هل تتمرد هاريس على شبح بايدن؟
في 21 أغسطس/آب الفائت، أعلن الحزب الديمقراطي الأميركي رسمياً عن انتخاب كامالا هاريس، النائبة الحالية للرئيس، كمرشحة للحزب في الانتخابات الرئاسية القادمة في نوفمبر/تشرين الثاني 2024. جاء هذا بعد إعلان الرئيس جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي، عقب مناظرة ضاعف فيها ترامب الضغوط عليه مما أثار جدلًا واسعًا حول مستوى اللياقة العقلية لبايدن، الذي تعرض لموجة من السخرية والانتقادات بسبب تراجع أدائه الذهني.
بدت فرصة ترامب في الفوز كأنها تقترب أكثر من أي وقت مضى، خاصة بعد حادثة في 13 يوليو/تموز التي تعرض فيها لجرح لكنها لم تنجح في إبعاد حظوظه، إلا أن اختيار هاريس قلب المعادلة كما تشير استطلاعات الرأي. فوفق استطلاعات أجرتها شبكة “إيه بي سي” وصحيفة “واشنطن بوست”، تقدم هاريس على ترامب بين الناخبين المسجلين بنسبة 49% مقابل 45%، فيما أظهر استطلاع آخر لشبكة “سي بي إس” تفوقها بنسبة 51% مقابل 48% لترامب.
استطلاعات تؤكد تفوق هاريس
استطلاعات أخرى، مثل تلك التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز وكلية سيينا كوليدج، أظهرت تقدم هاريس على ترامب بفارق 4 نقاط مئوية في ثلاث ولايات متأرجحة هي ويسكونسن، وميشيغان، وبنسلفانيا. وعلى الرغم من أنه لا توجد إشارات واضحة تشير إلى نتائج نهائية، إلا أن هذه الاستطلاعات تؤكد تحسن موقف الديمقراطيين بعد انسحاب بايدن وتولي هاريس القيادة، مما يشير إلى ارتباك الحملة الانتخابية لترامب التي كانت تستهدف بايدن الذي يظهر الآن بمظهر أضعف.
آراء متباينة حول الاقتصاد
من جهة أخرى، كشفت استطلاعات رأي أجرتها صحيفة فايننشال تايمز أن الناخبين يثقون في هاريس أكثر من ترامب فيما يتعلق بالاقتصاد، ما يعتبر نقطة قوة مفترضة للحملة الانتخابية. بينما تعد هاريس بتجنب النقاط غير الشعبية في سجل بايدن الاقتصادي. وقد أظهرت الدراسات أن 80% من البالغين في الولايات المتحدة عبروا عن عدم رضاهم عن الوضع الاقتصادي، مما يدفع هاريس للتمييز بين نفسها وترامب دون انتقاد مباشر لإدارة بايدن.
خلال الأيام الماضية، كشفت هاريس عن ملامح خطتها الاقتصادية، التي تتضمن بناء ملايين المنازل الجديدة وتقديم خصومات ضريبية للأسر التي تسعى لامتلاك منازل. كما تعهدت بفرض حظر على التلاعب بأسعار المواد الغذائية.
الموقف من السياسة الخارجية وفلسطين
تُعتبر السياسة الخارجية إحدى النقاط الحساسة التي تُستخدم ضد كامالا هاريس، إذ يتهمها بعض النقاد بأنها تفتقر للخبرة، بينما يؤكد مؤيدوها أنها اكتسبت خبرة من عملها مع بايدن. وإذا ما فازت هاريس ستحافظ على الخطوط العريضة لسياسات بايدن، لاسيما في ما يتعلق بالصين وإيران وأوكرانيا.
يعتبر آرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق في الشرق الأوسط أن هاريس قد تكون أكثر نشاطًا، لكن دون تغييرات جوهرية. وبالنظر إلى قضية الدعم الأميركي لإسرائيل، يعتقد البعض أن فترة هاريس يمكن أن تكون أفضل بالنسبة للفلسطينيين مقارنة بفترة ترامب، بينما تسجل هاريس انتقادات قاسية لدولة الاحتلال في الآونة الأخيرة.
في مجمل القول، تشير التحليلات إلى أن هاريس قد تسير باتجاه الحفاظ على سياسات بايدن بينما تقاوم أشكال التطرف في الاتجاهات السياسية من بعض الزعماء في الحزب، مما قد يجعل فترة رئاستها تمثل عودة لتوجهات الحزب التقليدية.
رابط المصدر