تتعدد الاستخدامات المبتكرة لمادة صودا الخبز، المعروفة أيضًا باسم “بيكربونات الصوديوم”. فبجانب استخدامها في تحضير المعجنات والمخبوزات، تستعمل أيضًا في التنظيف والعناية المنزلية بفضل قدرتها على امتصاص الروائح الكريهة وتنظيف الأوساخ العنيدة.

وفي ظل الصيحات الصحية المتداولة مؤخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، تبرز الادعاءات حول إمكانية هذا المسحوق تحقيق فوائد صحية وتعزيز طاقة الجسم، خصوصًا للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الهضم والارتجاع. فما هي الحقيقة وراء هذه الأقاويل؟

استخدامات صحية لمشروب صودا الخبز

بدأت مياه صودا الخبز، كأحد مشروبات العافية الحديثة، تستقطب اهتمام الكثيرين على مواقع التواصل بفضل فوائدها المحتملة للهضم وتحسين الأداء الرياضي وتخفيف الارتجاع الحمضي.

وفقًا للمتداول، يفترض أن هذه الفوائد تظهر عند تخفيف البيكربونات بالماء، وأحيانًا مع إضافات مثل عصير الليمون.

ويُعتقد أن بيكربونات الصوديوم تعمل على تحسين عملية الهضم وتقليل أعراض حرقة المعدة، حيث يُستخدم نفس المكون في بعض الأدوية المضادة للحموضة المتاحة دون وصفة طبية.

يمكن لصودا الخبز تخفيف أعراض الارتجاع مؤقتًا نظرًا لكونها مركبًا مضادًا للحموضة وتعمل على تحييد الحمض الزائد في المعدة.

يجدر بالذكر أن البنكرياس ينتج هذه المادة بشكل طبيعي بعد تناول الطعام للحفاظ على الأمعاء، مما يُعتبر سببًا يربط بين صودا الخبز وتأثير هذه العملية.

ومع ذلك، ينبغي الانتباه إلى بعض التحذيرات المهمة عند تناول صودا الخبز، خصوصًا فيما يتعلق بمشاكل المعدة والصحة العامة.

الفوائد المحتملة لماء صودا الخبز

لراحة المعدة فوائد عديدة، حيث يعتبر مزيج صودا الخبز بالماء من بين “مشروبات الطاقة” التي قد تُفيد أثناء ممارسة الرياضة.

يشير موقع “ميديكال نيوز توداي” إلى أن الفائدة الرئيسية لهذا المشروب تكمن في راحة مؤقتة من عسر الهضم وأعراض حرقة المعدة، بالإضافة إلى بعض الأدلة على أنه قد يقلل من تعب العضلات أثناء التمارين الرياضية.

كذلك وجدت دراسة عام 2017 دلائل على أن بيكربونات الصوديوم تحسن الأداء البدني لدى العدائين، إلا أن الدراسات تبقى قليلة وغير مؤكدة. لذا ينصح الخبراء بتجنب استخدام البيكربونات لأغراض الصحة البدنية دون استشارة طبيب.

توجد أيضًا بعض الأدلة التي تشير إلى أن صودا الخبز قد تؤخر تطور أمراض الكلى، خصوصًا لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض كلوية مزمنة.

الأضرار المحتملة لصودا الخبز بالماء

على الرغم من الفوائد المذكورة، إلا أن بيكربونات الصوديوم قد تتسبب في آثار جانبية عند الاستهلاك المتكرر، مثل: الصداع، تشنجات العضلات، الغثيان، وزيادة معدل التبول.

كما يمكن أن تؤدي صودا الخبز إلى انخفاض مفاجئ في حمض المعدة مما قد يؤدي إلى تفاقم أعراض الارتجاع لاحقًا. ويُعتبر التسمم أحد أخطر الأعراض الجانبية المحتملة، وغالبًا ما يكون نتيجة الإفراط في الاستخدام.

كيفية استخدام صودا الخبز للارتجاع

على الرغم من أن صودا الخبز قد تخفف من حموضة المعدة بشكل مؤقت، إلا أنه ينبغي أن تُستخدم كعلاج عرضي وليس كعلاج طويل الأمد. ينبغي شربها بعد ساعتين من الوجبات وبفاصل ساعتين عن الأدوية الأخرى.

يمكن للأطفال فوق سن الثانية عشرة تناول صودا الخبز، بجرعة نصف ملعقة صغيرة مذابة في 200 مل من الماء، دون تكرار. وعمومًا يجب على مرضى ضغط الدم، النساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من أمراض كلوية تجنب تناول مشروب صودا الخبز نظرًا لاحتمالية زيادة خطورة حالتهم الصحية.

من الضروري تذكُّر أن صودا الخبز بالماء يجب أن تُستخدم فقط كعلاج عرضي قصير الأمد لأعراض ارتجاع المعدة، وليس كعلاج ثابت.

بصفة عامة، يجب توخي الحذر أثناء الاعتماد على المعلومات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن “صيحات الصحة” والمشورات العلاجية، حتى وإن بدت موثوقة.