موافقة إسرائيل على اتفاق غزة تكشف عن انقسامات تهدد الهدنة ومستقبل نتنياهو السياسي

By العربية الآن

### تصاعد التوترات السياسية حول قرار وقف إطلاق النار في غزة

إن قرار إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار في غزة قد لا يكون دليلاً على استقرار طويل الأمد. فثمة انقسامات عميقة في السياسة الإسرائيلية قد تؤثر على استمرارية هذا الاتفاق.

### تفاصيل الهدنة المزمع تنفيذها

الهدنة المتفق عليها في قطر مدتها 42 يوماً. ومن المتوقع خلال هذه الفترة الإفراج عن 33 رهينة في مقابل إطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين، مع سحب تدريجي للجيش الإسرائيلي من المدن الفلسطينية وزيادة مساعدات إنسانية.

لكن لا يُعتبر هذا نهاية دائمة للحرب، كما أنه لا يضمن إطلاق سراح 65 رهينة سيبقون في غزة بعد انتهاء هذه المرحلة الأولى، والعديد منهم قد يكون قد قُتل. هذه المسألة ستبدأ نقاشاتها في اليوم السادس عشر من الهدنة.

![أحد شوارع غزة](https://media.cnn.com/api/v1/images/stellar/prod/gettyimages-1916249016.jpg?c=original)
*الأشخاص يمشون أمام قصر الباشا في مدينة غزة بتاريخ 5 يناير 2024. (AFP/Getty Images)*

### التأثيرات السياسية المحتملة

ما إذا كانت هذه السيناريوهات ستتحقق يعتمد بشكل كبير على تعقيدات السياسة الإسرائيلية. الاتفاق الذي أبرمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يشبه إلى حد كبير الاقتراح الذي انتقده قبل حوالي عام.

فقد قال نتنياهو في فبراير من العام الماضي: “لم نلتزم بأي من المطالب الوهمية لحماس” و”أخبرت (وزير الخارجية الأمريكي) أنتوني بلينكن بأننا قريبا سنحقق انتصاراً كاملاً”.

في سياق متصل، كانت الاقتراحات التي انتقدها تعني وقفاً متعدداً لإطلاق النار، وسحباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية، وإطلاق سراح المئات من الأسرى الفلسطينيين، وهو ما يتضمنه الاتفاق الحالي.

### تأثيرات الهدنة على حماس وإسرائيل

على الرغم من الضغوط التي تواجهها حماس، إلا أن إسرائيل لم تحقق “الانتصار الكامل” الذي طالما وعد به نتنياهو. وقد أشار بلينكن هذا الأسبوع إلى أن حماس قد نجحت في تجنيد عدد كبير من العناصر الجدد، مما يعكس قوتها إلى حد ما.

![محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني](https://media.cnn.com/api/v1/images/stellar/prod/gettyimages-2193481710.jpg?c=original)
*رئيس وزراء قطر محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني يعلن عن صفقة وقف إطلاق النار والرهائن في الدوحة. (Karim Jaafar/AFP/Getty Images)*

### ردود الفعل الداخلية بشأن الاتفاق

تسود حالة من الارتباك بين حلفاء نتنياهو المتطرفين في الحكومة بسبب هذا التغيير المفاجئ في موقفه. وقال إيتامار بن غفير، وزير الأمن القومي، في بيان صباح الجمعة: “أحب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وسأضمن استمراره رئيساً للوزراء، لكنني سأترك الحكومة لأن الصفقة الموقعة كارثية”.

وقد أوضح بن غفير أن حزبه “القوة اليهودية” سيغادر الائتلاف الحكومي إذا تم تنفيذ صفقة الهدنة والمحتجزين. ورغم ذلك، فإن مغادرته لن تكون كافية للإطاحة بالحكومة بمفردها، ومن المحتمل أن يعود – فمن الصعب التخلي عن السلطة بالنسبة لرجل كان قبل فترة قصيرة في هامش السياسة، وقد تم إدانته بتحريض الإرهاب.

### خلاصة

يمكن أن تؤدي هذه التطورات إلى تغيير جذري في الساحة السياسية الإسرائيلية، غير أن المستقبل لا يزال غامضًا ويعتمد على كيفية تطور الأحداث خلال الأيام المقبلة.### بوادر انهيار الحكومة الإسرائيلية

قد تتعرض الحكومة الإسرائيلية الحالية للخطر إذا انسحب وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ووزير المالية، بتسليئيل سموتريتش، من ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. يُعتبر سموتريتش من الوطنيين اليمينيين المتطرفين، ويعتزم عدم السماح بتحوّل الهدنة المقررة مع غزة إلى سلام دائم، ما يعني إمكانية العودة للحرب بعد انتهاء فترة الهدنة البالغة 42 يومًا، والتي يُتوقع أن تُفرج خلالها عن 33 رهينة.

![إيتمار بن غفير في مسيرة يوم القدس](2.jpg)
*وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، يصل إلى المسيرة السنوية ليوم القدس في 5 يونيو 2024. (تصوير: عمار عوض/رويترز)*

![بتسليئيل سموتريتش يلقي خطاباً](3.jpg)
*وزير المالية الإسرائيلي، بتسليئيل سموتريتش، يتحدث إلى عائلات المحتجزين في غزة، في القدس، 3 يونيو 2024. (تصوير: مناحيم كحانه/أ ف ب/ Getty Images)*

#### مسار الأحداث وعواقب الانسحاب

إذا انسحب سموتريتش، سينهار ائتلاف نتنياهو، ولكن المنافس يائير لابيد من حزب “يش عتيد” قد يقدم المساعدة لرئيس الوزراء عبر دعمه في البرلمان. هذا يعني أن لابيد يمكنه زعزعة الحكومة في أي وقت تختاره، وهو تهديد يسعى نتنياهو لتجنبه بأي ثمن.

غير واضح ما إذا كان نتنياهو قد وعد سموتريتش بشيء لضمان دعمه، حيث يبدو أن تركيزه على حل الأزمة الحالية يطغى على المستقبل. لقد اجتمع مع سموتريتش مرتين قبل إعلان الهدنة في قطر، حيث أُشير إلى اهتمام بايدن بتمديد الهدنة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد ستة أسابيع.

#### التوترات بعد إعلان الهدنة

بعد إعلان رئيس الوزراء القطري عن الاتفاق، أصدرت حكومة نتنياهو سلسلة من البيانات تتهم حماس بعدم الالتزام بشروط الاتفاق، التي تضمنت منح إسرائيل حق النقض على بعض الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم.

![نتنياهو يتحدث في قبر هيرزل](4.jpg)
*رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلقي خطابًا في مقبرة هيرزل العسكرية في القدس يوم 27 أكتوبر. (تصوير: جيل كوهين-ماجن/رويترز)*

#### التحديات الداخلية والضغوط الأمريكية

أظهرت التصريحات من جهة رئيس الوزراء أنه يتبنى موقفًا صارمًا، طالبًا من فريقه التمسك بموقفهم. بينما قد تكون هذه التأخيرات في اللحظة الأخيرة حقيقية، إلا أن هذه الاستجابة العامة القوية كانت تهدف إلى تهدئة القاعدة الصلدة ضمن اليمين المتطرف المحلي. لكن بمجرد تسوية الخلافات، بدت الحكومة أنها تسعى لتسريع الموافقة.

قد تدخل أيضًا إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديدة كعامل مؤثر في قبول نتنياهو لهذه الهدنة الأولية، حيث ستُمارس ضغوط كبيرة عليه للالتزام بالاتفاق.

في السابق، كان نتنياهو قادرًا على تجاهل دعوات الرئيس جو بايدن، لكنه الآن يواجه ضغوط كبيرة من عدة اتجاهات.

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version