مصر تتحدث عن صعوبات التفاوض بشأن سد النهضة
أعادت مصر فتح ملف التفاوض مع إثيوبيا حول «سد النهضة»، مشيرةً إلى أنها «مرّت بتجربة مريرة استمرت 13 عاماً». وأكدت أن أي تقدم في المسألة يعتمد على «وجود إرادة سياسية من الجانب الإثيوبي».
تأكيد على الحقوق المائية
وقال وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال لقاء تلفزيوني يوم السبت، إن حقوق مصر المائية من مياه نهر النيل تعتبر «محورية»، مع تأكيده على رفض بلاده لممارسات الجانب الإثيوبي المنفردة حول مشروع السد.
التحديات والمطالبات القانونية
تقوم إثيوبيا ببناء سد النهضة على أحد روافد نهر النيل منذ عام 2011، وهو ما قوبل بمقاومة من مصر والسودان، اللتين تطالبان باتفاق قانوني يحدد كيفية تشغيل السد. وشدد عبد العاطي على ضرورة الوصول إلى «اتفاق قانوني مُلزم»، موضحاً أن أديس أبابا تفتقر للإرادة السياسية اللازمة لتحقيق ذلك.
أزمة المياه في مصر
يتمثل التحدي الأكبر أمام مصر في أمنها المائي، إذ تعاني من عجز مائي يبلغ 55%. تعتمد البلاد على نهر النيل كمصدر رئيسي للمياه، حيث يمثل 98% من إمدادات المياه، بمعدل 55.5 مليار متر مكعب سنوياً. وتحت خط الفقر المائي العالمي، بواقع 500 متر مكعب للفرد سنوياً، بحسب بيانات وزارة الري المصرية.
ممارسات أديس أبابا وانتهاكات القانون الدولي
ووفقاً لعبد العاطي، فإن تأزم الوضع يعتمد على الإرادة السياسية الإثيوبية، محذراً من ممارسات أديس أبابا الأحادية في ملء كمشة البحيرة وتشغيل السد، والتي اعتبرها انتهاكاً لمبادئ القانون الدولي.
معلومات حول السد
في وقت سابق، أعلن رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، أن بناء السد قد اقترب من الانتهاء، موضحاً أن إجمالي مياه بحيرة السد سيصل إلى 70 مليار متر مكعب بحلول نهاية عام 2024.
اتهامات بعدم الالتزام بالاتفاقيات
اعتبر السفير أحمد حجاج، الأمين العام المساعد الأسبق لمنظمة الوحدة الأفريقية، أن الحكومة الإثيوبية لم تلتزم بالاتفاقيات السابقة التي وقعتها مع مصر والسودان، وخاصة إعلان المبادئ الموقع في عام 2015، الذي ينص على عدم إحداث ضرر جسيم لدولتي المصب.
نهاية مسار المفاوضات والتوصيات الدولية
ذكر حجاج أن أديس أبابا لم تُظهر جديتها في التفاوض، مما أدى إلى فشل المفاوضات بسبب عدم وجود إرادة سياسية. وفي سبتمبر 2021، أصدر مجلس الأمن بياناً دعا فيه الأطراف إلى استئناف المفاوضات للوصول إلى اتفاق ملزم خلال فترة زمنية معقولة.
آراء الخبراء حول المفاوضات
وفي هذا السياق، أشار خبير الشؤون الأفريقية، رامي زهدي، إلى أن القاهرة واجهت صعوبات عديدة بسبب تعنت الجانب الإثيوبي، مؤكداً أن أديس أبابا لم تُظهر جدية في التفاوض على مدار 13 عاماً. كما حذرت وزارة الخارجية المصرية في رسالة لمجلس الأمن من التأثيرات السلبية للسد على حصص المياه لمصر والسودان.
واختتمت الخارجية المصرية بالإشارة إلى انتهاء مسارات التفاوض بعد 13 عاماً، حيث رأت أن أديس أبابا تسعى لاستمرار الغطاء التفاوضي دون وجود نية حقيقية للوصول إلى حل.
“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}