مفاجأة طبية.. تخفيض في حمض الفوليك يؤخر عملية الشيخوخة

By العربية الآن



مفاجأة طبية.. تخفيض في حمض الفوليك يؤخر عملية الشيخوخة

مكملات حمض الفوليك، مكملات غذائية (بيكسابي)
مكملات حمض الفوليك مكملات غذائية (بيكسابي)
في اكتشاف علمي جديد، أظهر باحثون من جامعة “تكساس إيه آند إم” الأميركية أن تخفيض الكمية من حمض الفوليك في النظام الغذائي يمكن أن يُحسن من المرونة الأيضية ويُؤخر عملية الشيخوخة. تلك النتائج التي خلصت إليها دراسات مكثفة على الحيوانات تُفتح آفاقًا جديدة لفهمنا للتفاعلات المعقدة بين التغذية والشيخوخة.

وحمض الفوليك، أو فيتامين “بي 9″، هو عنصر غذائي ضروري لنمو الخلايا وتطورها، يعرف عالميًا بدوره في الوقاية من العيوب الخلقية، وله وظيفة أساسية في تكوين خلايا الدم الحمراء وكذلك الحمض النووي والحمض النووي الريبوزي والبروتينات. يتواجد حمض الفوليك الطبيعي في الأطعمة مثل الخضروات الورقية، ويُضاف عادة إلى الحبوب المكررة. وعلى الرغم من انتشاره، فإن التأثيرات الصحية الطويلة الأجل لاستهلاك كميات كبيرة من حمض الفوليك على مدار الحياة غير واضحة.

الدراسة

وجد خبراء في جامعة “تكساس إيه آند إم” أن تقليل تناول فيتامين بـ يمكن أن يدعم عمليات الأيض الصحية في نماذج الحيوانات المتقدمة في العمر، وقد نشرت نتائج الدراسة في مجلة لايف ساينس ألاينس وجاءت تتحدى الاعتقاد السائد بأن استهلاك كميات كبيرة من فيتامين بـ يفيد الصحة بشكل عام.

فعند تخفيض فيتامين بـ في نماذج حيوانية، لوحظَ من قبل الباحثين انخفاضًا في العمليات المرتبطة بالنمو وبناء الخلايا الجديدة مع زيادة في المرونة الأيضية، الأمر الذي قد يؤدي إلى الشيخوخة الصحية، وفقًا للدكتور مايكل بوليمينيس.

وأضاف بوليمينيس، الأستاذ ونائب رئيس برامج الدراسات العليا في قسم الكيمياء الحيوية والفيزياء الحيوية في كلية الزراعة وعلوم الحياة في جامعة “تكساس إيه آند إم” والذي قاد الدراسة، “قد يختلف المدخول الأمثل من فيتامين بـ اعتمادًا على عمر الفرد، في حين أن زيادة فيتامين بـ ضرورية في وقت مبكر من الحياة للنمو والتطور، وقد يكون المدخول الأقل منه في وقت لاحق من الحياة مفيدًا للصحة الأيضية وطول العمر”.

فيتامين بـ الطبيعي يوجد في الأطعمة مثل الخضراوات الورقية ويضاف عادة إلى الحبوب المكررة (الألمانية)

الاحتياجات المتغيرة على مدى الحياة

قرر العلماء استكشاف تأثير حمض الفوليك في مجموعات عمرية غير معتادة له، حيث قاموا بمحاكاة تأثير حمض الفوليك على البالغين في منتصف العمر باستخدام نماذج حيوانية. تمت قطع حمض الفوليك من طعام مجموعة من الحيوانات في التجربة الأولى، بينما تم تربية مجموعة أخرى بنفس الطريقة ولكنها استمرت في النظام الغذائي العادي الذي يحتوي على حمض الفوليك.

وفقًا لما نشره يوريك أليرت، ذكر الباحث بوليمينيس أن جسم الإنسان يحرق الدهون أثناء النوم، بينما يحرق عادة الكربوهيدرات للحصول على الطاقة خلال النشاط. ومع تقدم العمر، يستغرق الأمر وقتًا أطول للتحول بين عمليتي حرق الدهون والكربوهيدرات. ويبدو أن هذه المرونة الأيضية تكون أفضل في النماذج الحيوانية التي تعتمد على نظام غذائي يحتوي على كمية محدودة من حمض الفوليك.

وأظهرت الذكور في النظام الغذائي الذي احتوى على كمية محدودة من حمض الفوليك زيادة في معدل الأيض خلال فترات النشاط، مما ساعدهم على الحفاظ على مستويات الطاقة والنشاط البدني.

ووجد الباحثون أن الإناث اللواتي كانت نسبة حمض الفوليك محدودة لديهن كانت قادرة على التحول بين عملية حرق الكربوهيدرات والدهون بشكل أسرع خلال الليل والنهار مقارنة بالإناث على النظام الغذائي العادي.

وقالت الدكتورة هايدي بلانك، التي شاركت في الدراسة، “إن المجموعة التي كانت محدودة في حمض الفوليك تمكنت من الحفاظ على وزنها ومستويات دهونها أثناء الشيخوخة بشكل أفضل من مجموعة السيطرة. وعلى الرغم من أهمية حمض الفوليك في إنتاج خلايا الدم الحمراء، إلا أن النماذج المحدودة في حمض الفوليك لم تظهر عليها علامات فقر الدم أو آثار سلبية أخرى على الصحة”.

وأوضح بوليمينيس أنه في الوقت الحالي لا يُوصى بالامتناع تمامًا عن حمض الفوليك، مشيراً إلى أن البالغين في سن الشيخوخة قد يحتاجون لكميات أقل من حمض الفوليك مما يحصلون عليه الآن. كما أشار إلى ضرورة إجراء المزيد من البحوث في هذا السياق، وأنه لن يُوصى بإزالة حمض الفوليك تمامًا من نظام غذائي أي شخص.

المصدر : الجزيرة



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version