الهجوم الصاروخي على إسرائيل يكشف الانقسامات العميقة بين الإيرانيين
في أعقاب الهجوم الصاروخي الواسع النطاق الذي شنته إيران على إسرائيل ليلة الثلاثاء، عبّر الإيرانيون عن مشاعر متباينة من الفخر والقلق والخوف.
ردود فعل متباينة في الشارع الإيراني
في دقائق بعد بدء الهجوم، امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي الفارسية بمقاطع فيديو تهتز وتظهر ومضات الصواريخ وهي تحلق فوق البلاد. وقد أظهرت التلفزيون الرسمي الإيراني صورًا لمجموعات من الناس وهم يهتفون في الشوارع، يرفعون الأعلام ويهتفون “الموت لإسرائيل”.
ومع ذلك، كانت الأجواء مختلفة على الإنترنت، حيث لم يكن الجميع يدعم الهجوم. شارك البعض مشاهد متوترة ونقاشات حادة حول احتمال نشوب حرب بين الأعداء التقليديين، بعد عقود من إبقاء النزاع بعيدًا عن الأضواء.
انقسام داخلي في المجتمع الإيراني
تكشف ردود الفعل المتباينة عن الانقسامات العميقة في إيران، حيث يشعر الكثيرون بالاستياء تجاه النظام الديني والإحباط بسبب المشاكل الاقتصادية الناجمة عن العقوبات. ينقسم النقاش إلى طرفين، أحدهما يدعم أعمال الحكومة بفخر قومي، والآخر يخشى من الحرب والانهيار الاقتصادي وازدياد القمع لحركات الإصلاح المحلية.
أهداف الهجوم والتداعيات
أعلنت الحرس الثوري الإيراني أن الضربة الصاروخية استهدفت بنجاح قواعد الجيش والاستخبارات الإسرائيلية، وكانت ردًا على عمليات قتل زعماء حلفائها حماس وحزب الله مؤخرًا. من جهتها، وصفت القوات الإسرائيلية الهجوم بأنه “عشوائي”، وأفادت بأنه على الرغم من جهود الدفاع الجوي، حدثت إصابات وقد هرب ملايين الإسرائيليين إلى ملاجئ قنابل.
في هذا السياق، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن إيران ستدفع ثمن “الخطأ الكبير”. بالنسبة للكثير من مؤيدي الحكومة الإيرانية، مثل هذا الهجوم يمثل لحظة فخر وتحدٍ.
شعور بالقلق بين المدنيين
لكن التعليقات عبر الإنترنت أظهرت استياء الكثير من الإيرانيين من هذا التصعيد. عبر رجل في منتصف العمر عن قلقه قائلاً “يرجى التمييز بين الشعب والحرس الثوري؛ نحن تحت ضغط هائل”. وأكد آخرون أن الضربة كانت استفزازًا غير ضروري، من شأنه أن يزيد من معاناتهم.
وأشار السكان في طهران إلى أنهم مجبرون على حماية بلادهم، لكنهم هم من يدفع الثمن. بعد الهجمات، ظهرت شائعات حول احتمال استهداف إسرائيل للبنية التحتية النفطية الإيرانية، مما يثير القلق حول تداعيات ذلك على الاقتصاد.
تسارع انتشار مقاطع الفيديو التي تُظهر محطات الوقود مكتظة بالناس، الذين يسارعون لتعبئة سياراتهم، خوفًا من نقص الوقود في المستقبل.