<
div class=”container”>
<
div class=”container__inner”>
<
div class=”l-col l-col–8–centered”>
<
div class=”article-info-block”>
إطلاق التصريحات الإسرائيلية
في خضم الصراع الذي تشهده سوريا، يتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن قضايا الأمن في الجنوب، حيث يسعى جاهدًا لإظهار نجاح عمليات جيش الاحتلال في مواجهة التهديدات المتزايدة. تعزيز الوجود العسكري واستعادة النفوذ الإسرائيلي يعتبران من النقاط الأساسية التي يسعى نتنياهو لتحقيقها.
جنود الاحتلال في الخطوط الأمامية
بل وذهب نتنياهو بعيدًا بالتأكيد أن هناك تواجدًا فعليًا لقوات الاحتلال على جبهات القتال، حيث نشر صورًا تظهر جنودًا إسرائيليين وهم يرفعون العلم الإسرائيلي على قمة جبل الشيخ، مشيراً بذلك إلى “انتصارات” يزعم تحقيقها الجيش في المنطقة.
تحليل الوضع
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل فعلاً هذه الانتصارات تمثل واقعًا جديدًا في الصراع الدائر في سوريا؟ إن تحليل الوضع العسكري والسياسي في المنطقة قد يتيح فهمًا أفضل للتحديات التي يواجهها الاحتلال الإسرائيلي، ويفتح المجال للنقاش حول تأثير ذلك على التوازنات الإقليمية.
التحديات القادمة
وأخيرًا، يبقى التحدي الأبرز هو كيفية مواجهة الجهود المتزايدة لحزب الله وحلفائه في الجنوب، وسط دعوات متزايدة من بعض الشخصيات السياسية في الكيان الإسرائيلي لاستراتيجية أكثر فاعلية للرد على التهديدات التي باتت تمثلها التنظيمات المختلفة في المنطقة.# تصعيد إسرائيلي: استغلال الفرصة بعد سقوط النظام السوري
فور الإعلان عن انهيار النظام السوري وهروب الرئيس بشار الأسد من دمشق، سعت إسرائيل إلى استغلال هذه الفرصة لتغيير الوضع في المنطقة، بعد أن تأكدت من انهيار ما تسميه “محور الشر”. إذ انتقلت سريعًا من مرحلة المراقبة إلى التدخل الفوري لتحقيق مكاسب تاريخية. وفي خطوة فورية، قررت عدم اكتفاء احتلال المنطقة العازلة وجبل الشيخ السوري، وإنما أيضاً شن أكبر العمليات الجوية لتدمير القدرات العسكرية السورية.
التنسيق مع الولايات المتحدة
تعتبر هذه الخطوات غير ممكنة بدون التنسيق مع الإدارة الأميركية التي يبدو أنها لم تعارض التحركات الإسرائيلية، بل ربما شجعت عليها. فقد انخفضت الحماية الشكلية التي كانت تقدمها روسيا، وأصبحت السياسة الأميركية تسعى إلى تجنب تلقي عواقب وخيمة للأحداث في سوريا على إسرائيل والدول المجاورة مثل الأردن والعراق ولبنان. وبذلك، توافقت كل من إسرائيل وأميركا على أن سقوط نظام الأسد يضعف بشكل كبير “محور المقاومة” الذي كانت تلعب فيه سوريا دورًا رئيسيًا.
احتلال أراض سورية
على الرغم من أن إسرائيل قد توسعت في غاراتها على سوريا خلال الحروب ضد غزة ولبنان تحت ذرائع متعددة، إلا أنها هذه المرة قررت احتلال أراض سورية. وفي هذا الإطار، أبلغت إسرائيل إدارة بايدن بأنها تنوي احتلال المنطقة العازلة وأماكن في سوريا لضمان عدم تعرضها لأي هجمات شبيهة بما حدث في السابع من أكتوبر.
وذكرت التقارير أن الخطوة الإسرائيلية، وهي الأولى منذ اتفاقيات فصل القوات بعد حرب 1973، ستكون مؤقتة وقد تستمر لعدة أيام أو أسابيع حتى يتضح الوضع في سوريا.
الولايات المتحدة: دعم ضمني
لم تعارض الولايات المتحدة هذه الخطوات لأنها تعهدت بمنع التأثيرات السلبية على كل من إسرائيل والدول المجاورة. وتعتبر إسرائيل عنصرًا أساسيًا لتحقيق هذه التعهدات، مما يجعل الحديث عن احتلال المناطق لفترة قصيرة قريبًا من الكلام المرسل.
الذرائع الإسرائيلية
كما هو معتاد، حاولت إسرائيل تقديم ذرائع لتبرير احتلالها للمنطقة العازلة، مدعية أن بعض النقاط التابعة لقوة المراقبة الدولية قد تعرضت لهجمات من مليشيات سورية. وبالتالي، اعتبرت احتلالها هو شكل من أشكال حماية القوات الدولية.
سارعت روسيا بدورها إلى الأمم المتحدة للمطالبة بإدانة هذا الانتهاك وحماية القوات الدولية.
الغزوات الجوية والعمليات الخاصة
في صباح يوم الأحد، وبعد موافقة المجلس الوزاري الأمني بالإجماع، سيطرت قوات إسرائيلية خاصة على جبل الشيخ بعد انسحاب القوات السورية. بينما تقدمت المدرعات الإسرائيلية في المنطقة العازلة وانتقلت إلى مدى أقرب من مدينة قطنة، التي تشرف على مداخل دمشق.
تدمير القدرات العسكرية السورية
وفي خضم هذه الأحداث، بدأت إسرائيل أكبر عملية تدمير منهجية للقدرات العسكرية في سوريا بدعوى منع وقوعها في أيدي “جهات معادية”. استهدفت أكبر الغارات العسكرية، التي تعتبر الأوسع في تاريخ الجيش الإسرائيلي، تدمير المطارات العسكرية ومعسكرات الدفاع الجوي، بالإضافة إلى موانئ سوريا.# عملية تدمير القدرات العسكرية السورية
استهداف المواقع العسكرية والقدرات الدفاعية
سارعت إسرائيل إلى تدمير المصانع الحربية والمختبرات العلمية التي تُعنى بالتطوير العسكري في سوريا، بدعوى مكافحة خطر الأسلحة الكيماوية خشية وقوعها في “الأيادي الخطأ”، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين. تسعى إسرائيل من خلال هذا التحرك إلى تجريد سوريا من جميع القدرات العسكرية، سواء كانت دفاعية أو هجومية، ومنعها من إعادة بناء قوتها العسكرية في المستقبل القريب.
السيطرة على جبل الشيخ كاستراتيجية عسكرية
في سياق هذا التوسع، تمكنت إسرائيل من السيطرة على الجانب السوري من جبل الشيخ، والذي يُعَد من أهم المواقع الاستراتيجية في الشرق الأوسط. إذ يتيح هذا الجبل لإسرائيل إشرافاً على مناطق واسعة تشمل فلسطين ولبنان وسوريا والأردن، بالإضافة إلى السيطرة على الطريق الرابط بين بيروت ودمشق. تدرس القيادة العسكرية الإسرائيلية إمكانية استغلال هذه السيطرة كوسيلة ضغط للوصول إلى ترتيب سياسي مستقبلي.
تداعيات الاحداث الأخيرة
أعرب مسؤولون عسكريون عن اعتقادهم بأن ما حدث في غزة لن يتكرر، مؤكدين أنهم قد تعلموا من الدروس السابقة. حيث جاء في التصريحات أنه يجب اتخاذ تدابير لتفادي أي تهديدات محتملة مقبلة.
استغلال الفراغ الأمني في سوريا
نتنياهو وموقف الحكومة الإسرائيلية
حاول بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، أن يُظهر دور إسرائيل في إسقاط نظام الأسد، حيث زار الهضبة السورية بعد دخول المعارضة دمشق. غير أن زعيم المعارضة يائير لبيد، انتقد تصريحات نتنياهو ودعا إلى تشكيل لجنة تحقيق في الإخفاقات الاستخبارية التي أدت إلى سقوط النظام السوري بهذا الشكل السريع.
الإجراءات الدفاعية على الحدود
أفاد نتنياهو بأن الانهيار في اتفاق فصل القوات لعام 1974 بين إسرائيل وسوريا دفع إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عسكرية لضمان عدم وجود أي قوى معادية على الحدود الإسرائيلية. بينما وصف هذا التحرك بأنه “دفاعي مؤقت”.
مزاعم الجيش الإسرائيلي حول الصراعات الجارية
رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، أعلن أن الجيش يواجه صراعات حالياً على أربعة جبهات، منها سوريا. وذكرت التقارير أن الجيش الإسرائيلي يقوم بعمليات نارية لإزالة التهديدات التي تواجه إسرائيل.
الأبعاد الاستراتيجية للسيطرة الإسرائيلية
العمليات العسكرية في المناطق العازلة
إسرائيل تواصل استراتيجيتها في تدمير القدرات العسكرية السورية، وتؤكد أنها لا تتدخل في الأحداث السورية بل تتخذ خطوات لحماية نفسها. السيطرة على جبل الشيخ تُعتبر جزءًا من الجهود الدفاعية لحماية الحدود.
الجدل حول الأهداف السياسية
على الرغم من التصريحات العسكرية، تساءل الكثيرون حول الدوافع الحقيقية وراء السيطرة الإسرائيلية، إذ يُعتقد أن الاحتلال يوفر الفرصة لتهديد دمشق. وقد حذرت بعض المقالات في الصحف الإسرائيلية من مخاطر تفاقم الوضع الأمني.
نتنياهو يروج لخطاب الانتصار
في خطابه، وصف نتنياهو الأحداث بأنها “تاريخية”، مشيراً إلى أن سقوط نظام الأسد يمثل فرصة جديدة لإسرائيل ونتيجة للضغوط التي مارستها على إيران وحزب الله. لكن النقاد أشاروا إلى أن استخدام مصطلحات مثل “تاريخي” يمكن أن يؤدي إلى نتائج وخيمة.
نظرة مستقبلية
في النهاية، يتطلب الوضع المتوتر في المنطقة من إسرائيل توخي الحذر، حيث يُشير النقاد إلى أن التفاخر بالنجاحات العسكرية قد يقود إلى تجاهل المخاطر الجديدة.
المصدر: الجزيرة