نتنياهو يستعيد شعبيته بعد هجمات حزب الله
أشارت استطلاعات الرأي إلى أن شعبية بنيامين نتنياهو، الذي واجه ضغوطًا شديدة بعد هجمات حماس في 7 أكتوبر، شهدت انتعاشًا بفضل النجاحات العسكرية لبلاده ضد حزب الله.
انتشرت صورة لرئيس الوزراء الإسرائيلي وهو يعطي الأوامر في نيويورك، بما في ذلك أكبر هذه الأوامر، وهو اغتيال حسن نصر الله، زعيم الجماعة المسلحة اللبنانية.
استطلاع للرأي نشرته قناة 12 الإسرائيلية، أظهر أن حزب ليكود الذي ينتمي إليه رئيس الحكومة، سيفوز بعدد أكبر من المقاعد مقارنة بأي حزب آخر إذا جرت انتخابات عامة.
ومع ذلك، لم يتوقع الاستطلاع فوز نتنياهو بشكل إجمالي، بل أشار إلى أن الأحزاب المعارضة الحالية ستتمتع بعدد أكبر من النواب، مما يمكّنها من تشكيل ائتلاف.
بحيث يكون الأمر في صالح نتنياهو، انضم خصمه السياسي السابق، جدعون ساعر، إلى الحكومة الائتلافية يوم الأحد، مما سيعزز موقف رئيس الوزراء.
قال نتنياهو: “سنعمل معًا، جنبًا إلى جنب، وأعتزم طلب مساعدته في المنتديات التي تؤثر على إدارة الحرب”.
سيكون ساعر وزيرًا بلا حقيبة مع مقعد في مجلس الأمن، الهيئة المسؤولة عن إدارة الحرب ضد أعداء إسرائيل الإقليميين.
من خلال انضمامه للحكومة بحزبه الذي يمتلك أربعة مقاعد، حصل نتنياهو على أغلبية أكثر صلابة تصل إلى 68 في الكنيست الذي يضم 120 مقعدًا.
كانت هناك شائعات في الأسابيع الأخيرة حول احتمال انتقال منصب وزير الدفاع، الذي يشغله الجنرال يواف غالانت، إلى ساعر، الذي يُعتبر أقل خبرة.
ومع ذلك، بدا أن هذه الخطوة تم التخلي عنها عندما بدأت إسرائيل سلسلة من الضربات الرئيسية ضد حزب الله.
بالنسبة لنتنياهو، فإن التركيبة الجديدة للحكومة تقلل من سلطات وزير الأمن القومي، إيتامار بن غفير. ويهدد اليميني المتطرف مرارًا بإسقاط الائتلاف إذا تم المضي قدمًا في صفقة “متهورة” لإنهاء الحرب في غزة وإعادة الرهائن، أو إذا تم الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار مع حزب الله.
يمكن الآن أن تستمر الحكومة دون مقاعد حزب بن غفير الذي يملك ستة مقاعد، مما يمنح نتنياهو مجالًا أكبر للمناورة.
كان يُعتبر سعار نجمًا صاعدًا في حزب ليكود، لكنه ترك الحزب وأصبح من أبرز منتقدي رئيس الوزراء، مؤكدًا أنه يجب على نتنياهو عدم الاستمرار في منصبه في ظل مواجهته لاتهامات بالفساد. وقد أكد سعار أن قراره الانضمام للحكومة هو عمل من أعمال الوطنية لتعزيز الوحدة.
ومع ذلك، تعرض لانتقادات حادة من بعض المراقبين الإسرائيليين الذين وصفوه بأنه يتصرف بشكل متلاعب لمصلحته الشخصية.
قالت الكاتبة في يديعوت أحرونوت، سيمة كادمن: “قرار سعار الانضمام للحكومة هو بالتأكيد ضربة مؤلمة للعديد من الإسرائيليين الذين يعتقدون أنه يجب على نتنياهو أن يرحل، وليس فقط لأنه يُحاكم بتهمة جنائية، وليس فقط لأنه رئيس الوزراء الأكثر فسادًا وفسقًا وكذبًا في تاريخ إسرائيل”.
وترى أن عمله “سيؤدي إلى استقرار ودعم أسوأ حكومة خدمتها إسرائيل، بحيث يبدو أن التاريخ الأصلي للانتخابات القادمة، أكتوبر 2026، قد أصبح الآن تاريخًا واقعيًا”.
الأزمة الحالية في إسرائيل: تأكيد الحاجة للتجنيد الإلزامي
تواجه الحكومة الإسرائيلية الأكثر يمينية تحديًا جديدًا في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد خلال فترة الحرب. الحاجة الملحة لتوسيع صفوف الجيش تزامنت مع ظهور انقسامات بشأن مشروع قانون التجنيد العسكري الجديد.
حكم المحكمة العليا ونقاشات التجنيد
في يونيو، أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية حكمًا يلزم الدولة ببدء تجنيد طلاب المدارس التلمودية الأرثوذكسية. تاريخيًا، كان هؤلاء معفيين من الخدمة العسكرية، ويعارض ذلك بشدة حزبان من الأحزاب الأرثوذكسية التي يعتمد عليها الائتلاف الحاكم.
خطة جديدة لإصدار أوامر التجنيد
في يوليو، أعلن وزير الدفاع يوآف غالانت عن خطة لإصدار أوامر تجنيد لـ 1000 شاب من المجتمع الأرثوذكسي تتراوح أعمارهم بين 18 و26 عامًا، مما عمق الفجوة الشخصية بينه وبين رئيس الوزراء.
التحولات السياسية والردود على الحرب
على الصعيد السياسي، شهدت شعبية نتنياهو، الذي يعتبر الأطول حُكمًا في تاريخ إسرائيل، انخفاضًا كبيرًا عقب الهجمات المفاجئة التي نفذتها حماس في 7 أكتوبر، وهي الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل. ومع ذلك، بحلول أغسطس، أظهرت استطلاعات الرأي أن نتنياهو بدأ يستعيد شعبيته، على الرغم من تحول الحرب على غزة إلى الأطول في تاريخ البلاد.
الوضع العسكري والتحديات المستقبلية
من المتوقع أن تحصد أحزاب الائتلاف 49 مقعدًا بينما ستحصل أحزاب المعارضة على 66 مقعدًا وفقًا لاستطلاع قناة 12. كما يستمر نتنياهو في كونه المرشح المفضل لرئاسة الوزراء، متفوقًا على زعيم المعارضة يائير لابيد.
إسرائيل تتجه نحو احتمالية الاجتياح البري للبنان في الوقت الذي يعيش فيه عشرات الآلاف من المواطنين الإسرائيليين في شمال البلاد حالة من عدم اليقين حول العودة إلى منازلهم.
العزلة الدولية والتوترات المتصاعدة
من الناحية الدولية، تبدو إسرائيل في حالة من العزلة المتزايدة، حيث تدرس المحاكم الدولية إمكانية محاكمة إسرائيل بتهم الإبادة الجماعية. رئيس الوزراء ووزير الدفاع يواجهان تحقيقات تتعلق بجرائم ضد الإنسانية، مما يضع المزيد من الضغوط على الحكومة.
في ظل تصاعد التوترات، قد تأتي الاختبارات الحقيقية لصمود نتنياهو في مراحل قادمة.