عسقلان، إسرائيل (أسوشيتد برس) – ستفتح قبرين قديمين يعود تاريخهما إلى نحو 2000 عام، والمزخرفين برسوم جدارية رائعة، للجمهور لأول مرة في جنوب إسرائيل بعد عملية ترميم شاقة، وفقًا لما أعلنته سلطة الآثار الإسرائيلية يوم الثلاثاء.
اكتشاف قبرين مخصصين لشخصيات رومانية
اكتشف علماء الآثار البريطانيون هذين القبرين المملوءين بالرمل في الثلاثينيات من القرن الماضي، وقد اندهشوا من الرسوم الملونة على الجدران التي تصوّر أشجار العنب الحيوية المتشابكة مع الطيور والحيوانات والشخصيات الأسطورية.
تطوير الموقع وتحويله إلى حديقة تعليمية
لكن الموقع ظل مغلقًا أمام الجمهور لأكثر من تسعة عقود لحماية الرسوم. ومع نمو المباني السكنية الجديدة في المنطقة، قررت المدينة تحويل الموقع إلى حديقة تعليمية وترميم القبور لتتيح الزيارات العامة.
تصريحات عن حالة الرسوم الجدارية
قالت آنات راسيك، عالمة الآثار في سلطة الآثار، “تحتوي هذه القبور على رسومات رائعة تم الحفاظ عليها بشكل رائع، وهذا أمر مدهش بالنظر إلى الوقت الذي مرّ والموقع بجوار البحر، الرطوبة، الرمال، والرياح، كل ذلك يؤثر على الجص والرسوم.”
تاريخ القبور ومحتوياتها
تقع القبور على بعد مئات الأمتار من الشاطئ، ومن المحتمل أنها كانت مكان دفن للنبلاء الرومان قبل نحو 1700 عام، حين كانت عسقلان مدينة رومانية، وفقاً للخبراء.
الرسوم الجدارية الغنية بالتفاصيل
تظهر الرسوم الزاهية التي تمتد عبر السقف المقبب تصاميم معقدة على الجدران، مثل حوريات يحملن إكليل من زهرة اللوتس، وطيور، وغزلان، وأطفال يجمعون عناقيد العنب، وشخصية تعزف على مزمار بان، وشخصيات من الأساطير اليونانية مثل ديميتر، إلهة الأرض والحبوب، ورأس ميدوسا الذي يحيط به شعر من الأفاعي، والذي تم اعتماده أيضًا من قبل الأساطير الرومانية.
عملية الترميم وفتح القبور للجمهور
خلال عملية الترميم، قام الخبراء بإزالة بعض الرسوم الجدارية من الجدران لإعادة ترميمها خارج الموقع. وتمت تنظيف أخرى أو تحسينها بأصباغ تحاكي الطلاء القديم. تم نقل قبر ثان يعود إلى القرن الثاني أيضًا، ويحتوي على رسومات جدارية ملونة، إلى الحديقة الجديدة من موقع آخر في عسقلان للحفاظ عليه. تم اكتشاف القبر الثاني في التسعينيات. وستكون كلا القبرين مفتوحة للجمهور داخل الحديقة الجديدة خلال عطلة السوكوت المقبلة في أكتوبر.
موقع الحديقة والاكتشافات الأثرية
تشمل الحديقة العديد من الاكتشافات الأثرية من جميع أنحاء المدينة، بما في ذلك توابيت قديمة، وضغوط النبيذ، وضغوط الزيت، محاطة بمجموعة من المباني السكنية الجديدة.
معلومات تاريخية عن عسقلان
تقع عسقلان على بعد حوالي 10 كيلومترات شمال قطاع غزة، ولها تاريخ غني في علم الآثار. بالإضافة إلى الرومان، كانت المدينة موطنًا للفلسطينيين خلال العصر الحديدي المبكر، قبل نحو 3000 عام. وقد وفرت المقابر القديمة المكتشفة في عسقلان أدلة جينية مهمة تُظهر أن الفلسطينيين قد يكونوا هاجروا إلى المنطقة من أوروبا قبل أكثر من 4000 عام، وهي معضلة تاريخية حيرت علماء الآثار لعقود. كما تعرضت المدينة الإسرائيلية لهجمات صاروخية كثيفة في الأيام الأولى من الحرب في غزة. وفي مايو، تكونت بعض السفن التي شاركت في بناء الرصيف المزود من الولايات المتحدة في غزة، والتي فشلت في النهاية، على شاطئ عسقلان خلال سوء الأحوال الجوية.