مُسيّرات التنين الحارقة تدخل الصراع في روسيا وأوكرانيا

By العربية الآن

# «مُسيّرات التنين» الحارقة تدخل الحرب الروسية الأوكرانية

![جنديان أوكرانيان يطلقان طائرة استطلاع مسيّرة قرب الجبهة في دونيتسك](https://www.alarabiyanow.com/wp-content/uploads/2024/10/مُسيّرات-التنين-الحارقة-تدخل-الصراع-في-روسيا-وأوكرانيا.jpeg)

## سلاح جديد في ساحة المعركة

واجه الجنود الروس تحديًا مستمرًا عند الاقتحام الخنادق الأوكرانية باستخدام الغطاء الطبيعي من الأشجار. في حديثه عن ذلك، قال فياتشيسلاف، قائد سرية الطائرات المسيرة التابعة للواء «جيغر 68»، إنهم أنفقوا موارد كثيرة لمحاولة تدمير المواقع الأوكرانية، لكنهم لم يحققوا النجاح المطلوب. وتابع أنه تم ابتكار سلاح جديد يتمثل في ربط أسطوانات رذاذ الثرمايت بالطائرات المسيرة، مما أضفى قوة مدمرة لهذه الطائرات القادرة على نفث معدن منصهر يبلغ حرارته 4400 درجة فهرنهايت (2426.7 درجة مئوية). تم تسميتها بـ«طائرات التنين المسيرة».

## تأثير الثرمايت في الحروب

يُعتبر الثرمايت مزيجًا من الألومنيوم وأكسيد الحديد تم تطويره قبل قرن لصياغة مسارات السكك الحديدية. عند اشتعاله، ينتج منه تفاعل يجعل إخماده شبه مستحيل، وقد تم استخدامه سابقًا في الحربين العالميتين. في أوكرانيا، استُخدم في الأساس في القذائف المدفعية والقنابل اليدوية، ولكنه أُلحِق الآن بالطائرات المسيرة التي تستهدف المواقع الروسية، محدثةً أضرارًا كبيرة وموقدةً النيران للنباتات التي تستخدمها القوات الروسية كغطاء.

## طائرات جديدة تغير معالم الحرب

تشكل طائرات التنين المسيرة محورًا متجددًا في ثورة حرب الطائرات المسيرة، حيث أصبحت هذه الطائرات تمثل تجربة مستمرة للتكيف والابتكار في ساحة القتال. ونشر فياتشيسلاف مقاطع فيديو لعمليات اختبار استخدام هذه الطائرات في القتال، والتي شهدت نجاحًا ملحوظًا.

## المنافسة تتصاعد

ازدادت الطائرات المسيرة في سماء الجبهة، مما دفع الجنود الأوكرانيين إلى مشاركة مقاطع ثقيلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار قلق القوات الروسية. حتى أن الروس بدؤوا بإنتاج نماذجهم الخاصة من طائرات التنين.

أندريه ميدفيديف، سياسي من موسكو، نشر فيديو يظهر الجنود الروس يستخدمون طائرات مسيرة لأغراض العدوان، مشيرًا إلى أن «الأحلام لم تجعلنا ملوكاً، هذا ما فعلته التنانين».

![طائرات مسيّرة روسية خلال معرض دفاعي](https://www.alarabiyanow.com/wp-content/uploads/2024/10/1728785730_672_مُسيّرات-التنين-الحارقة-تدخل-الصراع-في-روسيا-وأوكرانيا.jpeg)

## الاعتبارات القانونية

على الرغم من عدم وجود حظر قانوني دولي على استخدام مادة الثرمايت، إلا أن استخدام هذه الأسلحة في مناطق مدنية محظور بموجب اتفاقيات دولية. وهكذا، لم يتعرض استخدام طائرات التنين المسيرة للنقد، حيث ثبت أنها تستهدف فقط الأهداف العسكرية.

## تسابق للدعم والإنتاج

تعتبر طائرات التنين جزءًا صغيرًا من الجيوش المتزايدة في كلا الجانبين، والتي انخرطت في سباق تسلح لطائرات مسيرة أكثر فتكًا وقدرة. وقد أعلن الرئيس الأوكراني زيلينسكي خططًا لإنتاج 1.5 مليون طائرة مسيرة هذا العام، مع هدف لزيادة الإنتاج إلى 4 ملايين سنويًا.

في الجهة الأخرى، تحول الاقتصاد الروسي لدعم مجمعه الصناعي العسكري وزيادة ميزانية الدفاع بنحو 25 في المئة لتصل لأكثر من 145 مليار دولار، مما يعكس قدرتهم على إنتاج الطائرات المسيرة بسرعة.

![بوتين يزور مصنعاً للطائرات المسيَّرة](https://www.alarabiyanow.com/wp-content/uploads/2024/10/1728785730_947_مُسيّرات-التنين-الحارقة-تدخل-الصراع-في-روسيا-وأوكرانيا.jpeg)

## دعم خارجي وتوسع الابتكار

التقى الرئيس الروسي بوتين مع اللجنة الصناعية العسكرية الروسية في سبتمبر، مؤكداً على أهمية توسيع إنتاج الطائرات المسيرة. على الرغم من تسليم الشركات الروسية نحو 140 ألف طائرة فقط العام الماضي، إلا أن الإنتاج قُدِّر بأن يرتفع لـ1.4 مليون طائرة في عام 2024.

وفقًا لمارينا ميرون، الباحثة في كلية كينغز كوليدج بلندن، كانت البداية الروسية بطيئة، لكنها تحرز تقدمًا الآن في البحث والتطوير، مما يسمح لهم بتوسيع الابتكارات بسرعة. من جهة أخرى، قدمت إيران الدعم لتسليم الطائرات المسيرة إلى روسيا، مما يعزز قدراتها بشكل كبير.

تعد هذه الطائرات نقطة تحول في صراع يدعو كل طرف إلى استخدام أحدث التقنيات لتعزيز قوتهم العسكرية.

عمال إنقاذ يحاولون إطفاء النيران قريباً من كييف (إ.ب.أ)

## دور الطائرات المسيرة في الصراع

تملأ الأجواء بطائرات الهجوم المسيرة، المعروفة باسم «إف بي في»، التي تتميز بتكلفتها المنخفضة وقدرتها على الاستنفاد. يتم توجيه هذه الطائرات عن بُعد من قبل طيار يرتدي سماعة رأس تعرض له بثاً مباشراً من كاميرا الطائرة، حيث تكمن قدرتها على مهاجمة أهداف تتجاوز المسافة 10 أميال من موقع المشغل. يُستخدم بعضها لتفجير الأهداف مباشرةً، بينما يقوم البعض الآخر بإلقاء قنابل صغيرة على العدو.

جنود يجهزون سرية الطائرات المسيرة التابعة للواء 28 (رويترز)

## تقنيات الهجوم والدمار

يتصفح فياتشيسلاف الكتالوج الرقمي لآخر الهجمات المسجلة على هاتفه. تتداخل صور الموت والدمار مع مقاطع فيديو لأصدقائه وعائلته. يصف أحد الأنواع المستخدمة بأنها «اللهيب الأبيض»، والذي يُستخدم لتفجير الأهداف ويتضمن متفجرات تصل لأكثر من 10 كيلوجرامات. ويشير أيضاً إلى استخدام قذائف هاون عيار 120 ملم لجعل الهجمات أكثر فعالية، حيث يُعيد استخدام المعدات بشكل مستمر.

الكشافات الأوكرانية تبحث في سماء كييف عن المسيرات الروسية (رويترز)

## تأثير الصراع على الجنود

يقول فياتشيسلاف إن وحدته التي وصلت إلى منطقة بوكروفسك في أبريل الماضي، قامت بقتل أكثر من 3000 جندي روسي، لكنه صرح بأن هذه المعلومات تتطلب التحقق المستقل. كما أشار إلى تأثير الهجمات الجوية، حيث عرض مقطع فيديو يُظهر جندياً مصاباً بإصابات شديدة. وأكد أن الطيارين ذوي المهارة يكونون ذا قيمة عالية ويصعب استبدالهم، مشيراً إلى أهمية حمايتهم من ضربات العدو.

* مادة خاصة بـ«نيويورك تايمز»

“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version