يتداول بين الناس مثل إنجليزي يقول إن تناول تفاحة يومياً يوفر عليك زيارة الطبيب. ومع ذلك، لا يوجد دليل علمي قوي يدعم هذا القول، الذي ظهر لأول مرة في مطبوعة عام 1866 ثم أعيد نشره بطريقة مشابهة في عام 1913.

في القرنين التاسع عشر والعشرين، كانت العناية الطبية محدودة، إذ كان الناس يسعون لتجنب زيارة الأطباء. ومع تقدم الطب في القرن الحادي والعشرين، يمكن أن نرى إذا كان هذا القول يحمل أي حقيقة.

أصدرت دراسة في مجلة “جاما أنتيرنال ميدسن” عام 2015، توصلت إلى أن الأدلة لا تثبت أن تناول تفاحة يومياً يمكن أن يغني عن زيارة الطبيب، ولكن لوحظ أن مجموعة صغيرة من البالغين في الولايات المتحدة الذين يتناولون تفاحة يومياً يحتاجون إلى أدوية موصوفة أقل.

تناول التفاح وفوائده الصحية

تعتقد أخصائية التغذية في كينجز كوليدج لندن، الدكتورة إميلي ليمينغ، أن هناك بعض الصحة في هذا القول القديم. حيث تشير إلى أن التفاح يحتوي على العديد من المغذيات النباتية الضرورية لجهاز المناعة مثل فيتامين سي ومضادات الأكسدة.

يساعد فيتامين سي الجسم في إنتاج الأجسام المضادة ويساعد خلايا المناعة في التحرك إلى مواقع العدوى، بينما تعمل مضادات الأكسدة على تقليل الالتهاب وتساهم في عملية الشفاء بعد المرض.

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الفاكهة مهمة جداً لصحة الأمعاء. توضح ليمينغ أن حوالي 70% من خلايا المناعة تتواجد في الأمعاء، لذا فإن أمعاء صحية تساهم في تقوية المناعة.

فائدة التفاح لصحة الأمعاء

يدعم التفاح جهاز المناعة بعدة طرق، كما تشرح ليمينغ:

• أولاً، تحتوي تفاحة واحدة على حوالي 100 مليون ميكروب، مما يعزز ميكروبيوم الأمعاء ويساعد في تحليل الطعام وامتصاص المغذيات.
• ثانياً، تحتوي التفاحة المتوسطة على نحو 4 غرامات من الألياف، التي تعد مصدرًا مهمًا للبكتيريا الجيدة في الأمعاء، مما يساعد في تنظيم الاستجابة المناعية.

تؤكد ليمينغ أنه لا يوجد طعام بمفرده يحجب المرض، وتنصح بتناول مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات لتوفير الألياف والمغذيات الضرورية. كما توصي بتناول الحبوب الكاملة والفاصوليا والمكسرات لضمان استهلاك 30 غراما من الألياف يومياً.

سؤال آخر يطرح نفسه: كم من الوقت يستغرق لرؤية نتائج تغييرات النظام الغذائي على ميكروبيوم الأمعاء؟ تجيب ليمينغ أن الأمر قد يستغرق فقط ثلاثة أيام. إذا كنت تهتم بصحة أمعائك، فمن المحتمل أن تبدأ فوائدها في دعم جهاز المناعة لديك بشكل سريع.