هل لديك توأم بين الناس؟ كيف يفسر العلم هذا الظاهرة؟

By العربية الآن

هل لديك شبيه في مكان ما؟ كيف يفسر العلم ذلك؟

Twins taking a walk on the street in the city
احتمالات أن تجد شخصا يشبهك أكبر مما تظن (غيتي)

هل واجهت يومًا شخصًا ادعى أنه يرى تشابهًا غريبًا بينك وبين شخص آخر؟ كثيرًا ما تظهر هذه الظاهرة على الإنترنت، حيث تظهر صور ومقاطع فيديو لأشخاص يشبهونهم دون أن يعرفوا بعضهم، أو قد يصبح شخص شهيراً بسبب شبهه بفنان مشهور في بلد ما.

في بعض الحالات، يكون التشابه مذهلاً لدرجة تدفعنا للتساؤل عن إمكانية وجود علاقة قرابة بين شخصين لم يلتقيا من قبل. تعتبر هذه الفكرة محور العديد من الحكايات الشعبية والأساطير عبر التاريخ.

في السنوات الأخيرة، بدأ العلماء في استكشاف هذه الظاهرة وطرح أسئلة تتعلق بهوية الأشخاص المتشابهين، وما هي درجة احتمال وجود شبيه لنا في الحياة.

أصل مفهوم “المتشابهين”

يوضح تيم سبيكتور، رئيس قسم أبحاث التوائم وعلم الأوبئة الوراثية في كينغز كوليدج في لندن، أن الأشخاص المتشابهين هم الذين “يتشاركون الخصائص الجسدية بشكل ملحوظ، لدرجة تجعل من السهل اعتبارهم توائم أو على الأقل أشقاء”.

يرتبط هذا المصطلح بكلمة ألمانية “دوبلغينغر” (Doppelgänger)، والتي تعني “البديل”. ظهرت لأول مرة في الأدب الألماني في الفترة بين القرن الثامن عشر، حيث استخدمها الكاتب جان باول في روايته “7 أجبان” لوصف من “يرون أنفسهم”.

في الثقافة الشعبية، غالبًا ما يُنظر إلى هؤلاء المتشابهين ككائنات تحمل إشارات للشر. كانت رؤية شبيه ადამიანს في بعض الأحيان تُعتبر علامة على سوء الحظ أو نذير شؤم يُنبئ بمآسي قادمة.

أكثر من مجرد تشابه في الشكل

التشابه بين الأشخاص يمتد إلى ما هو أبعد من الشكل. فالكثير من الأشخاص الذين يظهرون كأشباه لهم، يمكن أن يتشابهوا في سلوكياتهم وخياراتهم وتفضيلاتهم. تعتبر هذه الظاهرة مجالاً خصباً للدراسة والبحث، حيث يستكشف العلماء العلاقة بين الجينات والبيئة في تشكيل الهوية.

الدراسات تشير إلى أن احتمال عثور الشخص على شبيه له قد يكون أكبر من المتوقع، إذ يمكن أن يكون هناك عدد من المتشابهين في أماكن مختلفة حول العالم.

في النهاية، تظل مسألة وجود أشخاص يشبهوننا من الأمور المثيرة للفضول، مما يعكس عمق التعقيد البشري وجوانب الجينات والتأثيرات البيئية على حياتنا.

## مسابقة تيموثي شالاميت تشعل الفوضى في نيويورك

في أواخر شهر أكتوبر الماضي، شهدت واشنطن سكوير بارك في نيويورك حدثًا غير عادي تمثل في مسابقة لأشباه الممثل الأمريكي تيموثي شالاميت، حيث توافد الآلاف ممن يدّعون أنهم يشبهونه، مما أثار حالة من الجدل حول من يستحق الفوز بجائزة المسابقة البالغة 50 دولارًا.

## أوجه الشبه بين البشر: أكثر من مجرد ملامح

لم يكن مستغربًا أن يكتشف العلماء عمق التشابه بين الأشخاص المتشابهين، حيث حاول فريق من الباحثين بقيادة مانيل إستيلر، أخصائي الوراثة في معهد أبحاث اللوكيميا في برشلونة، دراسة الأسس العلمية للسمات المتشابهة بين الأشخاص الذين لا توجد بينهم صلات قرابة. المرجعية لهذا البحث كانت محاولة تحديد ما إذا كان ذلك يعود إلى الحمض النووي أو لعوامل بيئية.

## نتائج البحث العلمي

وفقًا للدراسة التي نُشرت في مجلة “سيل ريبورتس”، والتي شملت 32 زوجًا من الأشخاص المتشابهين للغاية، تشير النتائج إلى أن 16 زوجًا قد أظهروا تشابهًا أكبر في الملامح ومشاركة عدد من الجينات مقارنة بالـ 16 المتبقيين.

## المشروع الفريد للمصور فرانسوا برونيل

للتحقيق في المسألة بشكل أكبر، تعاون العلماء مع المصور الكندي فرانسوا برونيل، الذي التقط صورًا لأكثر من 250 شخصًا متشابهًا من أكثر من 30 مدينة حول العالم، متوجًا مشروعه بعنوان “أنا لست متشابهًا!”، حيث أظهرت نتائج الدراسة أن نحو 9 أزواج من أصل 16 يحملون خصائص وراثية مشتركة رغم عدم علاقتهم البيولوجية.

## التشابه في أنماط الحياة والسلوك

لم يقتصر التشابه بين الأشخاص المتشابهين على الملامح فقط، بل شمل أيضًا جوانب أنماط الحياة، مثل الحالة الاجتماعية والنظام الغذائي. تظهر الأبحاث كذلك وجود تقارب في جوانب سلوكية مثل العادات المتعلقة بالتعليم وإدمان التبغ.

## الآثار المترتبة على البحث

يعتقد تيم سبيكتور، الذي لم يشارك في هذه الدراسة، أن التداخل الجيني يمكن أن يكون له آثار طبية مهمة في المستقبل، مثل تشخيص الأمراض الوراثية أو استخدام تقنيات التعرف على الوجه في التحقيقات الجنائية.

## “شبيهي الذي يبلغ عمره 2000 عام”

في إطار جهود تحقيق مماثلة، أجرى مشروع آخر، قادته نانسي سيغال، متخصص في علم النفس بجامعة ولاية كاليفورنيا، دراسة حول الأشخاص المتشابهين. وكشفت نتائج دراستها أن الأشخاص غير المرتبطين وراثيًا لا يشاركون في السمات الكبرى للشخصية.

## استكشاف التساؤلات التاريخية

بالإضافة إلى ذلك، في عام 2017، استجابت أكثر من 100,000 شخص من جميع أنحاء العالم لمتحف الحضارة في كيبيك، عندما طُلب منهم تقديم صور لأنفسهم لمقارنتها مع تماثيل تعود إلى حوالي 2000 عام، إذ تم اختيار الصور الأكثر تشابهًا لتعكس التطابق الفيزيائي الدقيق.

## استنتاجات مهمة

تشير تلك الدراسات والمشاريع إلى أننا قد نحتاج إلى إعادة النظر في مفاهيم تشابه البشر، وأهميتها في مجالات متعددة، بما في ذلك علم الوراثة والطب، مما قد يفتح آفاقًا جديدة لفهم هذا الظاهرة المعقدة.

احتمالات العثور على شبيهك

هل من الممكن أن يكون لكل واحد منا شبيه في مكان ما على وجه الأرض؟ يعد هذا السؤال مصدر تساؤل للعلماء لسنوات عديدة، لكنهم لم يتوصلوا إلى إجابة قاطعة. على عكس التوائم المتطابقة الذين يشتركون في نفس الجينات تقريبًا، يعتقد العلماء أن الاحتمالات تظل قائمة.

فرص وجهات النظر

استنادًا إلى النمو السكاني المتزايد، يتوقع الباحث سبيكتور أن يكون هناك شبيه واحد على الأقل لكل شخص في العالم، وربما أكثر من ذلك. ويشير سبيكتور إلى أن “تنوع الخصائص البشرية يزيد من احتمالية ظهور أنماط مشابهة”، لكنه يلفت الانتباه إلى أن نسبة التشابه قد تختلف بين الأفراد.

في دراسة أجرتها عالمة الأنثروبولوجيا تيجان لوكاس عام 2015، تم تقييم ملامح وجه حوالي 4 آلاف شخص غير مرتبطين وراثيًا. الهدف كان التحقق من مدى الشبه بين الأشخاص عبر قياسات دقيقة لمختلف ملامح الوجه.

نتائج الدراسة

كشفت الدراسة، التي تم نشرها في “جورنال أوف ليغال ميديسن”، أن فرص التطابق التام لأبعاد الوجه تعتبر ضئيلة للغاية. حيث أظهرت النتائج أن احتمال تشارك 4 قياسات كان أقل من واحد في المليون، بينما كان احتمال تشارك 8 قياسات أقل من واحد في تريليون.

وفقًا للوكاس، فإن حتى الأذان يمكن اعتبارها فريدة، مضيفة: “لدي حالات حيث تم التعرف على شخص ما من خلال أذنه”. كما أظهرت القياسات الجسمية أيضًا أن فرص تواجد توائم وغريبين كانت مهددة، حيث تشير النتائج إلى أن هذه الاحتمالات أقل من 1 في كوينتيليون.

التعرف على الأشباه

لحسن الحظ، تشير نتائج الدراسة إلى أن فرصة وجود شبيه يشبهك مظهراً في الوجه والجسم تكاد تكون معدومة. لكن للراغبين في إيجاد أشباه لهم بين مليارات الناس حول العالم، هناك العديد من الخيارات المتاحة.

شهدت منصة الإنترنت مثل “توين سترينجرز” و”آي لوك لايك يو” و”صب ريديت دوبلغينغر” إقبالاً واسعاً، حيث تدعي هذه المواقع قدرتها على العثور على أشخاص متشابهين لك من بين مستخدميها. يتطلب الأمر فقط تحميل صورة لك واستخدام برامج التعرف على الوجه.

مع ذلك، يجب على المستخدمين أن يكونوا حذرين، حيث أن التشابه الظاهر ليس ضمانة لتوافق الشخصية. كما أن مشاركة المعلومات الشخصية قد تعرض الهوية للخطر. عليه، يجب على المستخدمين التفكير جيدًا قبل اتخاذ خطوة تحميل صورهم.

المصدر: الجزيرة + مواقع إلكترونية

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version