هل اقترب العلماء من حل لغز سراديب الموتى الباريسية؟
7/11/2024
–
|
آخر تحديث: 8/11/2024
08:52 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
تحت إشراف فيليب شارلييه، عالم الأنثروبولوجيا، يتكون الفريق من علماء من عدة تخصصات مثل الأنثروبولوجيا والأحياء وعلم الآثار لتسليط الضوء على الألغاز المرتبطة بحياة وموت الملايين المدفونين هنا. يهدف المشروع إلى معرفة تفاصيل الوفاة وكيفية نقل تلك الجثث إلى السراديب.
بقايا مؤرقة من الماضي
ترجع جذور سراديب الموتى إلى القرن الثامن عشر في زمن الملك لويس السادس عشر، حيث تعود أسباب تأسيس هذه السراديب إلى انهيار المحاجر الصحية في المدينة وأزمة صحية عامة أدت لامتلاء المقابر.
في عام 1785، بدأت السلطات بنقل الجثث من مقبرة الأبرياء بسبب فيض الجثث المتحللة. وتحت إشراف هيريكارد دي ثوري، بدأت عملية ترتيب العظام لتظهر في منظر أكثر تنظيمًا، بالرغم من أنه سيتم ترك العظام الأخرى بشكل عشوائي.
يُعتبر معهد باريس من أكبر المقابر الجماعية المكتشفة، إضافةً إلى كونه متحفًا مفتوحًا للرفات البشرية. يبرز هذا الموقع أهمية دراسة الأنثروبولوجيا فيه، مع عدم وجود أبحاث علمية سابقة جدية حول السراديب.
تاريخ طويل من الأمراض
يهدف فريق البحث بقيادة فيليب شارلييه إلى دراسة سراديب الموتى في باريس ليس فقط من خلال ترتيب العظام، بل لفهم الظروف التي أدت إلى الوفاة وكيف عاشت هذه الشخصيات في فترات مختلفة من الزمن. يعود تاريخ بعض الجثث الموجودة في سراديب الموتى إلى أكثر من ألف عام، مما يوفر لمحة نادرة عن تاريخ الصحة العامة في العاصمة الفرنسية وضواحيها.
دراسة البقايا الهيكلية
من خلال الفحص الدقيق لعينات العظام، يسعى الفريق لفهم تطور الأمراض عبر العصور، بالإضافة إلى دراسة الممارسات الطبية المستخدمة في باريس مثل عمليات ثقب الجمجمة والبتر. يعتمد الباحثون على علم الأمراض القديمة أو “الباليوباثولوجيا” لتحديد آثار الأمراض السريرية، كالأمراض الجلدية أو الفتاكة مثل الزهري والجذام.
تحليل الحمض النووي
يستخرج الفريق الحمض النووي من الأسنان للتعرف على العوامل المسببة للأمراض ومعرفة كيف تطورت عبر الزمن. كما يحققون في حالات التسمم الناتجة عن المعادن الثقيلة. يُتوقع استخدام تقنيات التأريخ بالكربون المشع لتحديد أعمار العظام وإحصاء الأفراد المدفونين في السراديب، حيث يُعتقد أن عددهم يتجاوز 6 مليوني شخص.
مع تقدم البحث، يتطلع الفريق إلى الإبلاغ عن النتائج الأولية بحلول نهاية عام 2024، على الرغم من أن إتمام البحث قد يستغرق عقوداً.