لقد تجاوزت التكنولوجيا المالية حدود الكلمات الطنانة، لتصبح معيارًا أساسيًا في التعاملات المصرفية، وفقًا لتحليل شريحة المستهلكين العالمي لعام 2024 الذي أجرته شركة “فيزا”.

يتوقع المواطنون الرقميون من المؤسسات المالية تقديم حلول مبتكرة وفورية بعيدًا عن الأساليب التقليدية. وهؤلاء المستهلكون ليسوا مرتبطين بمزود خدمة معين، فهم يديرون من 7 إلى 8 حسابات مختلفة تشمل الحسابات الجارية والتوفير والتقاعد، ويستخدمون تطبيقات رقمية متعددة ومزودي خدمات متنوعين لتبادل العملات المشفرة.

على الرغم من اتساع خياراتهم المالية، إلا أن هؤلاء المستهلكين ليسوا متجانسين في تفاعلهم مع التكنولوجيا المالية. وفي ظل ذلك، يتعين على مُصدري البطاقات اختيار شركاء يتناسبون مع متطلبات العملاء المتقدمين في مجال التكنولوجيا.

استند تحليل شريحة المستهلك العالمي لعام 2024 من “فيزا” إلى استطلاع آراء أكثر من 13,500 مستهلك حول العالم، وقد كشف عن ثلاثة أنماط مختلفة من مستهلكي التكنولوجيا المالية، سنقوم بتوضيحها فيما يلي.

رواد التكنولوجيا المالية (المنفقون الكبار)

يتبنى هؤلاء المستهلكون الشباب الأثرياء تنوعًا واسعًا من طرق الدفع، بدءًا من العملات المشفرة إلى المدفوعات عبر الحدود، بفضل تطور التكنولوجيا في مجال البنوك. ويتمكن هؤلاء “رواد التكنولوجيا المالية” من إدارة شؤونهم المالية بشكل فعال دون التأثير على أنماط حياتهم.

تعد مجموعة رواد التكنولوجيا المالية ثرية نسبيًا مقارنة بالآخرين، إذ يميل إنفاقهم إلى الترف، سواء في الطعام أو السفر أو الحفلات الموسيقية، مما يعكس رغبتهم في إبهار الآخرين.

كما يبحث 75% منهم عن فرص لتحسين أنفسهم، ونفس النسبة مستعدة لدفع المزيد لقاء المنتجات المستدامة. ويميل 81% من هؤلاء إلى تجربة أشكال جديدة من الدفع، حيث يفضل 54% استخدام المحافظ الرقمية والتطبيقات مقارنة بـ 15% يفضلون بطاقات الائتمان و10% حسابات الدفع للسفر.

تجذبهم هذه الطرق بسبب حداثتها ورغبتهم في دعم العلامات التجارية التي يفضلونها، بالإضافة إلى اهتمامهم بالكفاءة والمكافآت.

الباحثون عن المكافآت الرقمية (مزيج بين الرفاهية والبراغماتية)

تعتبر هذه المجموعة الأكبر سناً (38 عامًا) وتحظى بتركيز خاص على مراقبة دخلها ونفقاتها لتحقيق توازن بين الرفاهية والعقلانية. إنهم لا يتسمون بالحرص المبالغ فيه، بل يسعون إلى الاستمتاع بلحظات حياتهم.

وتعد الممارسات الرقمية لهذه المجموعة مزيجًا بين العصور القديمة والحديثة، بينما يظل 86% منهم مرتاحين تمامًا مع الحسابات الرقمية التقليدية.

يميلون إلى تفضيل بطاقات الخصم المدفوعة مسبقًا (55%) تليها بطاقات الائتمان (16%)، ويعطون أهمية كبيرة للراحة والسرعة. كما أنهم يعطون أولوية لتحسين الذات وتفضيل المنتجات من العلامات التجارية التي تدعم القضايا الهامة.

البراغماتيون المائلون للتكنولوجيا

تمثل هذه المجموعة من المستهلكين، الذين يبلغ متوسط أعمارهم 35 عاماً، الفئة التي تدير نفقاتها بعناية، مفضلين الحلول البسيطة التي تجمع كافة حساباتهم. كما أن 72% منهم يعتمدون على التخطيط المسبق لكل ما يخص أمورهم المالية.

بهذه الفئة، يبدو أن هناك توازنًا، حيث يستخدمون أساليب الدفعات القديمة، مثل بطاقات الائتمان (33%) والمطبيقات الرقمية (26%) مع استمرار الانفتاح على الابتكارات الرقمية.

كيف يفكر مستهلكو التكنولوجيا المالية؟

يمتاز هؤلاء المستهلكون بأنهم متمرسون في التكنولوجيا، ويبحثون عن خدمات مالية مريحة وآمنة. يفضلون السرعة وسلاسة تجارب المستخدم، مع أهمية حماية البيانات.

يتطلعون إلى الابتكارات الفضلى، ويعبرون عن رغبتهم في أدوات الخدمة الذاتية لإدارة شؤونهم المالية بشكل مستقل. لتحقيق النجاح، على شركات التكنولوجيا المالية الاستجابة مستمرًا لهذه الاحتياجات المتغيرة.

تشمل جوانب عقلية مشتري التكنولوجيا المالية: الراحة والسرعة، تجارب مخصصة، الأمان والخصوصية، الثقة والمصداقية، الابتكار والخدمة الذاتية.

مواكبة مستهلكي التكنولوجيا المالية

مع ارتفاع عدد المستهلكين الرقميين وتوقعاتهم للخدمات المالية، يجب على مُصدري البطاقات توقع ونشر هذه المتطلبات المتزايدة.

يعد فهم هؤلاء العملاء الديناميكيين وتصميم منتجات تناسب احتياجاتهم أمراً بالغ الأهمية، حيث يجب أن تعمل المؤسسات على ضمان تقديم الخدمات التكنولوجية المرنة، مع استخدام أدوات تحليلات البيانات والذكاء الاصطناعي.