نساء لبنان يبدعن في الطهي والحياة دون غاز أو فرن

By العربية الآن

بلا غاز ولا فرن.. نساء لبنان يصنعن الطعام والحياة

متطوعات يقمن بإعداد الطعام للنازحين من جنوب لبنان في حديقة عامة بالعاصمة بيروت (الفرنسية)
متطوعات يقمن بإعداد الطعام للنازحين من جنوب لبنان في حديقة عامة بالعاصمة بيروت (الفرنسية)

في بيروت، نواجه الحياة بصورة مختلفة. الحياة مستمرة، حتى في ظل الحرب، حيث يبدو أن البلد لا ينقصه شيء من الفرح أو الضحك أو الغناء. تدب الحياة في شوارع بيروت بالرغم من الوجع، ونساء المدينة يحملن دوماً شعار “غداً يوم آخر”، و”بكرة بيخلص ها الكابوس”. مع هذه الروح، تواصل “ماما إيزو” جهودها كل صباح لتقديم أعمال جديدة تضيف لمسة من البهجة في أجواء الحرب، حيث تسعى لتعزيز الأمل في قلوب الناس.

“ماما إيزو” محنة ومارقة

عبارة “ما فرقته الحرب جمعه الطعام” تعبر بشكل قوي عن التضامن المجتمعي مع النازحين من الجنوب، حيث أقامت نساء بيروت موائد الطعام لتوفير الغذاء الساخن لعائلاتهم. في زمن الحرب، يُعتبر الطعام أكثر من مجرد وسيلة لإشباع الجوع، بل يمثل الأمان والراحة والأمل لمستقبل أفضل. لذا، مطبخ “ماما إيزو”، السيدة التي تكرّس جهودها لطهي الطعام وترويج الأواني الصحية، أصبح رمزا للأمل والروح المتجددة منذ بداية الصراع. حيث قررت “ماما إيزو” أن تركز على تقديم الطعام للنازحين في المخيمات، مما جعلها رمزاً من رموز التضامن في هذه الظروف القاسية.

### دعم نساء بيروت لأهل الجنوب

قالت “ماما إيزو” للجزيرة نت تعليقا على الوضع الحالي في لبنان: “إن شاء الله محنة ومارقة”. حيث أوضحت أن بيروت تعيش حالة من التكاتف والدعم لنساء الجنوب، مشيرة إلى أن لبنان عانى لفترة طويلة من الحروب. وأضافت: “تعلمنا على مر السنين أن الوحدة هي الحل، وأن لا أحد يكترث لنا كما نفعل نحن بأنفسنا. لذا فإننا اليوم نعمل سويا في جميع جوانب الحياة، سواء في الطعام، الشراب، أو تعليم أطفال المخيمات. لن تتوقف الحياة في لبنان ما دام هناك لبناني واحد على أرض الوطن”.

### التكيف من أجل البقاء

تحاول النساء في لبنان التكيف مع الظروف الصعبة، مستخدمات منصات الطهي عبر يوتيوب للتعبير عن واقعهن اليومي. تقدم صفحة “أكلات لبنان” صورة حية للمطبخ اللبناني أثناء القصف. وفي حالتها، قالت السيدة اللبنانية: “صحيح أن القصف لم يصل إلى منزلي، لكن أصوات الحرب موجودة دائماً.” وشرحت كيف تتكيف مع الوضع، مستخدمة أدوات بسيطة مثل آلة تقطيع الخضار الكهربائية، مشددة على إمكانية تحضير الوجبات حتى في ظل شح الموارد: “إذا لم يتوفر الكهرباء، يمكن تقطيع الخضار باليد”.

### وصفات جديدة في زمن الحرب

في مقطع آخر، تظهر السيدة اللبنانية أمام الكاميرا تخبر جمهورها بأنها تقوم بتصوير الفيديوهات من أجل طمأنتهم، رغم قلقها الشخصي. وصفات الطعام الماضية قد تغيرت، وأصبحت أكثر اعتمادا على الخضار والبقول، مع التركيز على الأطباق مثل “شوربة العدس”، التي تعد ميسورة التكلفة وتحتوي على قيمة غذائية عالية.

### مبادرة أم ميلانا

على منصة تيك توك، قدمت إيمان حمدان، المعروفة بلقب “أم ميلانا”، فيديوهات تبرز جهودها في تحضير الطعام للنازحين في المخيمات. منذ بداية الحرب، بدأت بتوزيع وجبات غذائية، مصاحبة ذلك بأغاني تحفيزية تعبر عن دعمها لجنوب لبنان. تحرص إيمان على تقديم وجباتها بالتعاون مع جمعيات أهلية توفر المؤن اللازمة للمتضررين.

### المطبخ اللبناني: مثال على الصمود

رغم قسوة الحرب، يبقى المطبخ اللبناني رمزاً للإبداع والصمود. جهود النساء اللبنانيات لتقديم الطعام تأخذ بعداً إنسانياً يتجاوز حدود الإشباع، إذ تعمل على بث الأمل في نفوس المتضررين. في كل وجبة يتم إعدادها، تتجلى روح الحياة والتعاون بين جميع أفراد المجتمع.

المصدر: الجزيرة

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version