مساجد أمريكا: ملاذ آمن لدعم الشباب

By العربية الآن


مساجد أميركا: ملاذ آمن للشباب

_مركز شباب في مساجد كارولينا الشمالية
تجمع للشباب في مركز بمسجد “آيبيكس” بولاية كارولينا الشمالية (الجزيرة)

كارولينا الشمالية – يواجه الشباب المسلم في الغرب، وبشكل خاص في الولايات المتحدة، تحديات عديدة تتعلق بهوياتهم الدينية والثقافية. تلعب المساجد دورًا أساسيًا في توجيه الشباب للحفاظ على هويتهم، إذ غالبًا ما يجدون أنفسهم في صراع بين قيم نشأتهم الإسلامية وثقافة المجتمع الأميركي.

يعد مركز الشباب المسلم في مسجد “آيبيكس” بكارولينا الشمالية مثالاً ناجحًا على توفير بيئة آمنة تعزز من تعلم الشباب لدينهم بينما يتعرفون على الثقافة الأميركية، إلى جانب ممارسة نشاطات رياضية وثقافية متنوعة.

أنشطة رياضية في مركز الشباب المسلم بمسجد “آيبيكس” بولاية كارولينا الشمالية (الجزيرة)

من الفكرة إلى التنفيذ

يتحدث جواد مموني، المشرف على مركز الشباب المسلم في مسجد “آيبيكس”، عن التحديات التي واجهتهم في بناء المركز. حيث كانت هناك حاجة ملحة لإنشاء مساحة مخصصة ضمن المسجد، الذي يحتوي على أقسام للنساء والأطفال وكبار السن، لكن كان يفتقر إلى قسم خاص بالشباب.
تلقى المشروع دعمًا من أحد أفراد الجالية الذي انتقل مؤخرًا من كاليفورنيا، حيث تعهد بتقديم التمويل. قوبل الاقتراح بإيجابية من إدارة المسجد والجالية. وأوضح جواد أن العمل على المشروع بدأ منذ حوالي عامين، بعد تحويل مبنى قديم حصلوا على التراخيص اللازمة لتحويله إلى المركز.

إعلان

أشار جواد إلى أن دعم المشروع لم يقتصر على التبرعات المالية، بل تعداه إلى المشاركة التطوعية من أفراد الجالية، الذين تطوعوا بأوقاتهم وجهودهم في أنشطة مختلفة مثل الطلاء والتنظيف، كما قام البعض بشراء المعدات والمواد الضرورية. كما امتد الدعم المالي للجالية من ولايات أخرى بما في ذلك كاليفورنيا.

عدنان، أحد أعضاء الجالية الذين ساهموا في تأسيس المركز، يعبر عن فرحته بهذا الإنجاز، حيث يرى أن المركز يوفر فرصاً للشباب لأداء الصلاة وممارسة أنشطة متنوعة تعزز من ارتباطهم بمسجدهم ومجتمعهم.

الأنشطة بالمركز الإسلامي تجمع بين الجانب التربوي والترفيهي (الجزيرة)

تربية وترفيه

يتحدث مموني عن الأنشطة التي يشملها المركز، موضحًا أنها تجمع بين الجوانب التربوية والترفيهية. على الصعيد التربوي، يتم تنظيم حلقات أسبوعية يديرها متخصصون، تتناول مواضيع دينية وتطرح أسئلة وأجوبة حول مختلف الجوانب الحياتية.

رابط المصدر

دور مركز الشباب المسلم

يعمل المركز على تقديم أنشطة فقهية ودينية تسهم في توعية الشباب. كما ينظم المركز حملات لتوزيع المساعدات للمحتاجين، بالتعاون مع صندوق الزكاة، حيث يلعب الشباب دورًا أساسيًا في إيصال هذه المساعدات إلى مستحقيها.

أنشطة ترفيهية متنوعة

يتضمن الجانب الترفيهي للمركز تنظيم رحلات إلى المناطق الجبلية داخل الولاية، بالإضافة إلى الألعاب المتاحة مثل كرة الطاولة والبلياردو والألعاب الفكرية. كما تُقام دورات رياضية في كرة القدم وكرة السلة، مما يخلق أجواء من المرح ويعزز التواصل بين الشباب.

شهادة الشباب

يصف محمد، البالغ من العمر (16 عامًا)، المركز بأنه مكان رائع يتيح للشباب المسلمين، سواء من طلبة المرحلة الثانوية أو الجامعية، فرصة للقاء والاستمتاع، إضافة إلى تعلم الدين من خلال الأنشطة المتنوعة، بما في ذلك الحلقات الأسبوعية.

بيئة آمنة لتعزيز الهوية

يوفر مركز الشباب المسلم بيئة آمنة تأخذ بعين الاعتبار الخلفيات الثقافية والدينية للشباب، مما يساعدهم على تعزيز ارتباطهم بدينهم. كما يقدم المركز تعليمًا دينيًا وإرشادًا من تخصصين، مما يسهم في بناء هوية إسلامية قوية ومتوازنة.

تحديات الهوية والاندماج

يقول جواد مموني إن التحدي الأكبر الذي يواجه الشباب المسلم في المجتمع الأميركي هو الحفاظ على الهوية الإسلامية. كما أشار إلى أهمية وجود مركز يجمع الشباب المسلم مما يعزز شعورهم بالفخر بكونهم مسلمين وأميركيين في ذات الوقت.

‪جواد مموني المشرف على مركز الشباب المسلم بمسجد آيبيكس (الجزيرة)

التوازن بين الهوية والانخراط في المجتمع

يؤكد جواد أن الحفاظ على الهوية الإسلامية والانخراط في المجتمع الأميركي ليسا متعارضين، حيث يحضر أغلب الشباب المدارس العامة ويستفيدون من المناهج الأمريكية. ويعمل المركز على حماية الشباب من التأثيرات السلبية للمجتمع. وأفاد أن العديد من الآباء يفضلون أن يذهب أبناؤهم إلى المركز القريب من المسجد بدلاً من أماكن أخرى قد تكون غير آمنة.

يدعم عدنان هذا الرأي، مشيرًا إلى أن المركز يسعى لتحقيق توازن بين الجانب الروحي والترفيهي، إلى جانب الحفاظ على هوية الشباب المسلم في المجتمع الأميركي. وأوضح أن المركز يمثل وسيلة للتواصل مع غير المسلمين لتعزيز الصورة الإيجابية للإسلام، ويشجع على العمل التطوعي ليكون الشباب عناصر إيجابية في المجتمع.

المصدر : الجزيرة



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version