هل يجب أن نأخذ تهديدات بوتين النووية على محمل الجد؟
أثارت مجلة لوبوان تساؤلاً حول ما إذا كان حديث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن التهديد النووي بإطلاق صواريخ باليستية جديدة على أوكرانيا مجرد خدعة، أم ينبغي التعامل معه بجدية. ورأت المجلة أن هذه التهديدات تشير إلى تصعيد جديد في النزاع بين روسيا من جهة وأوكرانيا وحلفائها الغربيين من جهة أخرى.
التصعيد العسكري وبدء الصراع
أكدت المجلة، في عمود الكاتب جيرار أرو، أن المسؤولية عن هذا النزاع تقع بالكامل على عاتق روسيا، التي بدأت “العملية العسكرية الخاصة” معتقدة أنها ستتمكن من إنشاء نظام موالي لها في كييف خلال أيام، إلا أن مقاومة الشعب الأوكراني أحبطت هذه الخطة وأجبرت بوتين على تغيير استراتيجيته نحو هجوم عسكري شامل.
ردود الفعل على التصعيد الروسي
وصف الكاتب الجريء اتهام بوتين لأوكرانيا بالتصعيد بأنه يفتقر إلى الشجاعة، مشيراً إلى أن إطلاق الأوكرانيين صواريخ غربية متوسطة المدى على أهداف عسكرية روسية جاء كرد فعل على التصعيد الروسي الواضح. وتساءل الكاتب عن كيف يمكن أن تُعتبر الدول الغربية مساندة لأوكرانيا مقابل اتهام روسيا لها بالتصعيد.
تزايد التهديدات النووية الروسية
استمر بوتين في إثارة التهديد النووي لنحو عامين، ومع مراجعة عقيدته النووية وإطلاق الصواريخ، أصبحت هذه التهديدات بارزة أكثر من أي وقت مضى، خصوصًا بعد أن أظهر التلفزيون الروسي سيناريوهات مفزعة بضربات نووية محتملة ضد لندن وواشنطن.
آمال بوتين في إدارة ترامب الجديدة
أشار الكاتب إلى أن مصلحة بوتين تكمن في انتظار دخول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث يأمل أن يبدأ ترامب مفاوضات جديدة من دون أن يستشعر الأوكرانيون والأوروبيون ذلك، ويبحث عن تقديم تنازلات مشابهة لتلك التي قدمت لطالبان وكيم جونغ أون.
احتمالية التصعيد النووي
امتنع الكاتب عن استبعاد استخدام الأسلحة النووية إذا فشلت المفاوضات، مؤكدًا أن الحرب في أوكرانيا تعتبر ذات أهمية وجودية لنظام بوتين، الذي لا يمكنه تحمل خسارتها. وأكد أن بوتين يتمتع بما يُعرف بـ “هيمنة التصعيد”، وهي القدرة على ضرب خصومه بقوة أكبر في كل مرة. لذلك، يجب على الأوروبيين تجنب الانجرار إلى التصعيد في مواجهة روسيا، خصوصًا في ظل الاستعدادات الجارية لمفاوضات مستقبلية.