هل ينبغي الاستمرار في دعوة التعايش مع الدول الغربية؟

By العربية الآن



هل نواصل الدعوة إلى التعايش مع الغرب؟

blogs الإسلاموفوبيا
الكثير من الدول الغربية اتبعت من وسائل التضييق على الأقليات المسلمة كل ما هو عنصري منغلق (مواقع التواصل)

على مدى العقود الماضية، دعا المسلمون إلى تعزيز مبادئ التعايش السلمي بين الأمم والشعوب. ومع تصاعد النزاعات والحروب في العالم، تتزايد المطالبات من العالم الإسلامي لأهمية التعاون ونبذ الصراعات، مما يتماشى مع دعوات الإسلام للتسامح والعيش المشترك ونبذ الكراهية ضد الآخرين.

التحديات التي تواجه التعايش

لكن، خلال سعي المسلمين لتحقيق هذا الهدف، يواجهون مجموعة متنوعة من التحديات. من أبرزها إصرار الغرب على إضعاف الأمة الإسلامية ومحاولة محو هويتها عبر الغزو الفكري، وإساءة استخدام الرموز الدينية، وتبرير ذلك بالادعاءات حول حرية التعبير.

من الغريب أن التعرض لصورة الأقليات من أديان مختلفة أصبح ممنوعًا في الغرب، باستثناء التعرض للعرب والمسلمين، وهو أمر لا يثير أي اعتراض!

واقع المسلمين في الغرب

المضايقات والانتهاكات التي يتعرض لها المسلمون أصبحت واقعًا معروفًا، رغم أن الدول الغربية تروج لشرائع السلام والمساواة. فالكثير من المجتمعات الإسلامية تعاني من الاضطهاد والعنف والعنصرية، مما يسهم في استمرار النزاع بين الإسلام والغرب وإلغاء مفهوم التعايش.

في المجتمع الأمريكي، تُمارس وسائل الإعلام كره المسلمين عبر تشويه صورهم وخلق انطباعات سلبية عنهم، ما يعزز من تأييد التحركات العسكرية ضد المسلمين في الخارج، وهو ما تزامن مع أحداث 11 سبتمبر.

التعرض لعرب ومسلمين، رغم كونه مقبولًا في الغرب، يراه البعض تجاوزًا غير مبرر.

صورة نمطية عن المسلمين

من الخطأ الاعتقاد بأن الصورة النمطية السلبية عن المسلمين نشأت مع أحداث 11 سبتمبر، إذ أن التقارير الأمريكية عن جرائم الكراهية تسبق تلك الأحداث، حيث تصاعدت حالات الاعتداء على العرب بعد تفجيرات 11 سبتمبر، واستمرت الآثار السلبية حتى اليوم.

تستخدم العديد من الدول الغربية سياسات عنصرية ضد المسلمين، حيث يُعتبر الممارس للأعمال الدينية مجرمًا، وهو ما يتجلى في تشريعات تحظر الحجاب والملابس الدينية.

النساء المسلمات يواجهن مضايقات مغلظة، خاصة في فرنسا، حيث يحظر عليهن ارتداء الحجاب في العديد من الأماكن العامة.

أعمال عدائية متكررة

يتعرض المسلمون لأعمال عدائية، مثل حرق المساجد وتدنيس المقابر، وظهور جماعات من اليمين المتطرف التي تهاجم المسلمين بشكل منظم في المدن الأوروبية. كما تتعرض الرموز الدينية للإساءة، مما يؤدي إلى أعمال عنف، كما حدث عندما نشرت صحف دنماركية رسومًا مسيئة للنبي محمد – صلى الله عليه وسلم.

تساهم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير في نشر خطاب الكراهية ضد المسلمين، حيث تُعتبر المحتويات المؤيدة للإسلام مرفوضة، وتُعطى الأولوية لأصوات العداء.

دعوة للتسامح

تستدعي السياسات الإعلامية الغربية التي تشمل إساءة المقدسات والانتهاكات، دعم جهود التقارب والتعايش بين الأمم، وإلا فإن هذه الجهود ستبقى بلا قيمة في الواقع، مما يهدد الأمن والتنمية الإنسانية.

ينبغي ألا نقع في فخ المقابل بالمثل، بل يجب أن تستمر جهودنا لإظهار قيم الإسلام وأخلاقه للعالم.

تعكس معاناة المسلمين المذكورة غيض من فيض، ورغم ذلك، يبقى الإسلام رسالته للتسامح والتعايش قائمة. كما تدل الكثير من الدراسات على أن الشرقيين يتمتعون بتسامح أكبر من الغربيين، حيث يُظهرون أدبًا وحلمًا ورحابة صدر.

في الختام، يتوجب علينا السعي لمواجهة الكراهية وتعزيز التسامح بين الشعوب، من خلال تقديم قيم الإسلام ومبادئه إلى باقي العالم، حتى تنتظم العلاقات الإنسانية في إطار من المحبة والاحترام.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version