هل يؤثر تلوث الهواء والضوضاء على خصوبة الرجال والنساء حول العالم؟

By العربية الآن



هل يقلل تلوث الهواء والضوضاء من خصوبة رجال ونساء العالم؟

الضوضاء البيضاء
تهدف الدراسة إلى استكشاف تأثير ضوضاء حركة المرور وتلوث الهواء على خصوبة الذكور والإناث (شترستوك)

تشير التقديرات إلى أن واحدًا من كل ستة أشخاص عالميًا يعاني من العقم، وهي ظاهرة تتزايد بشكل ملحوظ، حيث يربط العلماء تراجع الخصوبة عند الرجال والنساء بعدد من العوامل البيئية. وتعتبر ظروف وأنماط الحياة في المناطق الحضرية التي يسكنها أكثر من نصف سكان الأرض، من الأسباب الرئيسية في ذلك.

أظهرت نتائج دراسة جديدة في الدانمارك، نشرت في المكتبة الوطنية للطب “إن إل إم”، أن التعرض المطول لأصوات مثل ضوضاء المرور وتلوث الهواء يمكن أن يسهم في زيادة خطر العقم، ويظهر تأثيرات مختلفة بين الجنسين.

تأثير تلوث الهواء والضوضاء

لا يختلف الكثيرون على أن تلوث الهواء جراء عوادم السيارات له آثار ضارة على البيئة وصحة الإنسان، حيث تظهر العديد من الدراسات وجود روابط بينه وبين حالات مثل السرطان وأمراض القلب. ومع ذلك، تكشف الدراسة عن تأثير المواد الكيميائية المستنشقة من الهواء الملوث على الجسم وكيفية تأثيرها على الأعضاء التناسلية، مما قد يؤدي إلى اختلال في التوازن الهرموني أو تلف البويضات والحيوانات المنوية بشكل مباشر.

ورغم أن آثار التلوث الضوضائي لا تزال غير مفهومة تمامًا، تشير الدراسة إلى أن التعرض للضوضاء، بما في ذلك تلك الصادرة عن حركة المرور الكثيفة، قد يؤثر على مستوى هرمونات التوتر، مما يؤثر لاحقًا على الخصوبة.

الجسيمات الغبارية العالقة هي المعيار في تلوث الهواء والتسبب في الأمراض والوفاة (غيتي)

دراسة شاملة

اعتمدت الدراسة على بيانات شاملة تغطي جميع المناطق المحلية في الدانمارك، بفضل نظام جمع البيانات المطور الذي يشمل جوانب مثل مكان الإقامة، المهنة، مستوى التعليم، والحالة الصحية. ومن خلال ربط هذه المعلومات ضمن نظام معقد، تمكن الباحثون من استخلاص الروابط والتفاعلات المتعلقة بالصحة والبيئة.

ركزت الدراسة على الأشخاص الذين هم في خطر الإصابة بالعقم، حيث تم تحديد أكثر من مليوني رجل وامرأة بعمر الإنجاب، بعمر يتراوح بين 30 و45 عامًا، ولديهم طفلين أو أقل، ويعيشون في الدانمارك بين عامي 2000 و2017. وتم استبعاد الأفراد الذين تم تشخيصهم بالعقم قبل سن الثلاثين أو الذين يعيشون بمفردهم.

بدلاً من مسح الجميع، تمكن الباحثون من الحصول على معلومات دقيقة حول الخصوبة من خلال السجل الوطني للمرضى في الدانمارك. وبفضل عناوينهم المسجلة، قدرت حركة المرور في المناطق، وتم التركيز على العوامل الرئيسية للتلوث مثل “بي إم 2.5″، وهي جسيمات صغيرة تتواجد في الهواء نتيجة احتراق المركبات والعمليات الصناعية.

أظهرت النتائج أنه خلال فترة الدراسة التي استمرت 17 عامًا، تم تشخيص 16,172 رجل و22,672 امرأة بالعقم. وكان تلوث الهواء هو السبب الأكبر للعقم لدى الرجال بنسبة 24%، بينما كانت نسبة النساء المتضررات بسبب الضوضاء والتلوث 14%.

تشير الدراسة إلى الفروق في استجابة جسم الرجال والنساء للعوامل البيئية. فالرجال قادرون على إنتاج الحيوانات المنوية بشكل مستمر، مما يجعلهـم أكثر عرضة لتأثير الملوثات. بينما تولد النساء جميع بويضاتهن، مما يتطلب وقتًا أطول لرؤية تأثير البيئة على خصوبتهن.

المصدر : مواقع إلكترونية



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version