هل يمكن العيش بدون منتجات الألبان تمامًا؟ العلماء يقدمون إجاباتهم

By العربية الآن



هل من الممكن الاستغناء عن منتجات الألبان تماماً؟ العلماء يجيبون

cheese cheese platter dairy products royalty-free stock illustration.
حليب الأبقار لا يزال يشكل جزءاً أساسياً من مفهوم النظام الغذائي الصحي لمعظم الناس وكذلك منتجاته (بيكسابي)

يعتقد العديد من الأشخاص أنهم يمكنهم الاستغناء عن منتجات الألبان، إما بسبب حساسية اللاكتوز أو الرغبة في حماية البيئة وتقليل استهلاك المنتجات الحيوانية. وقد أظهرت الدراسات أن مبيعات “الحليب النباتي” قد حققت نسبة 15% من مبيعات الحليب الإجمالية، متجاوزة ملياري دولار. ومع ذلك، كشف مسح أجري في عام 2023 على 2121 شخصًا بالغًا في الولايات المتحدة أن 79% منهم لا يزالون يشترون حليب الأبقار، رغم أن استهلاكهم منه انخفض بشكل كبير، حيث تراجع استهلاك الفرد بنسبة 28% في العقدين الماضيين، وفقاً لوزارة الزراعة الأمريكية.

الدور الغذائي لحليب الأبقار

تشير الاختصاصية في التغذية، راشيل وارين، إلى أن “حليب الأبقار لا يزال جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي الصحي للعديد من الناس”. وأوضحت أن كوباً من حليب الأبقار يحتوي على 8 غرامات من البروتين، وربع الكمية الموصى بها يومياً من الكالسيوم، و14% من الكمية الموصى بها من فيتامين (د)، بالإضافة إلى المغنيسيوم والبوتاسيوم وفيتامين (ب12)، وغيرهما من العناصر الغذائية.

هل يمكنيتناول أغذية أخرى بدلاً من الألبان؟

رغم أهمية هذه المغذيات، فلا حاجة للتمسك بحليب الأبقار للحصول عليها. تقول تشاوبينغ لي، رئيسة قسم التغذية في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا: “يمكن الاستغناء عن منتجات الألبان تماماً إذا تناولت مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية التي تحتوي على العناصر الغذائية ذاتها، مثل سمك السلمون والسردين والصويا والخضراوات الورقية الداكنة”.

منتجات الألبان ليست ضرورية لصحة مثالية ولكنها طريقة سهلة للحصول على الكالسيوم وفيتامين (د) والبروتين (بيكسلز)

وفقًا لكريستوفر جاردنر، عالم التغذية بجامعة ستانفورد، بينما تُعد منتجات الألبان مصدرًا ممتازًا لبعض المغذيات، فهناك خيارات أخرى للحصول على الكالسيوم، مثل الطحينة والكرنب واللفت، وللحصول على البروتين مثل اللحوم والفاصولياء والصويا.

تشير فاسانتي مالك، عالمة أبحاث التغذية في كلية “هارفارد تي إتش تشان”، إلى أن “منتجات الألبان ليست ضرورية للصحة المثالية، ولكنها تساعد في الحصول على الكالسيوم وفيتامين (د) والبروتين للقيام بمهام الجسم المطلوبة”.

هل نستطيع الاقتصار على منتجات الألبان الخالية من الدهون؟

توضح الدكتورة بيث برادلي، المحاضرة في علوم الأغذية بجامعة فيرمونت، أن “الأبحاث تشير إلى أن الدهون الموجودة في الحليب لا ترتبط بزيادة الوزن أو مرض السكري من النوع الثاني أو أمراض القلب”.

بالرغم من توصيات جمعية القلب الأمريكية بضرورة تناول منتجات الألبان الخالية من الدهون، إلا أن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن “منتجات الألبان كاملة الدسم قد لا تشكل خطرًا كبيرًا على القلب”، وفقاً لما أظهره تقرير من هارفارد.

أولئك الذين تناولوا كثيراً من منتجات الألبان المخمرة مثل الزبادي والجبن لديهم خطر أقل للإصابة بأمراض القلب (بيكسابي)

وجدت دراسة عام 2018 أن “استهلاك معظم منتجات الألبان لم يرتبط بأمراض القلب والأوعية الدموية”، باستثناء حالات نادرة للغاية لاستهلاك الحليب بكميات كبيرة (قُرابة لتر يوميًا) الذي قد يزيد من خطر الإصابة بتلك الأمراض. وتشير الأبحاث إلى أن تناول الزبادي والجبن مرتبط بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

لذا، ينصح الخبراء بضرورة تناول الحليب بناءً على الذوق الشخصي، حيث يظهر أن الاختلاف في السعرات الحرارية بين الحليب العادي والخالي من الدهون أقل من 20 سعرة حرارية.

صعوبات الهضم مع منتجات الألبان

يعاني الكثير من الأشخاص من مشكلات هضمية مثل الانتفاخ والغازات عند تناول الحليب بسبب عدم قدرتهم على هضم اللاكتوز، وهو السكر الموجود بشكل طبيعي في الحليب.

تسجل بعض التقديرات أن “حتى 70% من سكان العالم يواجهون مشكلة عدم تحمل اللاكتوز”، وهو أمر شائع خصوصاً بين كبار السن نتيجة تراجع إنتاج إنزيم اللاكتاز الذي يساعد في هضم اللاكتوز. توضح كريستين واي لي، اختصاصية أمراض الجهاز الهضمي، أن الحساسية الغذائية يمكن أن تسبب التهابات لدى الأشخاص الذين يعانون منها. ومع ذلك، يوجد رأي بأن منتجات الألبان يمكن أن تعد جزءًا من النظام الغذائي الصحي، حتى الأنواع كاملة الدسم.

يوصى الأطباء الذين يعانون من مشاكل هضمية بتناول الحليب ببطء أو شرب الأنواع الخالية من اللاكتوز، أو تناول مكملات اللاكتاز.

هل الحليب النباتي يُعتبر بديلاً جيدًا؟

تشير الأبحاث إلى أن “نحو نصف الأشخاص الذين يشترون حليبًا نباتيًا يفعلون ذلك ظنًا منهم أنه يحتوي على مزيد من العناصر الغذائية مقارنة بحليب الأبقار”، لكن العديد من الخبراء يُنبهون إلى أن الحليب النباتي ليس أكثر صحة بالضرورة.

الحليب النباتي، مثل حليب اللوز والشوفان، عادةً ما يكون مدعومًا بالكالسيوم والفيتامينات، لكنه يفتقر إلى فيتامين (ب12) وبعض العناصر الغذائية الأخرى. حليب الصويا هو الاستثناء الوحيد لاحتوائه على بروتين يعادل 7 غرامات لكل كوب.

لا بأس من تجنب منتجات الألبان إذا كنت تتناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية التي تحتوي على العناصر الغذائية (بيكسابي)

في موضوع الذوق، تؤكد الاختصاصية إيمي كيتنغ أن “الحليب النباتي لا يتسم بنفس طعم الحليب الحيواني”. وتشدد على أن البدائل الجديدة لا تتطابق مع حليب الأبقار من حيث السعرات الحرارية ومحتوى الدهون والبروتينات والعناصر الغذائية الأخرى.

بشكل عام، تحتوي الأنواع المختلفة من الحليب النباتي على كمية أقل من السعرات الحرارية مقارنة بحليب الأبقار، حيث تتراوح من 70 إلى 90 سعرة حرارية، بينما يحتوي الحليب البقري على 122 سعرة حرارية. كما أن احتواء كل كوب من حليب الأبقار على 3 غرامات من الدهون المشبعة يختلف عن محتوى الدهون في الحليب النباتي.

المصدر: الجزيرة + مواقع إلكترونية



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version