هل تجربة الحشرات للألم حقيقة؟

By العربية الآن

هل تشعر الحشرات بالألم؟

علاقة عمرها 51 مليون عام.. الكشف عن الحياة التكافلية المعقدة بين البكتيريا والنمل
أظهرت الدراسات في هذا النطاق أن الحشرات لديها مستقبلات للألم ترسل إشارات إلى أجزاء من أدمغتها (بيكسابي)
تشكل الحشرات حوالي 40% من جميع الكائنات الحية، وملايين الأطنان منها تُقتل بالمبيدات الحشرية حول العالم، مما أدى إلى انقراض العديد من الأنواع. هذا الوضع دفع فريقاً من العلماء للتعمق في طبيعة حياة هذه الكائنات وفهم إذا ما كانت يمكن أن تشعر بالألم.

### دراسة تجربة الألم لدى النحل
من بين الباحثات المهتمات بهذا الموضوع، تسلط الأضواء على تيلدا جيبونز، العالمة الأمريكية التي تناولت موضوع الألم المزمن باستخدام الفئران كعينة للدراسة. قامت جيبونز، قبل عدة سنوات، بإجراء تجربة على النحل حيث أعدت ساحة بلاستيكية مع نوعين من الطعام: أحدهما ساخن بشكل واضح مثل كوب الشاي.

الهدف كان قياس ميول النحل لاختيار الغذاء الساخن بالرغم من احتوائه على سكر أكبر. أظهرت النتائج أن النحل اختار الطعام البارد، إلا في حالات نادرة حيث كان السكر مرتفعاً بشكل كبير في الطعام الساخن. حتى في تلك الحالة، كان النحل يحاول تجنب السخونة.

### أولى مؤشرات الوعي بالألم
تعد هذه النتائج دليلاً على أن النحل قد يستوفي معياراً من المعايير المطروحة في “قانون الإحساس”، الذي يفترض أن الحيوان قد يكون واعياً إذا رد على تحفيز يسبب له الألم، مع أخذ قرارات للتحقق من مكافآت.

إضافةً إلى ذلك، وجدت جيبونز وفريقها أن النحل يظهر سلوكاً مرناً للحماية الذاتية، مثل تنظيف هوائياته بعد التعرض للسع.

النحل كان أكثر ميلا إلى تنظيف الهوائيات الخاصة به إذا ما تعرض للسع (بيكسابي)

### قانون الإحساس
يشير “قانون الإحساس” إلى تشريعات تهدف إلى الاعتراف بحساسية الحيوانات وحمايتها. رغم عدم وجود قانون عالمي موحد، صاغت بعض الدول تشريعات تعترف بإمكانية تجربة الحيوانات للألم والمشاعر، انطلاقاً من مسؤولية الحفاظ على حقوقها.

دلت الأبحاث على أن الحشرات تمتلك مستقبلات للألم. وعلى الرغم من شهادة بعض الدراسات التي أظهرت عدم شعور الحشرات بالألم، فإن الأبحاث الحديثة تشير إلى عكس ذلك، حيث يمكن لكل كائن إدراك الألم بطرق مشابهة لنا.

### تجارب الوعي والشعور بالألم
يبقى الجدل حول التجربة الذاتية للألم قائماً بين الباحثين. مفهوم الوعي يشير إلى قدرة الكائن على الشعور بذاته وهو مسألة تعقد الأمور عند الحديث عن الحشرات. الفيلسوف الأمريكي توماس ناجل في ورقة شهيرة له طرح ما يعنيه وجود تجربة ذاتية، حيث تحاول الأجهزة العصبية المختلفة تفسير كيفية إدراك كائن ما فيما لا يمكننا معرفته إلا عن طريق تجربته الخاصة.

### الوعي وتصرفات الكائنات الحية
تقدم النتائج المتعلقة بالألم في الحشرات أسئلة مهمة حول كيفية تعامل البشر معها، مما يتطلب إعادة نظر في كيفية تأثيرنا على عالم الحشرات، خاصة مع تزايد المخاوف بشأن انقراضات متعددة.

رابط المصدر

### انقراض الكائنات الحية وتأثير النشاط البشري

أصبح “الانقراض السادس” واقعاً يعيشه كوكبنا، حيث يعود السبب الرئيسي لذلك إلى النشاط البشري مثل الاستهلاك المفرط للموارد الطبيعية، التلوث، والتغير المناخي.

أهمية الاعتراف بشعور الكائنات الحية

إن الاعتراف بوجود كائنات حية تظهر علامات الشعور والإحساس، كالألم والسعادة، يعد خطوة حاسمة في وضع قوانين محلية ودولية تحمي هذه الكائنات من الإساءة والإهمال. يهدف هذا الاعتراف إلى تطوير تشريعات تمنع إلحاق الأذى بمعظم الكائنات الحية، إلا في حالات الضرورة مثل البقاء أو حماية البشر أو البيئة.

ضمان الرعاية للكائنات الحية

ويعني ذلك توفير الغذاء، الماء، المأوى، والرعاية الطبية لجميع الحيوانات، ولا سيما الحشرات. يجب أن يتم استخدام بدائل غير حيوانية في الأبحاث العلمية كلما كان ذلك ممكنًا، وتقليل الاعتماد على التجارب المؤلمة. بالإضافة إلى ذلك، يجب تنظيم تجارة الحيوانات وصيدها لضمان رفاهيتها وسلامتها.

جهود بعض الدول في حماية الحشرات

تعمل بعض الدول، مثل بريطانيا والولايات المتحدة، على تطوير قوانين أكثر صرامة لحماية الحشرات، تستند إلى المعرفة العلمية حول قدرتها على الشعور بالألم.

أخلاقيات الحشرات في الثقافة الإسلامية

في هذا السياق، تقدم الثقافة الإسلامية حلولاً لهذه المشكلات، حيث تم ذكر بعض الحشرات في القرآن الكريم. على سبيل المثال، جاء ذكر النحل في سورة النحل: “وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ”.

الحشرات كجزء من البيئة

تتضمن الثقافة الإسلامية أيضًا عدة إشارات إلى العلاقات بين البشر والحشرات، كما يظهر ذلك في قصة النبي سليمان مع الهدهد والنمل، حيث يُظهر النص القرآني النمل ككائن واعٍ يدعو رفاقه للحماية. يعتبر ذلك تكريماً للحشرات ويعكس أهمية الحفاظ على البيئة.

الحاجة إلى تغيير الفهم المعاصر

تنظر الشريعة الإسلامية إلى الحشرات بحذر، حيث يُسمح بقتل الحشرات الضارة التي تؤذي الإنسان. ورغم ذلك، يتم اعتبارها جزءاً من البيئة التي يجب على الإنسان الحفاظ عليها. تؤكد هذه النصوص على ضرورة التعامل مع الكائنات الحية كشركاء في الحياة، وليس كمصادر فقط.

في النهاية، قد يكون هذا الفهم هو ما يحتاجه العالم الحديث للمعالجة الفعالة لقضايا البيئة. إن الكوارث البيئية التي نواجهها حالياً تنبع من النظرة القاصرة التي ترى الحيوانات كأشياء مجردة بدون وعي أو احتياجات.

المصدر: مواقع إلكترونية

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version