وصلت إلى الأرض يوم أمس مركبة الفضاء الصينية “شنتشو 17” والتي كانت تقلّ ثلاثة رواد فضاء قضوا ستة أشهر في محطة الفضاء الصينية “تيانغونغ”.

وهبط طاقم الفضاء الثلاثي الذي يتألف من “تانغ هونغبو” و”تانغ شنغ جيه” و”جينانغ شين لين” في صحراء غوبي التي تقع ضمن المنطقةتقع منغوليا الداخلية ذات الحكم الذاتي شمال الصين، الخروج بعد الساعة السادسة مساءً وفقًا للوقت المحلي. تأتي هذه المعلومة بعد مرور 4 أيام على وصول فريق الرحلة الجديد، الذي يتألف من 3 رواد الفضاء، إلى المحطة الفضائية الصينية في إطار مهمة “شنتشو 18”.

وقد عملت الصين على بناء وإطلاق محطة الفضاء “تيانغونغ” في عام 2021، والتي تعني بالصينية “القصر السماوي”، نظرًا لاستبعادها من محطة الفضاء الدولية. ويرجع ذلك إلى مخاوف الولايات المتحدة بشأن سيطرة الجيش الصيني على برنامج الفضاء الصيني بشكل كامل. وستشهد هذه السنة إطلاق مهمتي شحن ومهمتين مأهولتين إلى المحطة الفضائية الصينية حسب الخطط الموضوعة.

تعمل الصين بشكل مكثف على التحضير لهدفها الأكبر، وهو إرسال رواد الفضاء إلى سطح القمر بحلول عام 2030، بالإضافة إلى استرجاع عينات من المريخ في نفس الإطار الزمني، وإطلاق ثلاث مسابير استكشافية إلى القمر خلال السنوات الأربع القادمة.

في مهمة “شنتشو 18” يتزعم طاقمها الجديد رائد الفضاء البالغ من العمر 43 عامًا “يي غوانغفو”، والذي زار محطة الفضاء تيانغونغ مسبقًا في أكتوبر/تشرين الأول 2021 كجزء من ثاني بعثة مأهولة للصين إلى المحطة.

ويرافق الطاقم كل من “لي كونغ” و”لي غوانغسو”، اللذان يخوضان أول رحلة لهما إلى الفضاء الخارجي، بعد مشاركتهما في أحدث موجة من رواد الفضاء في برنامج الفضاء الصيني. وكان الثلاثة رواد يعملون سابقًا في مجال الأمن والشرطة.

سيمضي الرواد الثلاثة حوالي 6 أشهر في الوحدات الثلاث لمحطة الفضاء، التي يمكنها استيعاب ما يصل إلى 6 رواد فضاء في وقت واحد. وسيقوم رواد الفضاء بإجراء بعض الأبحاث العلمية، بالإضافة إلى تركيب أجهزة للوقاية من حطام الفضاء، وتصوير دروس علمية عملية للطلاب على الأرض.

أعلنت الصين عزمها في نهاية المطاف توفير إمكانية الوصول إلى محطتها الفضائية لرواد الفضاء من خارج الصين وللسياح الفضائيين أيضًا. ومع اقتراب نهاية العمر الافتراضي لمحطة الفضاء الدولية، ستكون الصين الدولة الوحيدة في المستقبل التي تمتلك محطة فضاء مأهولة في الفضاء الخارجي.

نظرًا للخلافات القديمة مع الولايات المتحدة، تأخرت الصين في إرسال أول رحلاتها الفضائية المأهولة حتى عام 2003، على الرغم من كونها ثالث دولة بعد الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة التي أرسلت رواد فضاء استنادًا إلى مواردها الخاصة. وعلى الرغم من أن هناك العديد من الدول التي أرسلت روادها إلى الفضاء في الثمانينيات والتسعينيات بالتعاون مع دول أخرى.

بسبب حداثة برنامج الفضاء الصيني، لا يزال غير متقدم مقارنة بالبرامج الأخرى التي تمتلك تاريخًا طويلا، ولكن يتنبأ بمستقبل واعد للغاية.