك” مقارنة بالمرشحين الآخرين.
## الدفاع عن وسائل التواصل الاجتماعي
عندما سُئل جورجسكو عما إذا كان يعتقد أن “تيك توك” المملوك للصين يشكل تهديدًا للديمقراطية، دافع عن منصات وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً: “الوظيفة الأكثر أهمية الموجودة لتعزيز حرية التعبير والتعبير عن الرأي هي وسائل التواصل الاجتماعي”.