إسرائيل تعرض خطة جديدة لتهجير سكان غزة
مع تصاعد الدعوات من المجتمع الدولي والأمم المتحدة نحو إقرار هدنة في قطاع غزة، ظهرت خطة إسرائيلية جديدة من الحزب الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والتي تُعرف بـ”خطة الجنرالات”. تهدف هذه الخطة إلى تهجير سكان شمال القطاع كخطوة أولى، رغم تأكيد الولايات المتحدة على استمرار جهودها للوصول إلى صفقة لتبادل الأسرى.
تحذيرات من مخاطر الخطة
يشير خبراء تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» أن هذه الخطة تمثل “بالون اختبار” للعالم العربي والدولي حول العودة إلى سيناريو التهجير المرفوض بشدة. ويعتبرون أنها “تهديد مبكر” لأي جهود قد تجرى في سياق المفاوضات. كما أشار هؤلاء إلى أن الولايات المتحدة يمكنها فرض اتفاق خلال 24 ساعة “إذا كانت ترغب في ذلك وشددت الضغط على نتنياهو”، إلا أن أي صفقة محتملة قد تؤجل حتى بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر المقبل.
اللجنة الساعية لتوقيع عريضة دعم
بينما تنتظر الأطراف مقترحات أميركية لتسهيل المحادثات، يقوم حزب «الليكود» الحاكم في إسرائيل بتحريك عريضة موجهة إلى نتنياهو، تطالب بتنفيذ خطة الجنرالات التي تهدف إلى تهجير سكان شمال غزة، وقد بادر بهذا التحرك عضو الكنيست أفيحاي بوروان. وتفيد التقارير بأن ثلثي أعضاء الكنيست سيوقعون على هذه الخطة لدعم سياسة الحزب في مواجهة الضغوطات الدولية.
العزلة الدولية والرفض المستمر
هذه التحركات جاءت متزامنة مع جهود دولية تدعم إقرار هدنة ووقف إطلاق النار في غزة التي دخلت في حالة من التوتر لمدة عام كامل. وعقد اجتماع وزاري في مدريد دعا إلى انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة، والتأكيد على أهمية دعم الوساطة المصرية والقطرية والأميركية.
القلق من التأثير على المفاوضات
يعتقد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، أن التحركات الإسرائيلية تمثل “اختباراً لاستطلاع ردود الفعل” في الولايات المتحدة والدول العربية والفلسطينية. كما يؤكد أن هذه السياسات تتعارض مع أي حديث عن مفاوضات حقيقية، بينما يواصل المجتمع الدولي التأكيد على حقوق الفلسطينيين ودعم السلطة الفلسطينية.
العوامل المؤثرة في مستقبل المفاوضات
وسط القلق من تقليص فرص الهدنة وتهديد مسار المفاوضات، تروج الإدارة الأميركية لجو من التفاؤل بشأن المحادثات القادمة. فقد صرحت كامالا هاريس، نائبة الرئيس، بأن الوقت قد حان للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ومع ذلك، يرى السفير هريدي أن جميع هذه التصريحات تظل أقرب إلى الحملات الانتخابية وليست مؤشرات على تغيير فعلي من قبل إسرائيل أو حماس.
الصعوبات أمام جهود الوساطة
بناءً على تحليلات مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، فإن استمرار جهود الوساطة المصرية والدولية ضروري لتجنب تعقيد المفاوضات. ويشير إلى أن تنفيذ تلك الخطط يمكن أن يعرقل المحادثات، إلا أن محاولات التهجير لم تنجح إلا في مواجهة الرفض من الدول العربية والمجتمع الدولي.
“);
googletag.cmd.push(function() { googletag.display(‘div-gpt-ad-3341368-4’); });
}