هل أنت جائع أم تأكل بسبب الملل؟ إليك طريقة التمييز بينهما

By العربية الآن

هل أنت جائع حقًا أم تأكل بسبب الملل؟ إليك كيفية التمييز بين الحالتين

امرأة مضحكة تشعر بالذنب تتناول الكعكة، مرهقة من موعد ممل.
الشعور بالملل قد يكون سببًا لتناول معظم وجباتك خلال الأسبوع (شترستوك)

يعتاد الكثيرون على تناول الطعام حتى لو لم يشعروا بالجوع. فقد نتناول الطعام عندما نشعر بالتوتر أو السعادة أو حتى عند الشعور بالملل.

رغم أن الفكرة قد تبدو غريبة، إلا أن الملل قد يكون المحرك لتناول الكثير من الطعام في الأسبوع. تقول عالمة النفس الأمريكية سوزان ألبرس: “الملل هو أحد أكثر أنواع الجوع العاطفية شيوعًا التي نختبرها وتؤثر على عاداتنا الغذائية يوميًا”.

ما الفرق بين الجوع الحقيقي والعاطفي؟

الجوع هو نتيجة لتفاعل معقد بين الهرمونات والعمليات الكيميائية الحيوية. بشكل عام، يمكن تقسيم الجوع إلى نوعين: جسدي ونفسي.

الجوع الجسدي يتطور تدريجيًا ويعتمد على آخر وجبة تناولتها، وغالبًا ما تشعر خلاله بأن معدتك فارغة. وإذا استمررت في عدم تناول الطعام، قد تعاني من انخفاض مستوى السكر في الدم، مما يجعلك تشعر بالتعب أو ضعف التركيز.

على النقيض، فإن الجوع العاطفي يدفعك إلى تناول الطعام بسبب مشاعر مثل التوتر أو القلق أو الفراغ. وهذا يتجلى عادة في الرغبة في تناول الحلويات رغم أنك قد تكون مشبعًا بالفعل.

الجوع العاطفي يمثل إشارة من جسمك للحاجة إلى الراحة أو الأشياء المُريحة في بعض الأحيان (شترستوك)

كيف تحدد حقيقة إحساسك بالجوع؟

عندما تشعر بالجوع، من المهم أن تسأل نفسك: “ماذا أريد أن آكل ولماذا؟ هل أنا جائع حقًا أم أنني أشعر بالانزعاج؟”.

في كثير من الأحيان، يكون الجوع العاطفي إنذارًا لجسمك بأنك بحاجة للراحة أو شيء يُخفف من مشاعرك، فقد تحتاج ببساطة إلى قسط من الراحة أو المشي للخارج لتخفيف الضغط أو الانخراط في نشاط يجعلك بعيدًا عن الشعور بالملل.

إضافةً إلى ذلك، تلعب مستويات الطاقة دورًا كبيرًا في الإحساس بالجوع. لذلك، تحديد مشاعرك وابحث عن العواطف التي تحرك رغبتك في تناول الطعام؛ فإذا كنت متوترًا، ابحث عن طرق للاسترخاء، وإذا شعرت بالملل، فابحث عن نشاط مُسلي.

الجوع هو نتيجة تفاعل معقد بين الهرمونات والعمليات الكيميائية.

المحفّزات العاطفية للجوع

فهم العوامل التي تحفز الإحساس بالجوع يعد أمراً ضرورياً، إذ تتجاوز هذه العوامل الرغبة التقليدية التي تشجع على تناول الطعام للحصول على الطاقة والشفاء. وفيما يلي أبرز المحفزات النفسية التي تؤدي للجوع:

  • الملل: يعد الملل من أكثر المحفزات النفسية للجوع، ويكون الأشخاص المعرضون للملل أكثر عرضة للإفراط في تناول الطعام.
  • القلق والتوتر: التأثير المزمن للتوتر يمكن أن يؤدي إلى تغيير في هرمونات الجوع، مما يسبب رغبة مفرطة في تناول الطعام.
  • التنشئة الاجتماعية: تناول الطعام مع الآخرين يمكن أن يزيد من رغبتك في الأكل، حتى لو لم تكن جائعاً. وقد أظهرت دراسات أن الجلوس مع شخص يتناول الطعام يزيد من احتمال طلبك لوجبة إضافية بنسبة 65% بعد الانتهاء من وجبتك.
  • وسائل الإعلام: قد تكون الإعلانات التلفزيونية وتحفيز مواقع التواصل الاجتماعي وسائل قوية لإشعال الجوع النفسي، إذ تشير الأبحاث إلى أن رؤية الأشخاص يستمتعون بالطعام تعزز الرغبة في التناول.
  • الإجهاد والتعب: قلة النوم تؤثر بشكل كبير على عادات الأكل، حيث أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يفتقرون للنوم يميلون لتناول مزيد من السعرات الحرارية.
  • إدمان الأطعمة المعالجة: بعض الأطعمة مثل رقائق البطاطس والحلويات مصممة لتحفيز العقل، مما يجعل العديد من الناس يجدون صعوبة في مقاومة تناولها حتى لو لم يكونوا جائعين.
ينجم الجوع العاطفي عن مشاعر مثل القلق، والتوتر، والتعب، وأحياناً الملل (شترستوك)

معايير الاستجابة للجوع الحقيقي

يمكن تعريف الجوع الحقيقي على أنه شعور جسدي يدعو لتناول مجموعة متنوعة من الأطعمة، وليس فقط الكربوهيدرات. إليك بعض العلامات الشائعة التي تشير إلى حاجتك للسعرات الحرارية:

  • الإحساس بقرقرة البطن.
  • شعور بالفراغ أو ألم خفيف في المعدة.
  • انخفاض الطاقة والشعور بالتعب.
  • صعوبة في التركيز أو الإحساس بالانزعاج.
  • الصداع أو الدوار.

للتمكن من الاستجابة بوعي لجوعك الحقيقي، يمكن تطوير علاقة إيجابية مع إحساس الجوع. قم بمراجعة نفسك لفهم دوافعك الحقيقية لتناول الطعام. إذا كنت قد تناولت وجبة جيدة وما تزال تشعر برغبة في الطعام، فقد تعاني من جوع نفسي.

جرّب تطبيق تقنية الـ20 دقيقة، حيث يمكنك ضبط منبه، واستغراق الوقت في نشاط يشغلك عن الرغبة في الأكل. إذا تمكنت من تركيز اهتمامك على نشاط لمدة 20 دقيقة، فمن المحتمل أن يكون جوعك عاطفياً وليس جسدياً.

كما ينصح بتناول الطعام بطريقة حدسية، مما يساعد على تعزيز العلاقة الصحية مع الأكل وفهم إحساس الامتلاء بشكل أفضل، مما يساهم في تجنب الإفراط في الطعام ومشاكل التغذية.

المصدر: الجزيرة

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version