هل من المؤكد أن تصطدم مجرتنا بجارتها “المرأة المسلسلة”؟
1/9/2024
على مر السنين، استحوذت فكرة الاصطدام المتوقع بين مجرتي درب التبانة و”المرأة المسلسلة” على اهتمام علماء الفلك. استندت هذه الفكرة إلى تحليلات لحركة وسرعة المجرتين، وقد أظهرت الدراسات الحالية أن هذا الاصطدام سيكون بعد حوالي 4.5 مليار سنة. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: إلى أي مدى يمكن اعتبار وقوع هذا الحدث حتمياً؟
في هذا الصدد، على عكس الدراسات القديمة التي أكدت مصير مشترك لمجرتين تبعدان عن بعضهما 2.5 مليون سنة ضوئية، توصلت دراسة حديثة لم تُنشر بعد إلى سيناريوهات متعددة تشير إلى أن نسبة حدوث الاصطدام الكوني لا تتجاوز 50%.
اصطدام أم اندماج؟
على مدى العقود الماضية، تمكنت التلسكوبات المختلفة من رصد عدد كبير من الأجرام السماوية على مسافات شاسعة. وكان الفلكي الأمريكي “إدوين هابل” أول من اكتشف تباعد المجرات، مما ساهم في تطوير نظرية الانفجار العظيم.
لكن الوضع مختلف مع مجرة المرأة المسلسلة، التي تُعتبر من المجرات الشقيقة للمجموعة المحلية، والتي تضم مجرتنا بالإضافة لأكثر من 54 مجرة أخرى. وفقاً لدراسة أجرتها وكالة الفضاء “ناسا” في عام 2012، فإن مجرة أندروميدا تقترب منا تدريجياً.
حسب “ناسا”، فإن الكون يتوسع ويتسارع، وما زالت التصادمات بين المجرات القريبة تحدث نتيجة الجاذبية الناتجة عن المادة المظلمة المحيطة بها.
تشير الصور التي تم التقاطها بواسطة تلسكوب “هابل” إلى أن مجرة المرأة المسلسلة تتحرك بسرعة تصل إلى 402 ألف كيلومتر في الساعة. وبناءً عليه، يزعم علماء ناسا أنهم يستطيعون التنبؤ بدقة بموعد الاصطدام، الذي سيحدث بعد حوالي 4.5 مليار سنة.
ومع ذلك، فإن هذا الاصطدام لن يكون مدمراً كما قد يُتصور، بل سيكون أقرب إلى عملية اندماج، حيث ستندمج أذرع كلتا المجرتين وتتحد مركازيهما، مما سينتج عنه مجرة إهليجية ضخمة تتألق وسطها كميات هائلة من الضوء.
اعتمد علماء الوكالة على محاكاة حاسوبية لتصور كيف ستبدو السماء على الأرض خلال تلك السنوات. ومن المتوقع أن يكون ليل الأرض حينها مشابهاً لصباحه الحالي، بسبب سطوع مركز المجرتين المتحدتين.
تقصٍ جديد: الاصطدام ليس حتمياً
تخالف الدراسة الحديثة المقدمة من جامعة “هلسنكي” الفنلندية فرضية حتمية الاصطدام، مستندة إلى بيانات جديدة تم جمعها من تلسكوبي “غايا” و”هابل”. وقد تمكن الباحثون من تحليل حركة المجرات الكبرى في مجموعة المجرات المحلية (المرأة المسلسلة، درب التبانة، مثلث، وسحابة ماجلان الكبرى القزمة). من خلال إنشاء نماذج حاسوبية، استطاع الباحثون التنبؤ بمسار هذه المجرات على مدى العشرة مليارات سنة القادمة.
تشير النتائج إلى أن أقل من نصف السيناريوهات توقع حدوث الاصطدام، بينما تميل السيناريوهات الأخرى إلى أن تسير كل مجرة في اتجاهها، مما يكشف عن مبالغة في التقديرات السابقة بشأن حتمية الاصطدام.
رابط المصدر