**وزير الدفاع الروسي في كوريا الشمالية: تعزيز التعاون العسكري بين البلدين**
**زيارة مهمة في ظل الأوضاع الدولية**
وصل وزير الدفاع الروسي، أندريه بيلوسوف، إلى كوريا الشمالية يوم الجمعة، حيث التقى بمجموعة من القادة العسكريين والسياسيين في البلاد، وذلك في إطار تعميق التعاون بين روسيا وكوريا الشمالية على خلفية الحرب الروسية في أوكرانيا. ولم تُفصح وزارة الدفاع الروسية عن تفاصيل الزيارة، بما في ذلك الأسماء التي سيلتقي بها بيلوسوف أو الهدف من المناقشات، في حين لم تؤكد وسائل الإعلام الكورية الشمالية الزيارة فوراً.
**تحذيرات وتحركات استراتيجية**
بيلوسوف، الذي شغل سابقاً منصب اقتصادي قبل أن يصبح وزير الدفاع في مايو بعد بداية الولاية الخامسة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أشار عقب وصوله إلى أن التعاون العسكري بين البلدين في تزايد مستمر. وأشاد باتفاق الشراكة الاستراتيجية الذي تم توقيعه بين بوتين وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون عقب لقائهما في يونيو الماضي، والذي يهدف إلى تقليل التوترات من خلال الحفاظ على “توازن القوة” في المنطقة وتقليل خطر الحرب، بما في ذلك التهديدات باستخدام الأسلحة النووية.
**تعزيز الثقة المتبادلة**
وأوضح بيلوسوف أن اجتماع يونيو أظهر “أعلى مستوى من الثقة المتبادلة” بين القادة، وأعرب عن الرغبة المشتركة في توسيع التعاون المفيد بين البلدين في ظل الأوضاع الدولية المعقدة. وفي السياق ذاته، أكد وزير الدفاع الكوري الشمالي، نو كوانغ تشول، على أهمية هذه العلاقات وأشاد بالدعم الذي تقدمه كوريا الشمالية لروسيا في صراعها بأوكرانيا، واصفاً ذلك بأنه “نضال عادل لحماية الحقوق السيادية والأمن القومي”.## زيارة وزير الدفاع الروسي إلى كوريا الشمالية
جاءت زيارة وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إلى كوريا الشمالية بعد أيام من اجتماع رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول مع وفد أوكراني برئاسة وزير الدفاع رستم أوميروف في العاصمة سول. وخلال هذا الاجتماع، دعا يون إلى وضع تدابير مضادة بين بلاده وأوكرانيا ردًا على إرسال كوريا الشمالية لآلاف الجنود إلى روسيا لدعمها في قتالها ضد أوكرانيا.
## تعزيز العلاقات الروسية الشمالية
في الأشهر الأخيرة، أعار كيم جونغ أون أهمية كبيرة للعلاقات مع روسيا في مسعى لكسر حالة العزلة وتعزيز وجوده الدولي، معتبراً أن هذا يأتي في إطار “حرب باردة جديدة”. وقد أشارت الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى أن كوريا الشمالية أرسلت أكثر من 10,000 جندي إلى روسيا مؤخرًا، وأن بعض هؤلاء الجنود قد شاركوا في القتال.
كما تم اتهام كوريا الشمالية بتزويد روسيا بأنظمة مدفعية وصواريخ ومعدات عسكرية أخرى قد تساعد بوتين في مواصلة الحرب المستمرة منذ نحو ثلاث سنوات. وهناك أيضًا مخاوف في سول من أن كوريا الشمالية قد تحصل، في مقابل قواتها وإمدادات الأسلحة، على نقل التكنولوجيا الروسية التي قد تعزز من برامجها النووية وبرامج الصواريخ.
## التعاون العسكري الذي ينتهك القانون الدولي
قال ليف-إريك إيزي، أستاذ في جامعة إيوها بسول: “زيارة وزير الدفاع الروسي إلى كوريا الشمالية لا تهدف فقط إلى الاحتفال بالعلاقات الثنائية”. وأضاف أن هذه الزيارة تشير إلى أن التعاون العسكري بين بوتين وكيم في انتهاك للقانون الدولي قد يزداد.
## تقديم المساعدات العسكرية والاقتصادية
في حديثه خلال مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي، صرح مستشار الأمن القومي ليون، شين وونسيك، بأن سول تعتقد أن “روسيا قدمت أنظمة صواريخ للدفاع الجوي إلى كوريا الشمالية مقابل إرسال جنودها”. وأوضح أن روسيا بدت أيضًا وكأنها قدمت مساعدات اقتصادية لكوريا الشمالية وتكنولوجيا عسكرية متنوعة، بما في ذلك ما يحتاجه الشمال لبناء نظام مراقبة فضائي موثوق، وهو ما يؤكد كيم أنه ضروري لتعزيز تهديد الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية تجاه كوريا الجنوبية.
## السياسة الكورية الجنوبية في تزويد أوكرانيا بالسلاح
لم أكد المكتب الرئاسي في كوريا الجنوبية ما إذا كان الطرفان قد ناقشا إمكانية تزويد كوريا الجنوبية أوكرانيا بالأسلحة خلال محادثاتهم. ومنذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في عام 2022، انضمت كوريا الجنوبية إلى العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة ضد موسكو وقدمت الدعم الإنساني والمالي لكييف، لكنها تجنبت توفير الأسلحة بشكل مباشر، مشيرة إلى سياسة طويلة الأمد بعدم تزويد الدول التي تشارك في صراعات بأسلحة قاتلة.
## إجراءات مضادة تتناسب مع التعاون بين كوريا الشمالية وروسيا
قال يون إن حكومته ستتخذ إجراءات مضادة بشكل تدريجي، مرتبطة بمستوى التعاون الروسي الكوري الشمالي. ولم يتضح على الفور ما إذا كان بيلوسوف سيلتقي مع كيم، إذ استضاف كيم العام الماضي وفدًا روسيًا برئاسة وزير الدفاع السابق شويغو ومنحه جولة شخصية في معرض أسلحة كوري شمالي، في حدث اعتبره النقاد بمثابة عرض للبيع.
## الأوضاع الأمني في المنطقة
جاءت التقارير الروسية حول زيارة بيلوسوف في وقت قامت فيه كوريا الجنوبية بإرسال مقاتلات لتحذير ست طائرات روسية وخمس طائرات صينية كانت قد دخلت مؤقتًا منطقة تعريف الدفاع الجوي في بحارها الشرقية والجنوبية. وذكرت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية أن الطائرات الروسية والصينية لم تخترق الأجواء الإقليمية للبلاد.
أفاد وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أنها أجرت اتصالات هاتفية مع الملحقين العسكريين الروس والصينيين المقيمين في سول للاحتجاج على هذه الطلعات الجوية ودعت البلدين إلى منع تكرارها.