منظمة الصحة العالمية: الوضع الصحي في السودان متدهور
أفادت منظمة الصحة العالمية أن النظام الصحي في السودان يُعد “منهاراً ومعقداً” في بعض المناطق، بينما يُظهر تماسكاً في مناطق أخرى بفضل الجهود الكبيرة التي يبذلها الأطباء. وقد وصل مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، يوم السبت إلى مدينة بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للبلاد، برفقة المديرة الإقليمية لمكتب شرق المتوسط، حنان حسن بلخي. وتُعتبر هذه الزيارة الأولى لتيدروس منذ اندلاع النزاع بين القوات المسلحة السودانية و”قوات الدعم السريع” بهدف تقييم الأوضاع الصحية في البلاد.
جهود الأطباء في ظل الأوضاع الصعبة
أكدت بلخي في تصريح خاص لـ”الشرق الأوسط” أن الوضع الصحي في السودان “منهار ومعقد” في بعض المناطق، بينما يُظهر استقراراً نسبياً في مناطق أخرى بفضل الأطباء الذين يعملون بجد لتقديم الخدمات للمرضى. وقد وصفت زيارة مدير المنظمة والوفد المرافق له بـ”المهمة” للاطلاع على الأوضاع الصحية، مشيرة إلى أنهم ركزوا بشكل خاص على حالة الأطفال.
التحديات أمام الخدمات الصحية
وأعربت بلخي عن أن الأوضاع الأمنية الحالية تُعيق قدرة الأطباء على ممارسة عملهم، مشيرة إلى عدم وجود تقديرات دقيقة بشأن الاحتياجات المالية لتلبية المستلزمات الإنسانية والصحية في السودان. كما أعربت عن أملها في تحقيق الاستقرار في السودان بأسرع وقت، مُشيرة إلى جهودهم في محاولة تأمين الدعم المادي والتقني لمواجهة التحديات الراهنة.
زيارة مستشفى حوادث الأطفال
أثناء زيارته، تفقد تيدروس مستشفى حوادث الأطفال في بورتسودان، واطلع على جناح معالجة سوء التغذية الذي يعاني من عدد كبير من الأطفال المرضى. وأشار المدير الطبي للمستشفى، أيمن عبد القادر، إلى أهمية زيارة تيدروس، حيث وعد بإنشاء مستشفى جديد للأطفال.
دعم عالمي للسودان
من جانبه، أعرب وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، لدى استقباله مدير المنظمة في مطار بورتسودان، عن أن زيارة تيدروس تأتي استمراراً للدعم الذي تقدمه منظمة الصحة العالمية. وأكد أن المنظمة لا تقتصر في دعمها على توفير التمويل فحسب، بل تسهم في تنشيط جهود منظمات دولية أخرى لتمويل الأنشطة في السودان. ومن المقرر أن يعقد تيدروس لقاءات مع نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، مالك عقار، وعضو المجلس إبراهيم جابر، إضافة إلى اجتماعات مع الممثل المقيم لوكالات الأمم المتحدة للمعونة والمرافق الصحية.
تبعات النزاع المستمر
منذ بدء النزاع بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع”، توقفت أكثر من 80% من المستشفيات والمرافق الطبية في البلاد عن الخدمة. وقد قُتل ما لا يقل عن 30 ألف شخص، وأصيب أكثر من 70 ألف شخص في الاشتباكات المستمرة منذ أبريل من العام الماضي.
دعوات لتوفير المساعدات الإنسانية
في يونيو الماضي، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الوصول إلى المساعدات الإنسانية والخدمات الصحية في السودان “محدود للغاية”. وأكدت وجود حوالي 15 مليون شخص في البلاد بحاجة ماسة إلى رعاية صحية عاجلة، تتضمن رعاية الأمهات والأطفال حديثي الولادة وعلاج السرطان والسكري وأمراض أخرى.
