هل تستطيع واشنطن إنهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان؟

By العربية الآن

هل واشنطن قادرة على إنهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان؟

تصاعد الدخان بعد غارة إسرائيلية قرب مدينة صور اللبنانية في 24 سبتمبر 2024.
تصاعد أعمدة الدخان بعد غارة إسرائيلية بالقرب من مدينة صور الساحلية جنوبي لبنان (الفرنسية)

<

div class=”wysiwyg wysiwyg–all-content” aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>
واشنطن ـ في ظل التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط والعدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان وقطاع غزة، أعاد كبار المسؤولين الأميركيين التأكيد على أهمية الحلول الدبلوماسية. وقد اقترحت الولايات المتحدة، بالتعاون مع دول أخرى، مبادرة تهدف إلى إعلان وقف إطلاق نار لمدة 21 يومًا بين إسرائيل وحزب الله.

تأتي هذه الدعوة في وقت يطلب فيه جنرالات الجيش الإسرائيلي من جنودهم الاستعداد لعمليات توغل محتملة في لبنان. ومع ذلك، فإن مطلب حزب الله بوقف العدوان على غزة كشرط لقبول أي تسوية قد يؤثر سلبًا على فرص النجاح لهذه المساعي.

حذر الرئيس الأميركي جو بايدن في لقاء تلفزيوني من خطر اندلاع “حرب شاملة” في المنطقة، معبراً عن اعتقاده بوجود فرصة للتوصل إلى تسوية يمكن أن تُحدث تغييرات جذرية في المنطقة.

نفوذ بايدن وموقف الولايات المتحدة

بينما طرحت الجزيرة نت بعض التساؤلات حول تأثير واشنطن في النزاع، اعتبر ديفيد دي روش، أستاذ الدراسات الأمنية في جامعة الدفاع الوطني الأميركية، أن بايدن لا يمتلك النفوذ اللازم على الأطراف المعنية، مشددًا على تهميشه داخل حزبه وإدارته. وأوضح أن ربط قضايا وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ليس بالحكمة.

من جهة أخرى، يختلف السفير ديفيد ماك، مساعد وزير الخارجية السابق لشؤون الشرق الأوسط، مع دي روش، مشيرًا إلى أن بايدن يحظى بنفوذ كبير على صانعي القرار في إسرائيل.

شحنات الأسلحة وتوازن القوى

أشار ماك إلى أن القانون الأميركي يمنح الرئيس سلطة وقف شحنات الأسلحة، لكنه أوضح أن بايدن مقيد تاريخيًا بدعمه لإسرائيل. ولفت إلى أن السلام بين لبنان وإسرائيل كان هدفًا على مدى عقود، مؤكدًا أن الضغط على إسرائيل لوقف عملياتها قد يمثل إنجازًا كبيرًا على المستويين الدولي والمحلي.

إذا كان لدى إدارة بايدن رغبة في الضغط على إسرائيل في ملف غزة، فإن ذلك يبدو أقل حدة من استراتيجيتها تجاه لبنان.### تصاعد التوتر: أزمة حزب الله وإسرائيل

تشهد المنطقة تصاعدًا في التوترات بسبب النزاع المستمر بين حزب الله وإسرائيل. وفي هذا السياق، اعتبر البروفيسور أسامة خليل، رئيس برنامج العلاقات الدولية بجامعة سيرايكوس في ولاية نيويورك، أن إدارة بايدن كان بإمكانها استخدام نفوذها لوقف الهجوم الإسرائيلي على غزة ومنع تفشي الصراع الإقليمي خلال الأشهر الـ12 الماضية. بدلاً من ذلك، قامت واشنطن بتقديم دعم عسكري ودبلوماسي واقتصادي واسع للحرب الإسرائيلية على غزة.

موقف حزب الله وقراراته

وفي حديثه، أشار خليل إلى أن محاولات إسرائيل والولايات المتحدة فصل الصراع في لبنان عن غزة قد باءت بالفشل. وأكد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، أن الحزب لن يوقف هجماته حتى يتم فرض وقف إطلاق نار في غزة.

الاستراتيجية الأمريكية وتأثيرها على المنطقة

وبحسب خليل، فإن ادعاءات إدارة بايدن بأنها لا تمتلك تأثيرًا على إسرائيل ولا توافق على حملتها العسكرية لا تعكس الواقع، حيث أن الولايات المتحدة متورطة في تعاون سياسي وعسكري واستخباراتي مكثف مع إسرائيل.

وفي مقابلة مع الدكتور جوزيف فيتساناكيس، أستاذ الدراسات الأمنية ومدير مركز قيادة عمليات الاستخبارات بجامعة كارولينا الساحلية، تم الإشارة إلى أن النفوذ الأمريكي على إسرائيل محدود للغاية. وأوضح أن إسرائيل تجاهلت التحذيرات الأمريكية في السابق، وقد تفعل ذلك مرة أخرى في لبنان.

التحذيرات من تصاعد النزاع

عبر فيتساناكيس عن قلقه من عدم الجدية في تناول قضايا وقف إطلاق النار في غزة ولبنان. وأشار إلى أن حزب الله في انتظار دخول القوات الإسرائيلية إلى لبنان، وهو ما قد يقود إلى ردود فعل عسكرية سريعة من الحزب.

وإذا نظرنا إلى قدرة بايدن على منع نشوب حرب شاملة في المنطقة، فقد أوضح فيتساناكيس أن إدارة بايدن تسعى للحفاظ على النزاع ضمن حدود غزة والضفة الغربية. ومع ذلك، فإنها تتبنى رسالة متناقضة من خلال تزويد إسرائيل بالأسلحة بينما تنتقد استخدامها في الحرب.

المصدر: الجزيرة

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version