هل يستطيع البعوض إنتاج لقاحات لمكافحة الملاريا؟

By العربية الآن


هل يمكن أن يوفر البعوض لقاحات ضد الملاريا؟

FILE PHOTO: A health employee gives a malaria injection to a child during the official ceremony for the launch of the malaria vaccination campaign for children aged between zero and eleven months in Abobo a district of Abidjan, Ivory Coast July 15, 2024. REUTERS/Luc Gnago/File Photo
بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية 95% من الوفيات بالملاريا في أفريقيا (رويترز)

يعتبر البعوض عادة مرتبطًا بأمراض خطيرة مثل الملاريا وحمى الضنك والحمى الصفراء. لكن باحثين من المركز الطبي لجامعة لايدن وجامعة رادبود في هولندا قد وجدوا له وظيفة جديدة كموفر للقاحات.

قال العلماء إنهم تمكنوا من تعديل البعوض لتقديم لقاحات تعزز المناعة ضد الملاريا بشكل كبير.

احصائيات الملاريا العالمية

أفاد أحدث تقرير عالمي عن الملاريا الصادر عن منظمة الصحة العالمية بأن حوالي 597 ألف شخص لقوا حتفهم بسبب الملاريا في عام 2023، وغالبية هؤلاء في الدول الإفريقية التي تمثل 95% من إجمالي الوفيات.

كما يقدر أن هناك أكثر من 240 مليون حالة ملاريا تحدث سنوياً حول العالم، مع العلم أن الأطفال والأمهات الحوامل هم الأكثر عرضة للإصابة.

كيف يعمل اللقاح الذي يقدمه البعوض؟

يستخدم اللقاح سلالة ضعيفة من الطفيل المسبب للملاريا، وبالتحديد (بلاسموديوم فالسيبوروم). توضح عالمة اللقاحات ميتا روستنبرغ، أستاذة علم اللقاحات ورئيسة مركز العدوى البشرية، أن الفريق قام بإزالة جين رئيسي من الطفيلي ما يجعله قادراً على إصابة الناس دون أن يسبب المرض.

ينتقل الطفيلي عادة إلى البشر عن طريق لدغة بعوضة، حيث تمرر البعوضة لعابها إلى مجرى الدم، ما يسمح للطفيل بالوصول إلى الكبد حيث يتكاثر، ومن ثم يصاب الدم بالملاريا، مما يؤدي إلى أعراض مثل الحمى والقشعريرة.

في الدراسة، استُخدم البعوض المعدل لتوصيل اللقاح عبر اللدغات، مما يحاكي الانتقال الطبيعي للملاريا. والهدف هو خلق استجابة مناعية قوية في الكبد ومنع العدوى.

شرحت روستنبرغ أن الطفيلي المعدل، نظراً لإيقاف الجين، لا يمكنه إكمال تطوره في الكبد ولا يستطيع دخول مجرى الدم، مما يمنع ظهور أعراض المرض.

كيف أجريت التجارب؟

اختُبرت التجربة الأولى للقاح الملاريا باستخدام طفيلي معدّل وراثياً يعرف باسم “بي إف إس بي زد جي إيه 1″، حيث شارك فيها 67 فرداً من مدينتين في هولندا (لايدن ونيميخن) بالتعاون مع شركة سانارا، وهي شركة أمريكية تعمل على تطوير اللقاحات.

أظهرت نتائج الدراسة التي نُشرت في مايو/أيار 2020 في مجلة “علم”…

## دراسة جديدة حول لقاح “جي إيه 1″ و”جي إيه 2”

أظهرت دراسة حديثة في مجلة “ساينس ترانسليشيونال مدسين” أن لقاح “جي إيه 1” (GA1) يُعتبر آمنًا للاستخدام، حيث أخر ظهور مرض الملاريا بين المشاركين، لكنه لم يمنع الإصابة بالمرض.

### تفاصيل التجربة

في التجربة الثانية، تلقى المشاركون، الذين لم يسبق لهم الإصابة بالملاريا، نسختين من لقاحين تم تقديمهما عن طريق البعوض، وهما “جي إيه 1” ونسخة معدلة منه تُدعى “جي إيه 2” (GA2).

لقاح “جي إيه 1” يسمح للطفيلي بالتكاثر في الكبد خلال 24 ساعة، بينما لقاح “جي إيه 2” يتيح للطفيلي التكاثر لفترة أطول تصل إلى أسبوع، مما يمنح الجهاز المناعي وقتًا أكبر للتعرف عليه ومحاربته.

أجرى الباحثون اختبارات لتحديد سلامة لقاح “جي إيه 2” وقدرته على التحمل، ثم قاموا بتقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات، حيث اختبرت مجموعتان لقاحي “جي إيه 1″ و”جي إيه 2″، فيما تلقت المجموعة الأولى دواءً وهميًا.

### إجراءات اللقاح

في كل جلسة من الجلسات الثلاث، عُرض على المشاركين 50 لدغة من البعوض، تتضمن 8 لدغات من البعوض المصاب بـ”جي إيه 1″، و9 لدغات من البعوض المصاب بـ”جي إيه 2” و3 لدغات من بعوض غير مصاب. ثم تلقى المشاركون الذين أكملوا مرحلة التحصين 5 لدغات من البعوض الحامل لطفيلي الملاريا.

### ما هي النتائج؟

نُشرت نتائج الدراسة في نوفمبر/تشرين الثاني في مجلة نيو إنغلاند الطبية، حيث أظهرت أن 13% من المشاركين في مجموعة “جي إيه 1” و89% من مجموعة “جي إيه 2” قد طوروا مناعة ضد الملاريا. بينما لم يطور أي شخص في مجموعة الدواء الوهمي مناعة.

### الحاجة لمزيد من البحث

رغم النتائج المشجعة، قال الخبراء إن لقاح “جي إيه 2” يحتاج إلى مزيد من الاختبارات في دراسات أكبر، حيث كان حجم العينة في هذه التجربة صغيرًا (20 مشاركًا). كما يُحتمل أن يكون هناك حاجة لدراسة مدى نجاح لقاح “جي إيه 2” في تعزيز المناعة على المدى الطويل وفعاليته ضد سلالات مختلفة من طفيلي الملاريا المنتشر في مناطق معينة.

وأوضحت الباحثة روستنبرغ أن استخدام البعوض كناقل لقاحات غير مستدام على المدى الطويل، مما يتطلب تطوير منتجات القاح في قوارير ليتم طرحها في الأسواق في أفريقيا، حيث لا يمكن استخدام البعوض بشكل واسع لتوزيع التطعيمات.

### تجارب سابقة على استخدام الحشرات

في عام 2010، قام علماء يابانيون بتعديل البعوض وراثيًا لحمل لقاح ضد داء الليشمانيات، وهو مرض طفيلي ينقله ذباب الرمل عادةً. أظهرت الدراسة آنذاك أن القوارض التي تعرضت للدغ بواسطة البعوض المعدّل قد طورت أجسامًا مضادة للطفيلي، لكن لم يُحدد بعد ما إذا كانت هذه الاستجابة المناعية كافية لمنع العدوى.

قال الباحث الرئيسي شيجيتو يوشيدا من جامعة جيتشي الطبية إن الاستجابات المناعية بعد اللدغات تُشبه التطعيم التقليدي، ولكن من دون ألم ومن دون تكلفة.

### الولايات المتحدة 2022

تستمر الأبحاث حول استخدام الحشرات في تقديم اللقاحات، فما زال هناك آمال في تحقيق نتائج مبهرة في مجالات الصحة العامة.

رابط المصدر ## دراسة جديدة حول استخدام البعوض في اللقاحات

في سبتمبر/أيلول 2022، أجريت دراسة في سياتل بولاية واشنطن شاركت فيها 26 شخصًا، لاستكشاف قدرات البعوض كملقحات.

### تقنية التعديل الجيني

تضمنت هذه الدراسة تجربة مثيرة استخدم فيها البعوض كحامل لطفيليات البلازموديوم، المسببة للملاريا، التي تم إضعافها من خلال تطبيق تقنية تحرير الجينات. وتعتبر هذه الخطوة أول تجربة سريرية رئيسية تستخدم البعوض كنظام مباشر لتوصيل اللقاح مع الطفيليات المعدلة وراثيًا.

### نتائج التجربة

في هذه التجربة، تم إعطاء المشاركين لقاحًا للملاريا قبل تعرضهم لفيروس الملاريا، بهدف اختبار فعالية اللقاح في حمايتهم من الإصابة. أظهرت النتائج أن اللقاح، الذي تم توصيله بواسطة البعوض، كان فعالاً بنسبة 50%، حيث أصيب 7 من أصل 14 مشاركًا بالملاريا.

المصدر : الجزيرة

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version