محاكاة آلية تنبأ باندثار جماعي مُرتقب يضُم البشر
وعلى مدى التاريخ تعرض الكوكب لحالات عديدة من الإنقراض الجماعي نتيجة عوامل مُختلفة، وكان آخرها ما حدث قبل نحو 65 مليون سنة عندما اندثرت الديناصورات إضافةً إلى 76% من الكائنات الحية الأُخرى نتيجة لاصطدام نيزك ضخم بالأرض.
سيُحَقِق الإندثار الجماعي الذي يُتوقع إقامتُه تدميرًا شاملًا لجميع الثدييات، كما سيكون عليهم أيضًا.على كافة الكائنات الحية، بما فيها النباتات، في الأعوام القادمة تكييف نفسها مع ظروف حياة جديدة، وتحمل درجات حرارة في نطاق بين 40 و70 درجة مئوية.
نظرًا لعدم مراعاة محاكاة الكمبيوتر لمشكلة التغير المناخي وانبعاث الغازات الدفيئة بكميات كبيرة ناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، فإن المشاركين في الدراسة يعتقدون بأن الاستهلاك المفرط للوقود الأحفوري سيسرع من تاريخ انقراض البشرية بشكل أسرع بكثير.
الدكتور “أليكسندر فارنسورث”، المشرف على الدراسة، يشير إلى أن المستقبل سيكون مظلمًا للغاية على كوكب الأرض على المدى البعيد. ويضيف أنه يمكن أن تصبح مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي مضاعفة لمستوياتها الحالية، ونتيجة لعجز البشر والعديد من الكائنات الحية عن التخلص من الحرارة في أجسادهم تحت تلك الدرجات الحرارية، سيؤدي ذلك في النهاية إلى موتهم.
يتوقع الباحثون أن جميع قارات الأرض ستنتقل وتتجمع معًا لتشكل قارة جديدة بانغيا، وهي قارة هائلة ظهرت على سطح الأرض قبل 250 مليون سنة، ومنها انفصلت وتشكلت قارات العالم الحديث.
خلال عملية التشكيل التي تستمر ملايين السنين، سيتحوّل المحيط الأطلسي إلى بحر داخلي ضمن القارة الضخمة، وسيشغل المحيط الهادئ الجزء الأكبر من سطح الأرض ليحيط بتلك القارة. وهذه إحدى السيناريوهات التي تتوقعها نظرية الانجراف القاري والتي تحددها حركات الصفائح التكتونية التي تغطي قشرة الأرض.
يعتقد العلماء أن قارات الأرض ستتجمع تدريجيًا لتشكل كتلة يابسة واحدة، ولكن ستكون هذه الأرض نائية وغير صالحة لدعم الحياة عليها، على عكس حالها في الماضي.
يقدر علماء الأرض أن هناك خمس حالات انقراض جماعي وقعت على الأرض على الأقل، استناداً إلى السجلات التاريخية التي تم الحصول عليها بعد البحث والتحليل لمواقع تاريخية مختلفة، بدءًا من انقراض الأوردوفيشي السيلوري قبل 440 مليون سنة، ومرورًا بانقراض الديفوني المتأخر قبل 365 مليون سنة، وحتى انقراض البرمي الثلاثي قبل 253 مليون سنة، وانقراض الثلاثي الجوراسي قبل 201 مليون سنة، وأخيرًا انقراض الديناصورات المعروف بانقراض العصر الطباشيري الباليوجيني قبل 65 مليون سنة.
يزعم الأخصائيون أنه على عكس حالات الانقراض الجماعي السابقة التي نجمت عن أسباب طبيعية، سيكون الانقراض الجماعي السادس القادم الذي سيتضمن نهاية البشرية، نتيجة لتصرفات الإنسان التي تشمل الاستهلاك غير المستدام للموارد الطبيعية بشكل مفرط، بالإضافة إلى التغيرات المناخية.