هل كان هناك ماس كهربائي أم مشهد انفجار؟
حتى الآن لا تزال الأسباب الرئيسية التي أدت إلى اندلاع الحريق غير معروفة، ومع ذلك أشارت النيابة العامة إلى احتمالية وجود ماس كهربائي بسبب وجود أسلاك تالفة غير مفحوصة.
بينما رtributed شهود عيان من سكان المنطقة المحيطة بالأستوديو في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية الحريق إلى مشهد انفجار يتم تصويره داخل الأستوديو.
وأكد نقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكي للجزيرة نت أنه لم يتم تصوير أي مشهد انفجار في المسلسل، وأنه قد تواصل مع فريق العمل الذي نفى تلك الادعاءات.
وأضاف زكي أن التحقيقات جارية ومن المتوقع كشف الأسباب الحقيقية وراء الحريق.
وبخصوص مصير المشاهد المتبقية من مسلسل “المعلم” بعد تدمير الديكور بالكامل داخل الأستوديو، أوضح زكي أن النيران التهمت فقط ديكور السوق، وأن هناك عدة أماكن أخرى لتصوير المسلسل، وسيتم استبدال الديكور خلال جلسات العمل التي ستجريها فرقة العمل في الوقت الحالي لترتيب الأوضاع، مؤكداً سلامة فريق العمل.
وفي سياق متصل، رفض مصدر أمني شارك في عمليات الإطفاء تأكيد السبب المحتمل للحريق بسبب حجم النيران، بينما أشار مصدران آخران إلى أن النيابة قد تكشف سيناريو آخر قريباً، حيث شكلت السلطات لجنة هندسية للوقوف على أسباب وتفاصيل الحريق والتحقيق فيها.
الإصابات والخسائر
تصاعدت النيران في الأستوديو في الساعات الأولى من صباح السبت، حيث هرعت حوالي 15 سيارة إطفاء للتحكم في الحريق الذي شب في الأستوديو الذي يحتوي على 3 “بلاتوهات” حيث كان يتم تصوير مسلسل “المعلم”، واحترق ديكور “شادر السمك” وتحول إلى رماد.
وعلى الرغم من إخلاء فريق “المعلم” الموقع قبل اندلاع الحريق بحوالي 15 دقيقة وعدم تسجيل خسائر في الأرواح، إلا أن قوة النيران تسببت في إصابة 12 شخصا بحالات اختناق، بمن فيهم 3 من رجال الإطفاء، كما تعرض اثنان من رجال الإطفاء لكسور في القدم وخلع في الكتف بعد سقوط سلم الإطفاء خلال محاولتهم السيطرة على الحريق.
وأعلنت مستشفيات محافظة الجيزة حالة الطوارئ، حيث جرى نقل 7 مصابين إلى مستشفى الهرم، واثنين آخرين إلى مستشفى أم المصريين، بينما تم تقديم الإسعافات الأولية لحالات الاختناق الأخرى في مكان الحريق.
تعويضات مستعجلة
انتشر الحريق ليصل إلى المنازل المحيطة، مما أدى إلى خسارة حوالي 30 شقة سكنية لعائلات اضطرت أفرادها للجوء إلى الشارع والاضطجاع على الأرض في اليوم السادس من شهر رمضان. وخلال وجود رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في موقع الحريق، أصدر توجيها فوريا بتقديم 15 ألف جنيه (سعر الدولار الرسمي يعادل 47.8 جنيه) كجزء من إيجار مؤقت لشقق بديلة حتى يتم إصلاح الوحدات السكنية المتضررة واعادة سكانها إليها، بالإضافة إلى إصدار بطاقات رقم قومي بديلة لمن فقدوها في الحريق.
كشف مدبولي أن الحكومة ستتحمل كامل التكاليف لاعادة الوضع كما كان قبل الحريق، وللتأكيد على سلامة المباني.
في مقابل ذلك، تقدم النائب إيهاب منصور، رئيس اللجنة البرلمانية الخاصة بالحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، بطلب إدلاء بيان لمجلس النواب حول الحريق، وطالب بالكشف عن سبب الحادث ومدى تطبيق الأستوديو للنظم والاجراءات الوقائية، بالإضافة إلى طلب تعويض المتضررين عن طريق توفير سكن بديل فوري.
قدر الأعمال الفنية
حتى الآن، لم يتم تحديد موعد لفريق عمل مسلسل “المعلم” لاستكمال تصوير المشاهد المتبقية بعد لإنهاء عرض المسلسل ضمن برامج رمضان 2024، كما توقف تصوير فوازير “شاورمر” من بطولة الفنان الكوميدي محمد ثروت، الذي أكد خروجه من أستوديو الأهرام قبل وقوع الحادث بنصف ساعة، مشيراً إلى عدم اكتمال التصوير بالكامل حيث يتطلب 3 أيام صورة، وتم التوقف حتى يعاد النظر في الأمر.
80 سنة من التراث السينمائي
استوديو الأهرام يُعتبر واحداً من أهم استوديوهات السينما في مصر، وأحد العلامات البارزة في المشهد الفني والثقافي في العصر الحديث، حيث تأسس خلال فترة الحرب العالمية الثانية عام 1944 على يد اليونانيين أفابخلوس أفراموسيس وباريس بلفيس على مساحة تبلغ 27 ألف متر مربع، ويضم 3 مواقع تصوير، وقاعة عرض وقاعة “دوبلاج”، بالإضافة إلى مختبر للتطوير والطباعة.
على مدى 80 سنة، استضاف الاستوديو تصوير وطباعة وتطوير أكثر من 450 عملاً فنياً، بدءاً من أفلام الأربعينات مثل “عنتر وعبلة” و”عروسة للإيجار” و “صاحب بالين”، واستمر في إثراء المشهد الفني المصري عبر العصور والأجيال المختلفة.
ومن أشهر الأعمال التي تم تصويرها في الاستوديو: “فاطمة وماريكا وراشيل” و “باب الحديد” و”ابن النيل” و”العتبة الخضراء” و “القاهرة 30”.
ومن المسلسلات التلفزيونية التي تم تصويرها في استوديو الأهرام: “أرابيسك” و “حديث الصباح والمساء” و “السيرة الهلالية” و”حضرة المتهم أبي” و “الملك فاروق”. وفي عام 2019 تم تصوير “شقة فيصل” في نفس الاستوديو.
