# حادثة تحطم طائرة أذربيجانية واتهامات باستهداف خارجي
أشار وزير النقل والتطوير الرقمي الأذربيجاني، رشاد نبيه، يوم الجمعة، إلى أن الطائرة التي تحطمت هذا الأسبوع قد تم استهدافها بواسطة سلاح، مستنداً إلى تحليلات خبراء وشهادات ناجين تؤكد أن الطائرة تعرضت لضربة من الخارج.
## تصريحات الوزير وضغط على روسيا
تصريحات نبيه قد زادت الضغوط على روسيا، حيث أعلنت السلطات الروسية أن هجومًا بطائرة مسيرة كان جارى في المنطقة التي كانت الطائرة الأذربيجانية متجهة إليها، لكنها لم ترد على تصريحات الخبراء الذين ألقوا اللوم على أنظمة الدفاع الجوي الروسية في تراجع الطائرة إثر رد فعل على هجوم أوكراني.
## تفاصيل الحادث وتقييم الخبراء
كانت الطائرة في رحلة من العاصمة الأذربيجانية باكو إلى غروزني، عاصمة جمهورية الشيشان الروسية، يوم الأربعاء، عندما اتجهت نحو كازاخستان وتحطمت أثناء محاولتها الهبوط. وقد أسفر الحادث عن مقتل 38 شخصًا وإصابة جميع الناجين البالغ عددهم 29 شخصًا بجروح.
## التحقيقات وتفاصيل الشهادات
قال نبيه: “سيتم تحديد نوع السلاح المستخدم في التأثير خلال التحقيق”. وقد أفاد ركاب وأفراد الطاقم الذين نجوا من الحادث لوسائل الإعلام الأذربيجانية أنهم سمعوا أصواتًا عالية على الطائرة بينما كانت تحلق فوق غروزني.
قالت المضيفة أيدان رحيمي: “بعد سماع ضجة، تم إطلاق أقنعة الأكسجين تلقائيًا. ذهبت لتقديم الإسعافات الأولية لزميلي ذلفقار أسدوف، ثم سمعت ضجة أخرى”.
من جانبه، ذكر أسدوف أن الأصوات كانت تشبه شيئًا ما يضرب الطائرة من الخارج، ودحض ادعاءات المسؤولين الكازاخستانيين بأن اسطوانة أكسجين انفجرت داخل الطائرة.
صرح ديمتري يادروف، رئيس هيئة الطيران المدني الروسية “روس أفياتسيا”، يوم الجمعة، أنه بينما كانت الطائرة تستعد للهبوط في غروزني في ضباب كثيف، كانت الطائرات المسيرة الأوكرانية تستهدف المدينة، مما دفع السلطات لإغلاق المنطقة أمام حركة الطيران.
## تحطم طائرة أذربيجانية قرب مطار أكتاو في كازاخستان
قام رئيس الجالية الأذربيجانية في سانت بطرسبرغ، فاغيف ماميشف، بوضع زهور عند القنصلية الأذربيجانية في سانت بطرسبرغ، روسيا، يوم الخميس، 26 ديسمبر 2024، تكريماً لضحايا الطائرة التابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية من طراز إمبراير 190، التي تحطمت بالقرب من مطار أكتاو في كازاخستان. (صورة من أسوشيتد برس / ديمتري لوفيتسكي).
### تفاصيل الحادث
ذكر يادروف أنه بعد أن حاول الطيار الهبوط مرتين دون جدوى، تم عرض مطارات أخرى، لكنه قرر التوجه إلى أكتاو في كازاخستان عبر بحر قزوين.
كما لم يعلق على تصريحات بعض خبراء الطيران، الذين أشاروا إلى أن الثقوب التي ظهرت في ذيل الطائرة تشير إلى أنها قد تكون تعرضت لنيران من أنظمة الدفاع الجوي الروسية. وقد شنت الطائرات بدون طيار الأوكرانية هجمات سابقاً على غروزني ومناطق أخرى في منطقة القوقاز الشمالي.
### انتشال الجثث
قام عمال بنقل نعش يحمل جثة أحد ضحايا الطائرة الطبية بعد تحطم الطائرة الأذربيجانية، بالقرب من مدينة أكتاو الكازاخستانية، وصولاً إلى مطار حيدر علييف الدولي بالقرب من باكو، أذربيجان، يوم الخميس، 26 ديسمبر 2024. (صورة من أسوشيتد برس).
### ردود الفعل الرسمية
ألقى الخطوط الجوية الأذربيجانية باللوم على الحادث بسبب “التداخل المادي والتقني غير المحدد” وأعلنت عن تعليق الرحلات إلى عدة مطارات روسية، دون تحديد مصدر هذا التداخل أو تقديم أي تفاصيل إضافية.
رفض المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، التعليق على الادعاءات التي تفيد بأن الطائرة تعرضت لإصابة من الدفاعات الجوية الروسية، مشيراً إلى أنه سيعتمد على المحققين لتحديد سبب الحادث. وصرح بيسكوف في مؤتمر صحفي: “يتم التحقيق في الحادث الجوي، ولا نعتقد أنه يحق لنا إصدار أي تقييمات حتى يتم إصدار النتائج”.
### السياق التاريخي
إذا ثبت أن الطائرة تحطمت بعد أن تعرضت لإصابة من الدفاعات الجوية الروسية، سيكون هذا ثاني حادث مميت للطيران المدني مرتبط بالصراع في أوكرانيا. حيث تم إسقاط طائرة رحلة الخطوط الجوية الماليزية رقم 17 بواسطة صاروخ سطح – جو روسي، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها والبالغ عددهم 298 شخصًا، وذلك أثناء تحليقها فوق منطقة شرق أوكرانيا التي تسيطر عليها الانفصاليون المدعومون من موسكو في عام 2014.
على الرغم من إنكار روسيا مسؤوليتها، أدانت محكمة هولندية في عام 2022 اثنين من الروس ورجلاً أوكرانياً مؤيداً لروسيا لدورهم في إسقاط الطائرة باستخدام نظام دفاع جوي تم إدخاله إلى أوكرانيا من قاعدة عسكرية روسية.
### إجراءات النقل
يعمل المحققون من أذربيجان في غروزني كجزء من التحقيق في حادثة يوم الأربعاء، وفقًا لبيان صادر عن مكتب المدعي العام الأذربيجاني. وبعد تعليق الرحلات من باكو إلى غروزني وماخاتشكالا يوم الأربعاء، أعلنت الخطوط الجوية الأذربيجانية يوم الجمعة أنها ستعلق أيضاً خدماتها إلى ثماني مدن روسية أخرى.
لكن الشركة ستواصل تشغيل رحلاتها إلى ست مدن روسية، بما في ذلك موسكو وسانت بطرسبرغ، وهي المدن التي تم استهدافها بشكل متكرر من قبل هجمات الطائرات بدون طيار الأوكرانية في الماضي.
كما أعلنت شركة كازاخستان الجوية “كازاك إير” يوم الجمعة أنها ستعلق الرحلات من أستانا إلى مدينة يكاترينبرغ الروسية في جبال الأورال لمدة شهر.
بدورها، أوقفت شركة فلاي دبي كذلك رحلاتها إلى سوتشي ومعدنوي فودي في جنوب روسيا لعدة أيام مقبلة. وفي اليوم السابق، أوقفت الخطوط الجوية الإسرائيلية “العال” رحلاتها من تل أبيب إلى موسكو مشيرة إلى “تطورات في الأجواء الروسية” موضحة أنها ستعيد تقييم الوضع الأسبوع المقبل.