مذكرات محمود ياسين: عبق الطفولة وذكريات الأدباء
في كتابه “حياتي كما عشتها”، الذي صدر عن دار “بيت الحكمة” في القاهرة، يستعرض الفنان المصري الراحل محمود ياسين جزءًا من مذكراته وتجربته الفنانة، من خلال حوار مطول مع الصحافي سيد محمود سلام. يتناول الكتاب لحظات عديدة من حياة ياسين، لكنه يركز بشكل خاص على طفولته ونشأته في مدينة بورسعيد، مسقط رأسه.
فترة الطفولة: عالم الأدب في نشأته
يسترجع محمود ياسين ذكرياته عن الطفولة، مؤكدًا أنها كانت مفتاحًا للإبداع، حيث عاش في أسرة مثقفة ومحافظة. يعتبر المدينة التي نشأ فيها، بورسعيد، من العوامل التي أثرت على شعوره الوطني، خاصة بعد الحروب التي مرت بها. يقول ياسين إنه كان محظوظًا لكونه نشأ في عائلة تقدّر الثقافة، وهو الترتيب السادس بين عشرة أشقاء. وقد لعب شقيقه الأكبر فاروق دورًا مهمًا في توجيهه نحو عالم القراءة.
تأثير الأخ الأكبر وأهمية المكتبة
يحكي محمود ياسين كيف كان فاروق ينقل له شغفه بالكتب، حيث كانت له مكتبة في المنزل تحتوي على مجموعة متنوعة من الكتب، بما في ذلك سلسلة “اقرأ” التي كانت تُصدر ملخصات لمؤلفات الأدب العربي والعالمي. كان فاروق متحمسًا لاقتناء الكتب والمطبوعات الثقافية، ويُعتبر قراءة الأدب والشعر من الأنشطة المفضلة لديه. ومع مرور الوقت، أصبح محمود ياسين منغمسًا في قراءة مجموعة واسعة من المؤلفات الأدبية، مما أثر على مسيرته الفنية مستقبلًا.
بصمات بورسعيد: التأثير الجغرافي والثقافي
يُشير محمود ياسين إلى أن أبناء بورسعيد يشتركون في ملامحهم، حيث أن المدينة بموقعها الجغرافي المفتوح على البحر والمحيط تجعل سكّانها يعيشون تجربة ثقافية فريدة. تعتبر بورسعيد نقطة التقاء بين العالمين، وتترك بصمة واضحة على أبنائها من خلال الهوية الثقافية التي تنبثق منها.
تستعرض مذكرات محمود ياسين تجارب حيوية ومؤثرة شكلت مسيرته كفنان، مع تسليط الضوء على النشأة الثقافية في مدينة بورسعيد وما قدمته له من إلهام.