مشاهدة .. أساطير الهجرة المكررة في رفح
قطاع غزة– “نحن نطمح للعودة إلى منازلنا في الشمال، ونرفض مخططات التهجير”، هذا ما يتفق عليه الهاربون في مدینة رفح جنوب القطاع الخاص بغزة بعد أن أجبروا مرارا على الهروب من المنطقةتمرّ أسابيع عدة منذ بداية النزاع الإسرائيلي بعد هجوم مفاجئ على المسجد الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
تحدّث النازحون من غزة وشمال القطاع، في مقابلات منفصلة مع شبكة الجزيرة، عن رفضهم لأي خطط لإبعادهم، رغم التداعيات السلبية التي تضاعفت عليهم مع بدء الاحتلال بترهيبهم وطردهم من مناطق في شرق مدينة رفح. هذه الإجراءات تمهيداً لبدء عمليات عسكرية برية، قد تسفر عن غزو موسع على غرار ما شهدته مدن أخرى، آخرها خان يونس.
يتسائل النازحون بشدة “إلى أين يجب علينا الذهاب؟”، بعد تعبهم الشديد من التهجير المتكرر منذ اندلاع النزاع، ويذكرون بأن الاحتلال يطاردهم في كل مكان يلجؤون إليه.
أصدر الاحتلال إخطاراً لسكان شرق رفح، ويُقدّر عددهم بنحو 150 ألف نسمة، بالمغادرة الفورية نحو “المنطقة الإنسانية الموسعة” في منطقة المواصل على ساحل البحر. ولكن النازحين لا يثقون في مزاعم إسرائيل حول المناطق الآمنة، نظراً لتجاربهم السابقة في مطاردتهم واستهدافهم في هذه المناطق وغيرها.
تعمّ مدينة رفح أجواء من الرعب والارتباك نتيجة لأوامر الإجلاء الإسرائيلية. شهدت المدينة تدفق السكان من شرقها إلى غربها، ما أعاد لأذهان الفلسطينيين مأساة آبائهم وأجدادهم خلال الاحتلال الصهيوني عام 1948، والتي تصادف الذكرى الـ76 لها في منتصف مايو/أيار الجاري.
يبدي أهالي غزة رفضهم لتكرار مأساة النكبة، مظهرين تحملاً وصمودا في الدفاع عن أراضيهم، رغم وحشية الحرب والدمار الذي يُحدثها، فضلاً عن عمليات النزوح والتشريد المستمرة.