من الشوفان إلى ماء الأرز.. حقيقة أحدث “مشروبات إنقاص الوزن” الرائجة
تتوالى صيحات إنقاص الوزن على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتم تضخيم وبيع هذه الاتجاهات من قبل عدد من المؤثرين، الذين يعتمدون على نفوذهم لدى جمهورهم. بحسب موقع “ميوز فايند”، فإن 92% من هؤلاء المتابعين يثقون بالمؤثرين أكثر من الإعلانات التقليدية.
ومن بين أحدث هذه الاتجاهات، نجد مشروب الشوفان الهلامي وماء الأرز، فما هي الحقائق وراء هذه المشروبات؟ وهل تساعد فعلاً في إنقاص الوزن؟
مشروب الشوفان
يتكون مشروب الشوفان الهلامي من نصف كوب من دقيق الشوفان مع كوب واحد من الماء وعصير نصف ليمونة، ويتم تناوله في الصباح على معدة فارغة. وقد انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع وسم “أوت زمبيك”، حيث رُبط بعقار “أوزمبيك” المستخدم لعلاج السكري والذي اكتسب شهرة لفعاليته في إنقاص الوزن.
وينشر المؤثرون تجاربهم مع هذا المشروب وكيف ساعدهم على تقليل شهيتهم ونجاحهم في تحقيق أهدافهم لإنقاص الوزن، حيث يزعم بعضهم أنه يمكن أن يؤدي إلى خسارة تصل إلى 18 كيلوغراماً في غضون شهرين.
وجبة غير متكاملة
تحذر دكتورة ميلاني جاي، باحثة السمنة في جامعة نيويورك، من هذه الأنظمة الغذائية المبتذلة التي قد تؤدي إلى “هوس غير صحي بفقدان الوزن” وعلاقات سلبية مع الطعام.
تشير جاي في حديثها لصحيفة نيويورك تايمز إلى عدم وجود أدلة علمية تدعم فعالية هذا المشروب، وأن من يستخدمونه لتحسين الجسم غالباً ما يفعلون ذلك بسبب قلّة السعرات الحرارية فيه واعتبارهم بديلاً لوجبة كاملة. ففي حين يحتوي نصف كوب من الشوفان على حوالي 150 سعراً حرارياً، من المتوقع أن توفر وجبة الإفطار المتوازنة 500 سعر حراري.
وتوضح أنه من المحتمل لأحدهم أن يفقد وزناً بتناوله لدقيق الشوفان فقط كل صباح بسبب محتواه العالي من الألياف، والتي تُشعر بالشبع. لكن هذا الانخفاض في الوزن قد يكون نتاج فقد الماء أو الأنسجة العضلية وليس الدهون الفعلية، ومع العودة إلى النظام الغذائي المعتاد، سيستعيد الشخص الوزن مرة أخرى.
### الشوفان والماء: فحص البدائل الجيدة لفقدان الوزن
تحذر اختصاصية السمنة من أنه ليس من المنطقي اعتبار مزيج الشوفان مع الماء بديلاً فعليًا للأدوية المضادة للسمنة، مثل تلك التي تحاكي تأثير هرمون “جي إل بي 1″، والذي يرسل إشارات لتعزيز الشعور بالشبع. إذ إن الشوفان، مثل غيره من الأطعمة، يطلق كمية ضئيلة من هذا الهرمون، وبالتالي فإن تأثيره ليس مستدامًا مثل الأدوية.
### شائعة ماء الأرز
تتداول حديثًا فكرة استخدام ماء الأرز كوسيلة لفقدان الوزن، وذلك من خلال ترك نصف كوب من الأرز غير المطبوخ في الماء طوال الليل، ثم تصفيته وتناول الماء المتبقي على معدة فارغة في الصباح. يدعي مؤيدو هذه الطريقة أنها فعالة لتعزيز الشعور بالامتلاء وتقليل الشهية، بينما ذكر أحد المستخدمين أنه فقد حوالي 27 كيلوغرامًا في مدة شهرين، مما أدى لتسميته “رايزيمبيك”، اعتقادًا منه بأنه يحاكي تأثير دواء “أوزيمبك”.
### تأثيرات غير فعالة
تؤكد اختصاصية التغذية ليزا موسكوفيتز أن “رايزيمبيك” ليس وسيلة موثوقة لفقدان الوزن. ففقدان الوزن الصحي والمستدام لا يتحقق بسهولة من خلال استهلاك مشروب واحد، بل يتطلب تبني عادات غذائية صحية وممارسة الرياضة بشكل منتظم. تضيف موسكوفيتز أن هذا المشروب قد يؤدي إلى شعور زائف بالأمل لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو الزيادة المفرطة في الوزن.
وتحذر من أن تناول الأطعمة النيئة أو غير المطبوخة يعرض الشخص لمخاطر صحية، مشيرة إلى أن الأرز من المواد الغذائية التي يمكن أن تحتوي على الزرنيخ، الذي يعتبر معدنًا ثقيلًا وضارًا.
أوضحت موسكوفيتز أن الفائدة الحقيقية من “رايزيمبيك” تكمن في زيادة استهلاك النشا المقاوم، الذي يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم وتحسين صحة الأمعاء، إلا أنها توصّي بالحصول عليه من مصادر غذائية أخرى مثل البطاطس.
### بدائل صحية للنشا المقاوم
تشير الأبحاث إلى الفوائد الصحية للنشا المقاوم في خفض خطر الإصابة بالسمنة وتعزيز فقدان الوزن. التوصيات العامة تشير إلى ضرورة تناول ما بين 15 إلى 20 غرامًا من النشا المقاوم يوميًا، وهي كمية تفوق تلك المتوفرة في ماء الأرز. إليكم بعض الوسائل الصحية للحصول على المزيد من النشا المقاوم، وفقًا لموقع “ذا كونفرسيشن”:
– **الأرز المطبوخ والمبرد:** تجميد الأرز المطبوخ بعد أن يبرد يمكن أن يزيد من محتواه من النشا المقاوم.
– **البقوليات:** تشمل نسبًا عالية من النشا المقاوم، وقد أظهرت قدرتها على مساعدات التحكم في الوزن عند تناولها بانتظام.
– **البطاطس المطبوخة والمبردة:** يساهم طهو البطاطس وتركها بضع ساعات في زيادة محتواها من النشا المقاوم.
### أهمية استشارة اختصاصي التغذية
يفضل دائماً استشارة مختص التغذية قبل تبني أي نظام غذائي جديد أو اعتماد أنظمة لفقدان الوزن، لضمان اتخاذ خطوات آمنة وصحية.## الدراسة تحذر من المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي
تشير الأبحاث الحديثة إلى ضرورة تجنب الأشخاص الذين يسعون لإنقاص أوزانهم مؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي يدّعون أن لديهم حلولاً غذائية مبتكرة. في دراسة أجراها فريق من جامعة غلاسكو في عام 2019، تم تقييم أكثر تسعة مؤثرين شهرة في المملكة المتحدة، إذ كشفت النتائج أن ثمانية منهم لم يلتزموا بالمعايير الغذائية ولم يقدموا مراجع معتمدة لدعم ادعاءاتهم حول النظام الغذائي، بينما كان هناك مؤثر واحد فقط يقدم معلومات دقيقة وجديرة بالثقة.
## العواقب السلبية للأنظمة الغذائية غير الموثوقة
من جهة أخرى، أفادت المعاهد الأميركية للصحة أن الأنظمة الغذائية التي يتم الترويج لها عبر هذه المنصات يمكن أن تؤدي إلى فقدان سريع للوزن نتيجة لتقييد السعرات الحرارية. بيد أن هذا النوع من فقدان الوزن غالباً ما يؤدي إلى استعادة الكيلوغرامات المفقودة بمجرد عودة الشخص إلى نظامه الغذائي المعتاد. كما أن هذه الاتجاهات تغذي الرغبة المتواصلة لدى الناس في البحث عن حلول سريعة لعلاج زيادة الوزن، مما لا يسهم في تحقيق نتائج ذات فائدة طويلة الأمد.