هل تحث تركيا أذربيجان على إعادة تقييم علاقاتها مع إسرائيل؟

By العربية الآن



هل تدفع تركيا أذربيجان لإعادة النظر في علاقاتها مع إسرائيل؟

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (يمين) يستقبل نظيره الأذربيجاني جيحون بيراموف (الأناضول)
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (يمين) يستقبل نظيره الأذربيجاني جيحون بيراموف (الأناضول)

أنقرة- اجتمع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع نظيره الأذربيجاني جيحون بيراموف، حيث تناول اللقاء المستجدات المتعلقة بالقضايا الإقليمية.

وأكد فيدان على قوة الروابط الأخوية بين تركيا وأذربيجان، مشيراً إلى أنها ترتكز على أصول تاريخية وثقافية متشابهة، وأكد أن البلدين سيواصلان دعم بعضهما البعض في جميع الظروف.

كما تناول الاجتماع قضية فلسطين، خصوصاً الهجوم الإسرائيلي المستمر على غزة، مما طرح تساؤلات حول توافق الآراء بين البلدين حول هذه المسألة.

باكو وحرب غزة

أظهرت العلاقات بين إسرائيل وأذربيجان ازدهارًا كبيرًا مؤخرًا، حيث أصبحت أذربيجان من بين أكبر مستوردي الأسلحة الإسرائيلية، والتي شملت طائرات دقيقة وأنظمة اعتراض صواريخ، مما ساهم بشكل كبير في تفوق باكو خلال حرب قره باغ الثانية.

حصلت أذربيجان على حوالي 70% من ترسانتها العسكرية من إسرائيل بين عامي 2016 و2020، مما منحها ميزة كبيرة على أرمينيا، وزاد من قوة الصناعة العسكرية الإسرائيلية.

كما عززت أذربيجان إمداداتها من الطاقة إلى إسرائيل، حيث أصبحت مصدرًا رئيسيًا يوفر حوالي 40% من احتياجات الطاقة الإسرائيلية بعد اندلاع حرب أوكرانيا. ولم يقتصر التعاون بين الطرفين على الجانب العسكري فقط، بل يمتد أيضًا للاستخبارات، حيث تعتبر إسرائيل أذربيجان نقطة استراتيجية لمراقبة الأنشطة الإيرانية.

مع تصاعد التوترات الإقليمية، لا تزال أذربيجان تواصل علاقاتها مع إسرائيل، خاصة مع دعم تركيا وترتيباتها مع روسيا. خلال التصعيد الحالي ضد الفلسطينيين، أصدرت أذربيجان بيانات تدعو إلى وقف الحرب والمفاوضات، دون اتخاذ خطوات صارمة ضد إسرائيل.

رغم تعاطف الشارع الأذربيجاني مع الفلسطينيين، إلا أن نقص الضغط الشعبي القوي قد منح الحكومة مجالاً للحفاظ على توازن علاقاتها مع إسرائيل، مما يعكس الارتباط الاستراتيجي بينهما.

وفي جانب الدبلوماسية، صوتت أذربيجان لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي دعا إلى هدنة إنسانية في غزة، لكن هذا التصويت لا يعكس سوى الحد الأقصى من موقف باكو تجاه القضية الفلسطينية، نظرًا لمصالحها الإستراتيجية.

أسلحة إسرائيلية بمعرض أذربيجان الدولي للصناعات الدفاعية في باكو عام 2014 (غيتي)

تباين مع أنقرة

منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، اتخذت أنقرة موقفًا صارمًا ضد الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، حيث أصدرت إدانات شديدة من قبل مسؤولين أتراك، بما في ذلك تصريحات الرئيس رجب أردوغان.

قامت تركيا بتنفيذ خطوات ملموسة مثل تعليق التعاون في قطاع الطاقة مع إسرائيل، وفرض قيود على تصدير 54 منتجًا. كما أنها أوقفت جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل في مايو/أيار الماضي، مما يعبر عن استيائها العميق من السياسات الإسرائيلية.

هذا الاختلاف في المواقف بين أنقرة وباكو يثير التساؤلات حول تأثير التوتر الحالي بين تركيا وإسرائيل على العلاقات القوية بين باكو وتل أبيب.

وأشار محمد يوجا، عميد كلية الاقتصاد العالمي بجامعة أذربيجان الحكومية، إلى أن أنقرة تدرك أهمية العلاقة بين أذربيجان وإسرائيل، التي تعتمد على مصالح استراتيجية لا يمكن لباكو التخلي عنها في الوقت الحالي.

من بين هذه المصالح هو الدعم الذي تتلقاه أذربيجان من لوبي الصهيوني في واشنطن الذي يعززها في مواجهة اللوبي الأرمني، ويفتح لها الأبواب لتحقيق طموحاتها في المناطق الشمالية الغربية من إيران المعروفة باسم “أذربيجان الجنوبية”.

رغم الوضع الحالي، يرى يوجا أن العلاقة بين أنقرة وباكو ستواصل السير بسلاسة، لكنه حذر من أنه في حال اندلاع حرب إقليمية، قد تضطر أذربيجان لاختيار الحليف المناسب، مع كون تركيا هي الخيار الأقرب.

انزعاج تركي

وأشار طه عودة أوغلو، المحلل السياسي، إلى أن الروابط بين تركيا وأذربيجان واضحة من خلال الدعم الكبير الذي قدمته تركيا لأذربيجان خلال الحرب. ومع ذلك، أشار إلى أن الصراع في غزة أدى إلى تشوش العلاقات بين أنقرة وباكو.

هذا التباين في المواقف يزيد من تعقيد العلاقة بين البلدين، رغم التظاهر بوحدة الموقف الإعلامي. وعبّر أوغلو عن انزعاج تركيا من موقف أذربيجان من القضية الفلسطينية، لكنه أشار إلى أن أنقرة لن تتمكن من التأثير بشكل كبير على باكو في واقع استمرار علاقاتها مع إسرائيل.

وشدد أوغلو على أن توتر العلاقة بين تركيا وإسرائيل سيؤثر بشكل كبير على أذربيجان. سبق أن لعبت باكو دورًا في تقريب وجهات النظر بين تركيا وإسرائيل قبل نشوب الصراع، حيث نتج عن هذا الاجتماع بين أردوغان ونتنياهو، ولكن الحرب في غزة أوقفت هذا التوجه.

المصدر: العربية الآن



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version