صرّح مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض لموقع “الشرق الأوسط” بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تجري اتصالات مع المسؤولين في إسرائيل لفهم “أهداف إسرائيل من الهجمات في الضفة الغربية”. وأكد أن واشنطن “ترفض بشكل قاطع أي تهجير قسري للفلسطينيين”، لكنه شدد على دعم الولايات المتحدة لـ”حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد أي مخاطر”.
ضرورة حماية المدنيين
وقال ماثيو ميللر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، لـ”الشرق الأوسط”: “ندرك متطلبات الأمن لإسرائيل بما في ذلك مكافحة الإرهاب في الضفة الغربية. ونستمر في التأكيد على ضرورة اتخاذ السلطات الإسرائيلية التخطيط اللازم لحماية جميع المدنيين من المخاطر”.
وأضاف: “ستبقى واشنطن قلقة بشأن الحفاظ على الاستقرار في الضفة الغربية، ونواصل حثّ إسرائيل على اتخاذ كافة التدابير اللازمة لحماية أرواح المدنيين، كما علينا أن نؤكد على ذلك في غزة”.
ردود الفعل الدولية
في سياق آخر، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في الضفة الغربية، مطالباً بوقفها وسط قلق من امتداد الحرب من غزة إلى الضفة. وأعرب جوزيب بوريل، المسؤول الكبير في السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، عن استيائه من التصريحات الإسرائيلية الداعية لطرد الفلسطينيين، مشيراً إلى أنه قد يتم إدراج بعض الوزراء الإسرائيليين الذين أطلقوا تلك التصريحات في قائمة العقوبات. وأكد بوريل على أنه “لا يجب أن تكون العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية مقدمة لتوسيع الحرب من غزة”.
العمليات العسكرية في الضفة الغربية
على الصعيد الميداني، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل 16 مقاتلاً فلسطينياً خلال عمليته العسكرية الواسعة في عدة بلدات ومخيمات للاجئين في شمال الضفة الغربية والتي تواصلت لليوم الثاني، من بينهم 7 قُتلوا يوم الخميس.
وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن 15 شخصاً لقوا حتفهم منذ بداية العملية يوم الأربعاء، بما في ذلك 3 اشخاص تم احتجاز جثامينهم من قِبل الجيش الإسرائيلي.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه قتل 5 فلسطينيين في عملية بطولكرم، من بينهم حمد جابر المعروف بـ”أبو شجاع”، قائد كتيبة طولكرم في “سرايا القدس”. وقد ردت حركة “سرايا القدس” بتفجير عبوة ناسفة في قوة مشاة إسرائيلية.
اقتحامات وتوترات
اقتحم الجيش الإسرائيلي مخيم طولكرم في الضفة الغربية فجراً، بالتزامن مع العمليات العسكرية الجارية في مخيم نور شمس والمدينة. وكان الجيش قد بدأ هجوماً واسعاً على مدن جنين وطوباس وطولكرم، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى واعتقال 30 شخصاً على الأقل، بالإضافة إلى تدمير كبير في البنية التحتية.
تضم العملية التي تستمر في شمال الضفة الغربية طائرات مروحية وعدداً من الآليات العسكرية المعززة بالجرافات. وفرض الجيش الإسرائيلي حصاراً على مدن جنين وطوباس وطولكرم، مما حال دون وصول فرق الإسعاف إلى المصابين.
في المقابل، نفى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي وجود أوامر إخلاء للسكان في المناطق المستهدفة، مضيفاً أنه “إذا رغبوا في المغادرة فهناك طرق آمنة يمكنهم استخدامها”.