معاناة الفلسطينيين في الضفة: التنقل عبر الحواجز كجزء من حياتهم اليومية

By العربية الآن



التنقل عبر الحواجز: معاناة يومية لفلسطينيي الضفة

معاناة الفلسطينيين في الضفة التنقل عبر الحواجز كجزء من حياتهم معاناة الفلسطينيين في الضفة معاناة الفلسطينيين في الضفة
جندي إسرائيلي يتمركز في كابينة محصنة على حاجز قلنديا العسكري بين القدس ورام الله (الفرنسية)

نابلس- يقوم محمد رضوان يوميًا، قبل مغادرته منزله إلى عمله، بتصفح الأخبار والتواصل مع الأصدقاء للاطلاع على حالة الطرق والحواجز العسكرية الإسرائيلية، حيث يسعى لمعرفة أيها مفتوح ويسمح بمرور الفلسطينيين.

يعيش رضوان في قرية بيت دجن شرق نابلس، وللوصول إلى مكان عمله في بلدة قصرة جنوبًا، يتعين عليه اجتياز ثلاثة حواجز عسكرية ثابتة على الأقل، وهي حاجز “بيت فوريك-بيت دجن”، وحاجز “عورتا أو المربعة”، وحاجز “زعترة”.

وفي حال سوء حظه، قد يواجه أيضًا بعض الحواجز المفاجئة، بالإضافة إلى بوابتين عسكريتين تغلقان مداخل بلدة قصرة.

مركبات الفلسطينيين تنتظر عند حاجز المربعة جنوبي نابلس (الجزيرة)

العقاب الجماعي

تحت ذريعة الأمن، تطبق إسرائيل عقوبات جماعية على الفلسطينيين في الضفة الغربية من خلال إنشاء أكثر من 800 حاجز عسكري ثابت، دون احتساب الحواجز المفاجئة، والتي تتنوع بين السواتر الحجرية والترابية، إضافة إلى نحو 150 بوابة عسكرية تغلق تجمعات سكنية وتجعل الحركة شبه مستحيلة.

يتداول الفلسطينيون، خاصة المتنقلون عبر الطرق، قائمتين بأسماء الحواجز، حيث تشير العلامة الحمراء إلى الحواجز المغلقة، بينما تعني الخضراء أن الحاجز مفتوح.

يستعد رضوان يوميًا لقضاء ساعات طويلة في الانتظار عند هذه الحواجز أو للتنافس على الطرق الأطول نتيجة الإجراءات العسكرية التي فرضتها إسرائيل، حيث يحاول معرفة أي حاجز يسمح بالمرور دون تأخير.

ينطلق رضوان مبكرًا ويقوم بتنسيق الانتقال مع زملائه لتفادي الازدحام عند الحواجز، حيث يفضل السفر معًا لتجنب الاحتجاز من قبل الجنود.

وفيما يتعلق بمعاناته اليومية، يقول رضوان: “أتنقل أنذاك عبر الحواجز منذ 24 عامًا، ولكن خلال السنوات الثلاث الماضية، وخاصة بعد الحرب في غزة، زادت المعاناة بشكل كبير، حيث تحولت الحواجز إلى سجون ووسائل للانتقام من المواطنين”.

تعرض رضوان للاحتجاز والتنكيل عدة مرات، خاصة عند حاجز بيت فوريك، حيث قيده الجنود وأبقوه معصوب العينين لمدة ست ساعات، وفي مراحل أخرى أطلقوا النار على إطارات سيارته وحطموا هاتفه المحمول.

ومثل الكثيرين في الضفة، تسببت هذه الإجراءات في تقليص تنقل رضوان بعد عودته من العمل، فلا يخرج إلا للضرورة القصوى، حيث كان يقوم بجولات منتظمة في مدن شمال الضفة.

إغلاق الاحتلال للبوابة العسكرية عند حاجز شافي-شمرون يفصل شمال الضفة عن وسطها وجنوبها (الجزيرة)

خطورة الحواجز

بإغلاق حاجز “بيت فوريك-بيت دجن”، يصبح هناك 23 ألف نسمة محاصرين، فيتحول الوضع إلى سجن كبير لا مخرج له.

تكمن خطورة الحواجز في السيطرة الكاملة التي تفرضها على المنطقة، حيث تغلق طرقًا التفافية وتجبر الفلسطينيين على المرور من خلال هذه الحواجز، مما يجعلها كمائن لطالما استهدف فيها الجنود المواطنين.

في نابلس، كبرى مدن شمال الضفة، ينصب الاحتلال 10 حواجز ثابتة بالإضافة إلى حواجز متحركة وأخرى تزيد عن 20 بوابة تفصل وتغلق العديد من القر villages وبلديات المحافظة.

جميل أبو سعود، الذي يعمل في منطقتي رام الله وجنين، هو أيضًا من بين من يتنقلون عبر العديد من الحواجز؛ يتوجب عليه تجاوز 6 حواجز ثابتة ومفاجئة على الأقل.

يخرج من منزله في نابلس بعد الفجر بقليل ليصل في الموعد المحدد إلى عمله، ويضطر لاجتياز 4 حواجز عسكرية على الأقل إذا أراد التحرك نحو رام الله، أو حاجزين إذا اتجه شمالًا نحو جنين.

جاء أبو سعود من محافظة طوباس، لكنه وجد نفسه محاصرًا، إذ أغلقت الحواجز أيضًا طرق التواصل مع أقاربه، مما زاد من صعوبة حياته اليومية.

يتصاعد خوفه كلما اقترب من مستوطنة أو نقطة عسكرية، حيث يستهدف المستوطنون الفلسطينيين بالرصاص أو الحجارة أو احتجازهم، خاصة في أوقات التوتر.

الاحتلال يفصل بين المناطق الفلسطينية بأسوار وحواجز (الجزيرة)

الرعب اليومي

يقول أبو سعود إنه يعيش حالة من الرعب طوال الوقت منذ مغادرته منزله حتى عودته، حيث يبقي قنوات الاتصال مفتوحة للاطلاع على آخر التطورات المتعلقة بالحواجز.

وتحت الضغط، ابتدأ النوم في رام الله بعيدًا عن عائلته، حيث يتركهم كل يوم ويضعهم في الله.

يسجل كل ما يحدث له بكاميرته الشخصية في حال تعرض للاعتداء من مستوطنين أو جنود الاحتلال.

ساهر عبيد، موظف في السلطة الفلسطينية، كان يتمتع بقدر من الحظ إيجابيًا في تنقله، إلا أن إغلاق الطرق أمامه أدى إلى صعوبة العمل، حيث أصبح مضطرًا لاستخدام مركبتين للوصول إلى رام الله.

تزداد الأمور صعوبة إذا أُغلقت الطرق، حيث يضطر عبيد للذهاب عبر طرق غير مباشرة تتضمن عبور عدة قرى، مما يضاعف الزمن اللازم للوصول.

يقول عبيد: “تجربتنا مع هذه الحواجز صعبة، حيث كانت الرحلة التي تستغرق ساعة تحتاج الآن إلى ثلاث ساعات أو أكثر”.

وفقًا لآخر إحصائيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن إسرائيل قد نصبت 872 حاجزًا وبوابة عسكرية في الضفة الغربية، بما في ذلك 145 بوابة جديدة أُقيمت بعد السابع من أكتوبر، والتي تهدف إلى عزل وتقسيم المناطق بشكل أكبر وفرض مزيد من السيطرة العسكرية.

المصدر: الجزيرة



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version