موسكو تعد الخسائر بعد انهيار نظام الأسد وتعيد بناء الجسور

By العربية الآن


بعد انهيار نظام بشار.. موسكو تحصي الخسائر وتمد الجسور

بوتين وافق شخصيا على منح اللجوء لبشار الأسد (الجزيرة)
بوتين وافق شخصيا على منح اللجوء لبشار الأسد (الجزيرة)

موسكو تحصي الخسائر بعد انهيار النظام

تعاني روسيا من تداعيات انهيار نظام بشار الأسد، حيث بدأت بإجراء تقييم شامل للخسائر التي تعرضت لها نتيجة في الأحداث الأخيرة. موسكو تتبنى استراتيجية جديدة تهدف إلى تعزيز وجودها في المنطقة.

إعادة بناء الجسور

في إطار مساعيها الرامية لتعزيز نفوذها، تركز روسيا جهودها على بناء علاقات جديدة مع الحلفاء في المنطقة. وتشير التقارير إلى أن روسيا تعمل على توسيع دورها في الشرق الأوسط، مستفيدة من الفراغ الذي خلقه انهيار نظام الأسد.

دعم بشار الأسد

قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالموافقة شخصياً على منح اللجوء لبشار الأسد، في خطوة تعكس استمرار الدعم الروسي للنظام السوري رغم الأزمات التي عاشها. هذا الدعم يعكس مصلحة روسيا في الحفاظ على موطئ قدم في سوريا.

رابط المصدر

# تطورات الوضع في سوريا بعد فرار بشار الأسد إلى موسكو

انسحاب القوات الروسية من سوريا

أعلنت مديرية المخابرات العسكرية الأوكرانية عبر منصة تليغرام أن القوات الروسية في سوريا قد قامت بسحب سفينتين حربيتين، هما الفرقاطة الأميرال غريغوروفيتش وسفينة الشحن إنجينير تروبين، من القاعدة البحرية في طرطوس. وقد أُشير في البيان إلى أن ذلك جاء بعد فرار الرئيس السوري بشار الأسد إلى موسكو. كما تم ذكر أن طائرات روسية تواصل نقل “بقايا أسلحتها وعتادها العسكري” من قاعدة حميميم الجوية.

جاء هذا الخبر في 8 ديسمبر/كانون الأول، لكن وكالة رويترز أكدت أنه لم يتسنى لها التحقق من المعلومات. رغم ذلك، أظهر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن هذا الانسحاب يأتي ضمن مناورات بحرية مجدولة مسبقا، مما يبين أن القلق بشأن الانسحاب السريع للوجود العسكري الروسي قد يكون مبالغا فيه.

الموقف الروسي من الأحداث

على الرغم من محاولات بعض الأطراف لاعتبار ما يحدث بمثابة انهيار سريع للوجود الروسي في سوريا، إلا أن موسكو أثبتت قدرتها على التعامل مع الوضع. مع تقدم المعارضة المسلحة نحو ريفي حماة وحمص، ومع فرار بشار الأسد، بدأت تتوالى التصريحات المتعلقة بمصير الأسد ووجود روسيا في البلاد.

مقاتلات روسية في قاعدة حميميم في صورة تعود لشهر يونيو/حزيران 2016 (رويترز)

مصير بشار الأسد

بعد مغادرة بشار الأسد إلى مكان غير معلوم مساء يوم السبت (7 ديسمبر/كانون الأول)، أدلى بيان لوزارة الخارجية الروسية يوضح أن الأسد قد غادر سوريا وأصدر أوامره بتسليم السلطة سلميا. وقد ذكر البيان أن المفاوضات مع أطراف النزاع أدت إلى هذا التسليم.

لاحقاً، أعلنت مصادر من الكرملين أن الأسد وعائلته وصلوا إلى موسكو، حيث تم منحهم حق اللجوء لأسباب إنسانية. وأكد ميخائيل أوليانوف، المبعوث الروسي لدى المنظمات الدولية، أن الأسرة موجودة في موسكو وأن روسيا لن تخذل أصدقائها في الأوقات الصعبة.

في اليوم التالي، أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن قرارات منح اللجوء لا تتخذ دون إذن الرئيس الروسي، وأن قرار الأسد بترك السلطة كان قراراً شخصياً.

سوري يدوس صورة بشار الأسد في منزله بحي المالكي (الفرنسية)

الوضع الأمني للقواعد العسكرية الروسية

في البيان الأول الصادر عن وزارة الخارجية الروسية يوم 8 ديسمبر/كانون الأول، تم التأكيد على أن القواعد العسكرية الروسية في سوريا في حالة تأهب عالية ولا توجد تهديدات جسيمة لأمنها. وأُشير إلى أنه تم اتخاذ إجراءات لضمان سلامة المواطنين الروس في سوريا، مع تأكيد جاهزية القواعد للعمل بكامل طاقتها.

أمن القواعد العسكرية الروسية

القوات الروسية في قاعدة حميميم خلال استعراض بمناسبة زيارة بوتين في ديسمبر/كانون الأول 2017 (الأناضول)
القوات الروسية في قاعدة حميميم خلال استعراض بمناسبة زيارة بوتين في ديسمبر/كانون الأول 2017 (الأناضول)
التواصل مع المعارضة السورية
بعد اقتراب مقاتلي المعارضة السورية من بلدة جبلة القريبة من قاعدة حميميم، أفادت وكالة تاس أن المسؤولين الروس يتواصلون مع ممثلي المعارضة المسلحة. حيث أكد قادة تلك المعارضة استعدادهم لضمان أمن القواعد العسكرية الروسية والمؤسسات الدبلوماسية في سوريا.

كما أشارت قناة “روسيا اليوم” لتصريحات أحمد العسراوي، عضو الهيئة العليا للمفاوضات، حيث أكد أهمية الاتفاقيات مع روسيا التي تخدم مصالح سوريا. وأضاف أن بعض فصائل المعارضة لا تتبنى موقفاً عدائياً تجاه روسيا، بل تسعى لإقامة علاقات على أساس المصلحة الوطنية.

تغريدة لألكسندر دوغين بشأن انهيار نظام بشار الأسد (مواقع التواصل الاجتماعي)

تحليل المشهد السوري الجديد
رغم التوترات، ركزت وسائل الإعلام الروسية على تطورات المشهد، حيث طرحت استطلاعات رأي لمعرفة رؤى الجمهور حول السيطرة المحتملة لجبهة النصرة على دمشق.

وفي هذا السياق، كتب المحلل السياسي ألكسندر دوغين متهما أردوغان بخيانة روسيا، مشيرا إلى أن سقوط الأسد يشكل حدثًا مأساويًا. وأكد أن روسيا ورغم الألم الناتج عن هذا التغير، ستستمر في كفاحها.

أبعاد التدخل العسكري الروسي
حلل الخبير العسكري الروسي فاديم كوزيولين أسباب فشل الأسد، معتبرا أن سوء التخطيط وعدم تحديث القوات المسلحة من الأسباب الرئيسية لذلك. مشيرا إلى أن الجيش لم يعد يركز على تطوير نفسه، مما أضعف قدرته على مواجهة التحديات.

وأكد كوزيولين على تحسن أداء هيئة تحرير الشام المدعومة من تركيا، مما يجعلها من الفصائل الأكثر حماسا في الصراع ضد الجيش السوري.

المندوب الروسي: كافة أعضاء مجلس الأمن فوجئوا بما حدث في سوريا (رويترز)

التحرك الروسي في مجلس الأمن
كتبت روسيا طلبًا لعقد جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة التغيرات في سوريا، خاصة في ظل التصريحات الإسرائيلية حول القضم المستمر للأراضي السورية. وفي تصريحاته بعد الجلسة، أكد المندوب الروسي أن أعضاء المجلس فوجئوا بتغير السلطة، وأكدوا ضرورة حماية المدنيين ووحدة الأراضي السورية.

مستقبل القواعد العسكرية الروسية
في ظل تحالف روسيا مع بشار الأسد، يثار السؤال حول مدى إمكانية استمرار التعاون مع الحكومة السورية الجديدة والإبقاء على القواعد العسكرية الروسية. حيث نقل الإعلام الروسي معلومات عن استعداد الكرملين للتحدث مع السلطات الجديدة بعد استقرار الأوضاع.

كما تم الإشارة إلى أن روسيا على اتصال دائم مع تركيا ودول أخرى لمعرفة تطورات الوضع. وفقًا لوكالة نوفوستي، يتواصل الروس مع قادة المعارضة لضمان الأمن في القواعد العسكرية.

ويؤكد الباحث وائل علوان أن التحول في سوريا تطلب تغييرات كبيرة في التحالفات، مشيراً إلى أن بقاء روسيا كعضو دائم في مجلس الأمن قد يمنع خروجها الكلي من سوريا. ومع ذلك، يعبر عن قلقه من تغيير النظرة المستقبلية لروسيا في المنطقة.

فريق العمل:
مقابلات: أحمد حافظ
تصميم: قسم الوسائط
المصدر: الجزيرة



رابط المصدر

قد يعجبك ايضا

أخبار السياسة

أقرأ أيضا

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version