كيف حوّل كولين هوانغ مؤسس “تيمو” رؤيته إلى إمبراطورية تنافس عمالقة التجارة الإلكترونية؟
لقد حقق متجر “تيمو” أداءً تجاريًا كبيرًا في الأسواق العالمية، ولكن نجاح هوانغ جاء أيضًا بفضل متجر “بيندودو” (Pinduoduo) الذي يمتلكه، والذي يعد أحد المتاجر الأكثر شعبية في الصين. لكن انخفاض أسهم “بيندودو” بنسبة 25% تسبب في خسائر مالية كبيرة لهوانغ وصلت إلى 14.1 مليار دولار، مما أدى إلى تراجع قيمته إلى 35.2 مليار دولار، ليهبط بذلك إلى المركز الرابع بين أغنياء الصين والمركز الـ 45 عالميًا. السؤال الآن، كيف استطاع هوانغ أن يصل إلى هذه المكانة في عالم مليء بالمنافسة، dominated by “علي إكسبريس” و”أمازون”؟
بدايات متواضعة
وُلِد كولين هوانغ في عام 1980 لأبوين يعملان في أحد المصانع في مدينة هانغتشو، والتي تُعتبر المقر الرئيسي لـ “علي بابا”. على الرغم من نشأته البسيطة، فقد اكتشف موهبة في الرياضيات جذبت انتباه معلميه. وبعد اجتيازه لاختبارات القبول، انضم إلى “مدرسة هانغتشو للغات الأجنبية”، والتي أثرت بشكل كبير على مسيرته.
قبل بلوغه العشرين، اكتشف هوانغ الإنترنت، مما منح له فرصة للتواصل مع أصدقاء دوليين وتعزيز مهاراته في علوم الحاسب. تأهل للحصول على منحة “مؤسسة ميلتون” التي أسسها بيل ميلتون، مما ساعده في تحقيق طموحاته.
بدأ هوانغ حياته المهنية كمتدرب في “مايكروسوفت” في بكين ثم انتقل إلى ريدموند، واشنطن، حيث زادت فرصه الوظيفية بفضل خبراته. وفي إطار سعي “غوغل” للتوسع في السوق الصينية، عمل هوانغ كجزء من الفريق الذي ساهم في إدخال الشركة إلى هذا السوق.
مجموعة من الشركات قبل تحقيق النجاح
في عام 2006، عاد هوانغ إلى الصين ليواصل جهوده مع “غوغل”. ورغم التحديات التي واجهها، فإن التجارب التي اكتسبها ساعدته لاحقًا في إطلاق مشروعه الخاص. هكذا، بدأ كولين هوانغ في بناء إمبراطورية جديدة في عالم التجارة الإلكترونية رائدة ومنافسة للشركات الكبرى.
### هوانغ: المحطات الأساسية في مسيرته ومشاريعه الجديدة
ترك كولين هوانغ عمله في شركة “غوغل” عام 2007 وبدأ رحلة جديدة في عالم الأعمال، حيث أطلق أول متجر إلكتروني له تحت اسم “أوكو” (Ouku) الذي لا يزال يحظى بتواجد نشط حتى اليوم، على الرغم من أنه انتقل لملكية جديدة بعد أن قام ببيعه في عام 2010. لاحقًا أسس هوانغ شركة “لي” (Leqi) التي تهدف إلى مساعدة العلامات التجارية الأجنبية لدخول السوق الصينية، كما أُشير إلى تأسيسه شركة لتطوير الألعاب تُدعى “شينيودي” (Xinyoudi) عام 2011، على الرغم من عدم توفر معلومات كافية حول هذه الشركة في الوقت الحاضر.
لقب ملك الإنترنت السري
في عام 2020، أحد مواقع الأخبار الاقتصادية، “ذا فايننشال تايمز”، سلط الضوء على هوانغ ومنحه لقب “ملك الإنترنت السري في شنغهاي”، يعود ذلك إلى نجاحه المستمر في العديد من الشركات العاملة عبر الفضاء الإلكتروني.
مع حلول عام 2015، أسس هوانغ شركة “بي بي دي هولدينغ” (PDD Holdings) التي ساهمت بشكل كبير في تحقيق النجاحات التي نشهدها اليوم، حيث تملك الشركة عدة منصات للتجارة الإلكترونية، بينها “تيمو” و”بيندودو”. وتمكن هوانغ من جمع استثمارات ضخمة، تضمنت 8 ملايين دولار، تلاها 100 مليون دولار في السنة التالية.
نموذج مبتكر للتسوق الإلكتروني
تعتبر “بيندودو” متجرًا إلكترونيًا بطرقة عمل فريدة، حيث اعتمدت على مفهوم التسوق كالألعاب، بتقديم تحديات توفر للمستخدمين عروضًا وتخفيضات. هذا النموذج ساهم في إدراج الشركة في بورصة “ناسداك” عام 2018، رغم غياب هوانغ عن هذه اللحظة المصيرية. فيما بعد، بدأ هوانغ في تطوير اهتماماته الروحية مثل البوذية، وتخلى عن منصبه كمدير تنفيذي في عام 2020 لصالح تشين لي، أحد مؤسسي الشركة.
التوسع في الأسواق العالمية مع “تيمو”
في سبتمبر 2022، أطلقت “بي دي هولدينغز” تطبيق التسوق المخفض “تيمو” في الولايات المتحدة، وستطاع التطبيق بفضل استراتيجيات تسويقية جيدة، بما في ذلك إعلانات خلال فعاليات رئيسية مثل “سوبر بول”، أن يتصدر قائمة التطبيقات الأكثر تحميلًا على منصات “أندرويد” و”آيفون”.
يركز “تيمو” على تقديم مجموعة متنوعة من المنتجات بأسعار مخفضة مستقطبًا المستخدمين عبارة عن عبارات تسويقية جذابة مثل “تسوق كمليونير”، محاولا تمييز نفسه عن منافسيه مثل “علي إكسبريس” من خلال تحسين تجربة المستخدم وتلبية احتياجات السوق الأميركية والأوروبية.
التحديات القانونية التي تواجه “تيمو”
رغم النجاحات، واجه “تيمو” تحديات قانونية مشابهة لتلك التي تمسّ منصات صينية أخرى، حيث بدأت بعض القضايا تتعلق ببيع معلومات المستخدمين والتعامل مع بياناتهم. ويواجه التطبيق دعوى جماعية في ولاية إلينوي بسبب هذه المشكلات، بالإضافة إلى مطالبات من أعضاء مجلس الشيوخ للتحقيق في كيفية عمل التطبيق وفي ممارسات تتعلق بالخصوصية.
في هذا السياق، يحتل كولين هوانغ المكانة الرابعة في قائمة أغنى الأشخاص في الصين والـ45 عالميًا، وهذا يعني أنه قد يكون في طريقه لبناء إمبراطورية جديدة في مجالات جديدة تركز على تقديم الأغذية الصحية والمحافظة على البيئة.