هل تقطع السنغال علاقاتها مع إسرائيل تضامناً مع غزة؟
تسعى إسرائيل إلى توسيع نطاق علاقاتها في القارة الأفريقية، حيث استثمرت على مدى عقود في تعزيز وجودها في السنغال. ورغم إقامة العلاقات الدبلوماسية منذ عام 1960، إلا أن هذه العلاقات كانت تتأثر دائماً بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتجري صراعات مستمرة بين القطيعة والاهتمام.
وقع الجانبان على إقامة علاقتهما الرسمية عام 1960، حيث زار الرئيس السنغالي الأول ليوبولد سيدار سنغور تل أبيب في عام 1971، ولكن العلاقات انقطعت في عام 1973 تضامناً مع الدول العربية بعد الحرب.
أعمال التطبيع وبعد اتفاقيات كامب ديفيد وأوسلو، تم استئناف العلاقات عام 1995. لكن في عام 2016، سحبت إسرائيل سفيرها إثر مشروع قرار يتضمن إدانة الاستيطان الفلسطيني تقدم به السنغال. ومع ذلك، استؤنفت العلاقات مرة أخرى بعد جولة قام بها رئيس الوزراء نتنياهو عام 2016 إلى أفريقيا.
اهتمام إسرائيلي
تسعى إسرائيل للاستفادة من مكانة السنغال في العالم الإسلامي، حيث تترأس دكار منذ عام 1975 اللجنة الخاصة بحقوق الشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة. وعندما قررت السنغال في عام 2004 التركيز على الزراعة وكفاءة إنتاجها الغذائي، حصلت على دعم إسرائيلي في مجالات الري والمياه.
سعت إسرائيل لمنافسة إيران التي دعمت السنغال في الزراعة من خلال زيارة وزير الزراعة الإسرائيلي في عام 2010، حيث صرح بأن إسرائيل ليست هنا لاستغلال الموارد بل لتقديم المعرفة للتنمية.
تبادل تجاري
بالرغم من العلاقات الرسمية، لم يتجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين 5 مليون دولار بحلول عام 2015، مما يدل على ضعف العلاقات التجارية. ومع ذلك، شهدت العلاقات بعض التقدم في المجالات الزراعية والتكنولوجية.
ورقة فرنسا
تسعى اللوبيات المؤيدة لإسرائيل في الكنيست للاستفادة من علاقات فرنسا بدول غرب أفريقيا، وعقدت قمة في باريس تناولت التعاون بين إسرائيل ودول المنطقة في مايو 2022. ورغم الدعم الفرنسي لإسرائيل، إلا أن تأثير باريس في المنطقة بدأ يتراجع بسبب التغيرات السياسية.
سلطة جديدة في دكار
شهدت السنغال تغييرات سياسية منذ عام 2016 حيث التصاعد الداعم للاستقلال الوطني والاقتصادي. وقد أتت الحكومة الجديدة برئاسة عثمان سونكو، الذي يسعى لبناء علاقات تراعي مصالح البلاد. ويظهر أن الحكومة الحالية قد تتجه نحو إعادة النظر في سياستها الخارجية.
حرب غزة وتأثيرها
بعد الهجمات على غزة في عام 2023، أعادت النقاش حول العلاقات الإسرائيلية الأفريقية، حيث أيدت السنغال قطع العلاقات مع إسرائيل للرد على شبهات المجازر. وقد شاركت في مؤتمرات لدعم القضية الفلسطينية وتنظم مظاهرات تطالب بقطع العلاقات. ويظهر كثيرون من المتابعين أن الحكومة الجديدة قد تتبنى موقفاً أكثر تماسكاً ضد الاحتلال الإسرائيلي.
رابط المصدر