وقال مشعل -خلال كلمة عبر الإنترنت في مؤتمر “طوفان الأحرار” الذي انطلق اليوم في إسطنبول- إن “الخصم يُحاول مطاردتنا في كل مكان، هذه معركة مستمرة معه.. وتأتينا رسالة من غزة الشامخة بأن المقاومة في حال جيدة وقد عادت لتتمركز في كل مكان”.
وأوضح أن “القوى الشعبية، رغم ما تتحمله من آلام، ما زالت صامدة ومتمسكة بالمقاومة، متحملة ورافضة للتسوية وجاهزة للتضحية بأغلى ما تملك”.
وبين أن “الكون يتغيّر، وغزة غيّرت المنطقة والمنطقة والعالم، وكشفت عن جوهر الإنسانية وروح الأمة”.
وأضاف “نحن الآن أمام منظر يرشدنا إلى وجود ثقة في الانتصار، هذا التغيير في الساحة الإقليمية والدولية يؤكد أننا هم الفائزون والنهاية لنا، ونشاهد الخصم يتراجع وهو مهزوم، وينحو الخلاف لداخله نتيجة للاستسلام، لأنه كان يتعود على الانتصار في معارك سريعة خلال أيام وأسابيع، بيد أنه فشل خلال 8 أشهر في غزة، وهذا يعزز روح الإصرار لدينا”.
مشروع ثلاثي
تحدث زعيم حركة حماس في الخارج عن متطلبات مستقبلية يجب توفرها “لهزيمة إسرائيل وتفكيك المشروع الصهيوني” واختصرها في 3 خطوات.
وأوضح -وجه الكلام للحضور- قائلا “الخطوة الأولى هي استمرار ما بدأتموه منذ اللحظة الأولى عبر الأنشطة، وواصلوا جهادكم بالمال لدعم سكان غزة وتقديم الدعم الغذائي والإيواء ودعم المجاهدين ورعاية عوائلهم، ونحن نريد عودة الملايين وتأسيس الشارع الإسلامي”.
وأضاف “نطالب ببقاء جماهير الأمة على الشوارع، والتعبير عن غضبها تجاه الصهاينة وأتباعهم أمام السفارات، والمطلوب هو استمرار الغضب المتواصل الذي سيوقف هذا العدوان، وتواصل الإعلام برسالته وكلمته ومواقفه، ونريد للحكاية الفلسطينية أن تصل إلى كل الأماكن”.
وأكمل “نطالب بطوفان القانون لمحاكمة الإجراميين والقتلة. نحن نقف مع جنوب أفريقيا كما تقف تركيا وليبيا ومصر، ونحتاج لمشاركة دول أخرى في المواجهة لمطاردة الصهاينة في كل مكان، والاستمرار في تدفق الطلاب”.
وبالنسبة للخطوة الثانية، قال مشعل “نحن بحاجة للانخراط في معركة الجهاد، ونريد الانخراط الكامل للأمة في المعركة. هذه مسؤوليتنا ونحن لدينا فرصة للتحرر، والعدو في حيرة، علينا أن ننتقل خطوة كبيرة مع طوفان الجهاد والأمة”.
وعن الخطوة الثالثة، أكد مشعل “نحتاج إلى طوفان الضغط السياسي والاعتصامات التي تنطق بكلمة واحدة، حان الوقت لوقف هذا العدوان”.
وأوضح أن “هناك مواقف سياسية من الدول العربية والإسلامية، ومن دول أخرى، ولكن المطلوب اليوم تشكيل جبهة سياسية واسعة تواجه الصهاينة والإدارة الأمريكية التي لا تزال تدعمهم على الرغم من اختلافها معهم وتزويدهم بأدوات الدمار وعدم تركها لحمايتهم رغم جرائمهم”.
وأشار إلى أن “يمكن للدول العربية والإسلامية قيادة هذه الجبهة وأنها قادرة على ذلك”، بحسب تعبيره.
يُذكر أن الجلسة الافتتاحية لمؤتمر “طوفان الأحرار” في إسطنبول تضمنت عرضًا لمقاطع فيديو وكلمات من عدد من قادة حماس بالإضافة إلى كلمة مؤثرة للصحفي طارق مصطفى الذي فقد نحو 30 من أهله في غزة.
يأتي المؤتمر -الذي يستمر حتى غد الأحد بمشاركة ممثلين من 60 دولة- في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ ثمانية أشهر، مسفرا عن مزيد من الضحايا والمصابين والأطفال والنساء، إلى جانب الجوع والأزمة الإنسانية والصحية، بحسب تقارير دولية وأممية.
