هل تستطيع شبكات الجيل الخامس إنقاذ سرعة الإنترنت المتدهورة في مصر؟
يعتبر المصريون شبكات الجيل الخامس بمثابة المنقذ الذي سيقدم سرعات أعلى في تحميل البيانات ويعزز جودة المكالمات، إضافة إلى الفوائد المتعددة التي ترافق تقنيات الجيل الخامس. ولكن، هل تتحقق هذه التوقعات عند الإطلاق المرتقب لشبكات الجيل الخامس؟
ما الفرق بين شبكات الجيل الخامس (5G) والجيل الرابع (4G)؟
تتمتع معظم المدن المصرية حاليًا بتغطية جيدة من شبكات الجيل الرابع (4G) بما فيها شبكات (4G+) فائقة السرعة، مما أضاف تحسينًا كبيرًا مقارنة بشبكات الجيل الثالث. الفرق الأساسي بين الجيلين هو في الترددات المستخدمة؛ حيث يعتمد الجيل الرابع على ترددات أقل من 6 غيغاهرتز، بينما يدعم الجيل الخامس ترددات تتراوح بين 30 غيغاهرتز و300 غيغاهرتز من خلال تقنية “الموجة المليمترية” (mmWave) التي تتيح له الوصول إلى ترددات الجيل السادس عند دعم الهاتف لهذه التقنية.
ومن المفترض أن تكون سرعات الجيل الخامس أسرع بخمس مرات على الأقل مقارنة بالجيل الرابع، حيث يستخدم قائمة ترددات أعلى بكثير. للتوضيح، يمكن تشبيه الترددات بمسارات السيارات؛ إذ أن الجيل الرابع لديه 6 مسارات مما يؤدي إلى ازدحام في الشبكة في الأماكن المزدحمة، في حين يضاعف الجيل الخامس عدد المسارات العديد من المرات، مما يتيح تدفقًا أكثر سلاسة للبيانات.
لدى شبكات الجيل الخامس أيضًا القدرة على الربط بعدد أكبر من الأجهزة المتنوعة مثل الأجهزة الذكية والساعات والسيارات، مما يعطي أهمية خاصة لإنترنت الأشياء، بالإضافة إلى كونها أكثر أمانًا من الجيل الرابع.
شبكات الجيل الخامس دون ترددات جديدة
نستمر في استكشاف مزايا شبكات الجيل الخامس وكيف يمكنها مواجهة التحديات الحالية، مع الاعتماد على التحديثات التي تقدمها شركات الاتصالات لضمان تقديم خدمة أفضل للمواطنين.
الترددات الجديدة ودورها في الشبكات
تلعب الترددات الجديدة دورًا حاسمًا في جودة شبكات الجيل الخامس، حيث إن تقديم هذه الشبكات من دون الاعتماد على تلك الترددات قد يؤثر بشكل كبير على كفاءة الشبكة. يُذكر أن الفرق بين الجيل الخامس والجيل الرابع يصبح أقل وضوحًا في حال تم استخدام ترددات قديمة.
وأفاد موقع “الشرق” من مصادر خاصة بأن رخص شبكات الجيل الخامس غير مزودة بترددات جديدة، بل ستعتمد بشكل أساسي على بعض الترددات القديمة في نطاق 2.6 غيغاهرتز. وقد أثار ذلك حفيظة عدد من الخبراء في قطاع الاتصالات بمصر، حيث أكد الدكتور عمرو بدوي، الرئيس التنفيذي الأسبق للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، في مؤتمر نظمته جريدة “المال”، على ضرورة وجود ترددات جديدة لدعم تشغيل الجيل الخامس. وأوضح بدوي أن قدرات الجيل الرابع كانت محدودة نتيجة عدم توافر الترددات اللازمة.
ردود فعل الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات
لم يصدر الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أي تصريح رسمي حول الترددات الجديدة، حيث اكتفى بالإشارة إلى أن شركات المحمول تعمل مع جهات متنوعة لتقديم خدمات الجيل الخامس. وقد اختارت “المصرية للاتصالات” التعاون مع شركة “نوكيا”، بينما قامت “اتصالات إي آند” (Etisalat e&) بالتعاون مع شركة “إريكسون” لتقديم هذه الخدمة.
تأثير غياب الترددات الجديدة على خدمات الجيل الخامس
يعد غياب الترددات الجديدة أمرًا معقدًا تحديد تأثيراته. قد يقتصر التأثير على سرعات الاتصال والتحميل، بينما تظل باقي الخدمات متاحة بشكل جيد. مما قد يعني أن مزايا الجيل الخامس، مثل تعزيزه للاتصال بإنترنت الأشياء والسيارات الذكية، ستظل ممكنة عبر الترددات الحالية.
تشير معلومات من موقع “إن بيرف” إلى أن اختبارات الجيل الخامس بدأت في بعض المناطق، حيث أظهرت أن هذه الشبكات تقدم سرعات أعلى من الجيل الرابع، دون توضيح دقيق عن أسباب ذلك. قد ترجع هذه السرعات لطبيعة الترددات المتاحة حاليًا والتحديات التنظيمية التي كانت تعرقل الوصول إليها في السابق.
تساؤلات حول جاهزية الترددات للجيل الخامس
تطرح هذه المعطيات تساؤلات حول مدى ملاءمة الترددات الموجودة لتشغيل الجيل الخامس، بالإضافة إلى الأسباب التي أدت لتأخر تشغيله رغم توافر هذه الترددات.