كولومبو، سريلانكا (AP) – حقق السياسي الماركسي أنورا ديساناياكي انتصارًا في انتخابات رئاسة سريلانكا خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما يمثل تحديًا للقيادة السياسية القديمة التي تحملت انتقادات شديدة بسبب الأزمات الاقتصادية التي عصفت بالبلاد قبل عامين.
وتمكن ديساناياكي، المدعوم بشكل كبير من قبل الشباب عبر حملته الشعبية التي تركزت على حقوق العمال، من التغلب على زعيم المعارضة ساجيث بريماداسا الذي جاء في المركز الثاني، والرئيس الحالي رانيل ويكرمسينغ، الذي تولى الحكم بعد تفاقم الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
يقود ديساناياكي تحالف قوة الشعب الوطنية، ويشغل أيضًا رئاسة جبهة تحرير الشعب، الحزب الماركسي الذي قام بقيادة انتفاضتين مسلحتين غير ناجحتين في السبعينيات والثمانينيات بهدف السيطرة على الحكم عبر الثورة الاشتراكية.
مسيرته السياسية المبكرة
ولد ديساناياكي في 24 نوفمبر 1968 لعائلة متواضعة في منطقة زراعية وسط سريلانكا. بدأ اهتمامه بالسياسة منذ الدراسة، من خلال مشاركته في مظاهرات طلابية ضد الاتفاق مع الهند الذي منح أقلية التاميل بعض الحكم الذاتي، ما أسفر لاحقًا عن نشوب حرب أهلية استمرت عقودًا.
تزايد انخراطه في الأنشطة السياسية خلال دراسته الجامعية في مجال العلوم، حيث انضم إلى الاتحاد الاشتراكي للطلاب، الجناح الطلابي لجبهة تحرير الشعب. في عام 1987، بدأت جبهة تحرير الشعب انتفاضتها المسلحة الثانية عقب حظر الحركة من قبل الحكومة، وهو ما أدى إلى تدخل الحكومة بشكل عنيف وإلى اختفائه خلال تلك الفترة.
انتقاله إلى السياسة البرلمانية
دخل ديساناياكي معترك السياسة العامة في عام 1993، وعمل على إعادة بناء الحزب في المنفى تحت قيادة جديدة. نجح الحزب في الحصول على أول مقعد له في البرلمان عام 1994، مما أشار إلى عودته إلى الساحة السياسية.
في عام 1997، أصبح ديساناياكي المنظم الوطني للاتحاد الاشتراكي للطلاب، وفي العام التالي انضم إلى المكتب السياسي لجبهة تحرير الشعب. تم انتخابه لتمثيل البرلمان في عام 2000، وشغل لفترة قصيرة منصب وزير المزارع والري خلال تحالفه مع الرئيس شاندرينكا كوماراتونغا.
تشكيل تحالف جديد
بعد أن أدرك صعوبة الوصول للسلطة عبر حزبه فقط، أسس ديساناياكي في عام 2019 حزب الشعب الوطني، مجمعًا 21 مجموعة من بينها أحزاب سياسية ومنظمات شبابية ونسائية ونقابات.
منذ تأسيس التحالف، أظهر ديساناياكي تحولًا من مواقفه اليسارية المتطرفة، حيث أعلن دعمه للاقتصاد الحر على الرغم من بقاءه في حزب ماركسي. ترشح للرئاسة في عام 2019، لكنه خسر أمام غوتابايا راجاباكسه الذي فر بعد عامين بسبب الاحتجاجات وسط الأزمة الاقتصادية.
وعود بإنهاء التقشف والفساد
يبدأ ديساناياكي منصبه مع طيف من الوعود لتحسين مستوى المعيشة ومحاربة الفساد. كان محور حملته الانتخابية هو المساءلة، حيث تعهد بأن يتحمل السياسيون المسؤولية عن أفعالهم وأن يتخذ خطوات حازمة ضد الفساد.
كما أعرب مؤيدوه عن أملهم في تخفيف حدة التقشف المفروض بموجب اتفاق البلاد مع صندوق النقد الدولي. وقد وعد بالحفاظ على الاتفاق مع إدخال بعض التغييرات الضرورية، بينما التزم بتعزيز التجارة المحلية بدلاً من الاعتماد على الاستثمارات الأجنبية.
بالنسبة لأقلية التاميل في البلاد، يوفر انتخاب ديساناياكي بعض الأمل، على الرغم من أنه قد رفض خلال حملته منح مزيد من السلطات لشمال وشرق البلاد، حيث يقيم معظم التاميل. كما تجنب التطرق إلى التحقيقات المتعلقة بالانتهاكات التي شهدتها الحرب الأهلية والتي أشارت التقارير الدولية إلى أنها قد تمثل جرائم حرب.