هل فردية السوري عيب وراثي أم خلل مكتسب؟
يواجه السوري جوعًا شديدًا لإثبات هويته بسبب الظروف القاسية التي تعرض لها، ونقص المهارات في التواصل مع الذات والآخرين، فيقوم بتلبية هذا الجوع بسلوكيات خاطئة كالعدوان أو الانعزال في حالات الصراع.
القدرة على التعاون والعمل ضمن فريق موجودة لدى الإنسان السوري ولكن الظروف لم تكن مواتية لتنميتها وتحويلها إلى صفة ثابتة.
- لم يتعلم السوريون – سواء صغاراً أو كباراً – في المدرسة أو في المنزل أو حتى في المسجد مبادئ العمل الجماعي ومهارات التواصل وإدارة الصراعات ومواجهة التحديات التي يواجهونها أثناء العمل الجماعي.
- لقد عاش السوريون لفترة طويلة تحت حكم طاغية حيث لم يكن للإنسان قيمة ولا احترام لحقوقه أو كرامته، مما أدى إلى فقدان تقديرهم لأنفسهم وجعل شخصيتهم هشة تفتقر إلى الأمان الداخلي.
يواجه السوري جوعًا شديدًا لإثبات هويته بسبب القهر الذي تعرض له، ونقص المهارات في التواصل مع الذات والآخرين، فيقوم بتلبية هذا الجوع بسلوكيات خاطئة كالعدوان أو الانعزال في حالات الصراع.
- نقص الأمان الداخلي يجعل الإنسان يتصرف وفق قناعاته دون التفكير المناسب.
- نقص الأمان الداخلي يجعل الإنسان يستبعد نجاح الآخرين ويرفض الاعتراف بإنجازاتهم، بل يحاول التقليل من قدراتهم.
- نقص الأمان الداخلي يؤثر على تفسيرات الإنسان لسلوكيات الآخرين، معيلجمها على أنها موجهة ضده، دون اعتبار لتفسيرات أخرى قد تكون أكثر إيجابية.
- نقص الأمان الداخلي يؤدي إما إلى جبن مفرط وانسحاب أو اندفاع وانتهاك لحقوق الآخرين.
الاعتقاد بوجود خلل وراثي عند السوري يمنعه من التعاون مع الآخرين ليس صحيحًا ويؤدي إلى معاملة سلبية تسهم في تحقق هذا الاعتقاد بما يعرف بظاهرة النبوءة الذاتية.
عندما يتصادم شخصان يعانيان من نقص الأمان الداخلي، يتعامل كل منهما مع الصراع بطريقة تقلل من قيمة الآخر مما يدعم شعوره بعدم الأمان ويولد سلوكيات سلبية تجاه الآخر وتحول الخلافات إلى نزاعات لإثبات الذات.
نقص الأمان الداخلي يفسر الكثير من سلوكياتنا كسوريين ونقصاننا لروح العمل الجماعي.
الأفعال تدمر أكثر مما تبني. الأمان الداخلي لا يتحقق من خلال الثناء والمجاملات، بل من خلال التعامل الاحترامي الذي يمنح الإنسان شعورًا بقدرته على تقدير نفسه.
الاعتقاد بوجود خلل وراثي عند السوري يمنعه من التعاون مع الآخرين ليس صحيحًا ويؤدي إلى معاملة سلبية تسهم في تحقق هذا الاعتقاد بما يعرف بظاهرة النبوءة الذاتية. عبر فهمنا الصحيح لأسباب هذا الاختلال ومعاملتنا الاحترامية للسوري، يمكننا تلبية حاجاته لإثبات ذاته بطريقة صحيحة، وتطوير المهارات اللازمة للعمل الجماعي، والصبر على ما يتطلبه ذلك من جهد ووقت، مما يعزز تعافينا وبناء دولة القانون والمؤسسات على الأرض السورية.