“نقطة تحول”.. هذا ما قد يحصل إذا سيطرت روسيا على خاركيف

By العربية الآن



“نقطة تحول”.. هذا ما قد يحصل إذا سيطرت روسيا على خاركيف

RC2RJ7ACEUQY 1714984668
إحدى المواقع في خاركيف بعد تعرضه لهجوم صاروخي روسي (رويترز)

<

div class=”wysiwyg wysiwyg–all-content css-1vkfgk0″ aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>

موسكو- تواصل القوات الروسية تعزيز مواقعها على محور خاركيف الإستراتيجي بعد أن شنت هجوما مباغتا وقويا على القوات الأوكرانية المرابطة هناك، التي تكبدت نتيجة لذلك نحو 1500 جندي بالإضافة إلى عدد كبير من المركبات والمعدات العسكرية، بحسب ما أوردته وزارة الدفاع الروسية في تقريرها حول سير المعارك في أوكرانيا.

وانطلق الهجوم في العاشر من شهر مايو/أيار الحالي من مقاطعة بيلغورود، بعد أن تخطت القوات الروسية الحدود مع أوكرانيا من مناطق شمالية وشمالية شرقية لخاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا.

وفي وقت سابق، أكدت الوزارة رسميا أن وحدات من قوات “الشمال” أحكمت سيطرتها بالكامل على مناطق بوريسوفكا وأوغورتسوفو وبليتينيفكا وبيلنايا وستريليتشيا على محور خاركيف، وسولوفييفو بجمهورية دونيتسك.

وعلى خلفية التقدم الروسي، قامت العاصمة بإرسال تعزيزات عسكرية إلى الخطوط الأمامية في الشمال الشرقي. واعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنالوضع تحول إلى معقد جدًا بالنسبة لقوات أوكرانيا في خاركيف، وتحديدًا في فولشانسك.

بناءً على المستجدات الميدانية السريعة، رصدت الجزيرة نت منصات عرض عقارات في المدينة تُظهر انخفاضًا كبيرًا في أسعار السكن. وعلى إحدى هذه المنصات، ظهر حوالي ألف عرض جديد للبيع منذ بدء الهجوم الروسي الأخير.

معركة قريبة

يعتبر التقدم الجديد للقوات الروسية “عاملًا سلبيًا بشكل ملموس على الروح والنفس للأوكرانيين وحلفاءهم”، وفقًا لتصريحات المحلل العسكري الروسي يوري كنوتوف للجزيرة نت. وأكد أن تقدم قوات روسيا وضعت نظيراتها الأوكرانية في موقف خطير للغاية. ومن غير المستبعد أن تضطر السلطات في كييف إلى الموافقة على هدنة مع روسيا.

وفي حالة فقدان أوكرانيا لخاركيف، فإنه يمكن -بحسب كنوتوف- إعادة تمركز القوات الروسية في اتجاهات أخرى، مما يشكل نقطة تحول في الحملة العسكرية ضد أوكرانيا ويُسهل الاستيلاء على مناطق جديدة.

يشير المحلل العسكري إلى أن الهجوم جاء وفق خطة جيدة، ربما تهدف إلى دفع الغرب وأوكرانيا للجلوس للتفاوض مع موسكو، بجانب استغلال فجوة الوقت الناجمة عن تأخير تسليم الأسلحة الغربية لكييف والحاجة لتدريب القوات الأوكرانية على استخدامها.

وفقًا لكنوتوف، فإن أقل ما يمكن أن تحققه روسيا من استيلاءها على خاركيف هو دفع القوات الأوكرانية بعيدًا عن حدود منطقة بيلغورود التي تتعرض باستمرار للقصف من القوات الروسية.

مركز استراتيجي

ليس من الغريب أن تكون خاركيف المعلم الجغرافي المميز حاليًا للهجوم الروسي، نظرًا لموقعها بالقرب من الحدود مع روسيا. إذ تعتبر واحدة من أكبر التجمعات السكنية في أوكرانيا، وكانت مركزًا صناعيًا مهمًا قبل الصراع. كما أنها مركز اتصالات رئيسي ومقرًا أساسيًا للقوات الأوكرانية.

يقع المدينة في موقع اقتصادي وجغرافي مهم بفضل قربها من قواعد الفحم والمعادن في دونباس ومنطقة دنيبر، مما دعم تطور صناعة الآلات واستخراج المعادن.

تُعتبر مقاطعة خاركيف موطنًا لقطاعات الطاقة والزراعة والنقل والهندسة الكهربائية البارزة في أوكرانيا، وتحتل المرتبة السادسة من حيث الناتج الإقليمي الإجمالي، بالإضافة إلى غناها بحقول الغاز الكبيرة مثل إفريموفسكي وشيبلينسكي. تتخصص بعض مدن المقاطعة في الصناعة الكيميائية وإنتاج مواد البناء، ويُعتبر مصنع الأسمنت في بالاكليا والصناعات الكيميائية في بيرفومايسكي من أكبر المصانع في أوروبا.

من الناحية العسكرية، يرى محللون روس وغربيون على حد سواء أن السيطرة على خاركيف ستمكن القوات الروسية من حصار القوات الأوكرانية في دونباس.

في مارس الماضي، زادت روسيا من هجماتها الصاروخية واستخدام الطائرات بدون طيار ضد المنشآت العسكرية ومنشآت الطاقة في المدينة، وأصبح واضحًا الآن أن ذلك كان استعدادًا لهجوم بري.

وعندما تحدث زيلينسكي في ذلك الوقت، قد يكونتقدم الجيش الروسي قد يجعل الحفاظ على خاركيف أمرًا صعبًا. وطالب بـ”انسحاب الجيش الروسي لمسافة أبعد”، حيث لا يرى سوى طريقة واحدة للحفاظ على السيطرة على المدينة، بحسب قوله.

فاتورة مُرتفعة

<

p class=”p1″ dir=”rtl”>من جهته، يعتقد الخبير العسكري أناتولي ماتفيشتشوك أن الخسارةأوكرانيا مدينة خاركيف ليست متميزة بتقليص الأراضي فحسب، بل أيضا بانخفاض الإمكانات الصناعية، وسيكون ذلك نقطة تحول هامة في الصراع مع أوكرانيا.

بحسب تقديراته، من المتوقع أن تكون القوات الروسية قادرة على السيطرة على المدينة بحلول منتصف الصيف، مشيرا إلى أن حكومة كييف في هذا السيناريو “تتعرض للهزيمة ليس فقط بفقدان خاركيف، بل أيضا بإظهار إفلاسها أمام العالم، بالإضافة إلى أن تخصيص المساعدات الغربية سيصبح محط شكوك”.
وفي رأي ماتفيشتشوك، يراقب الغرب عن كثب وبتشاؤم قدرة كييف على السيطرة على المدينة في ظل تقدم الجيش الروسي في المنطقة، بعد مرور أكثر من عامين على وفاة مئات الآلاف من الضحايا وصرف مليارات الدولارات دون أية نتائج يُذكر.



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version