توقف صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا والمفوضية تعلّق
–
|
آخر تحديث: 1/1/202504:28 م (بتوقيت مكة المكرمة)
إن إغلاق هذا الطريق التاريخي الذي يمثل أقدم مسار لعبور الغاز الروسي إلى أوروبا يأتي بعد سنوات من التوتر السياسي، بدأ باستيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم في عام 2014.
ردود الفعل الرسمية
صرح وزير الطاقة الأوكراني، جيرمان جالوشينكو، بأن “أوقفنا عبور الغاز الروسي، هذا حدث تاريخي، روسيا تخسر أسواقها، وستتكبد خسائر مالية، وقد اتخذت أوروبا بالفعل قرار التخلي عن الغاز الروسي”.
تقييم المفوضية الأوروبية
من جانبه، قلل المتحدث باسم المفوضية الأوروبية من تأثير توقف صادرات الغاز الروسي عبر أوكرانيا، مشيراً إلى أن التوقف كان متوقعاً، وأن الاتحاد الأوروبي مستعد لذلك، مضيفًا أن “البنية التحتية للغاز في أوروبا مرنة بما يكفي لمد الدول وسط وشرق أوروبا بالغاز من مصادر غير روسية.”
وأشار إلى أن القدرات الجديدة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال قد تم تعزيزها منذ عام 2022.
استعدادات النمسا
قالت الحكومة النمساوية إنها كانت مستعدة لانتهاء اتفاقية نقل الغاز بين روسيا وأوكرانيا، وأن الإمدادات مستمرة عبر مصادر أخرى، مثل نقاط التغذية في ألمانيا أو إيطاليا.
وزيرة الطاقة النمساوية، ليونورا جيفيسلر، ذكرت في بيان: “أدينا واجبنا، وكنا مستعدين جيدًا لهذا السيناريو، ولم تعد النمسا تعتمد على الغاز من روسيا، وهو أمر جيد”.
تدفقات الغاز المتوقعة
كان متوقعًا وقف تدفقات الغاز في ظل النزاع الدائر منذ فبراير/شباط 2022، حيث أن أوكرانيا أصرت على أنها لن تمدد الاتفاقية وسط الصراع العسكري.
بدورها، قالت شركة “غازبروم” الروسية العام الماضي إنها توقعت أن الغاز لن يمر عبر أوكرانيا، والتي تمثل تقريبًا نصف إجمالي صادرات الغاز الروسية إلى أوروبا.
إمدادات بديلة مستمرة
تواصل روسيا إجراء صادراتها عبر خط أنابيب “ترك ستريم” في البحر الأسود، والذي يحتوي على فرعين: أحدهما للتركيا والآخر لتزويد العملاء في وسط أوروبا مثل المجر وصربيا. كما أدى الاتحاد الأوروبي جهودًا مكثفة لتقليل الاعتماد على الطاقة الروسية من خلال البحث عن مصادر بديلة. وقامت الدول التي لا تزال تستورد الغاز الروسي، مثل سلوفاكيا والنمسا، بتأمين إمدادات بديلة.
ستخسر أوكرانيا نحو 800 مليون دولار سنوياً نتيجة الرسوم التي كانت تتلقاها من روسيا، بينما ستخسر “غازبروم” حوالي 5 مليارات دولار من مبيعات الغاز إلى أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية.
أثر انتهاء الاتفاقية
أعلنت وزارة الطاقة الأوكرانية أن الأثر المباشر لانتهاء اتفاقية عبور الغاز التي استمرت لمدة 5 سنوات بين روسيا وأوكرانيا، سيؤدي إلى توقف مرور الغاز من روسيا اعتباراً من الأول من يناير 2025. كما ذكرت مولدوفا، التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفياتي، أنها ستضطر لتقليل استهلاك الغاز بنسبة الثلث بسبب التأثيرات الاقتصادية.
رفض التجديد من الجانب الأوكراني
أوضحت “غازبروم” في بيان نشرته على تليغرام أن السبب وراء توقف إمدادات الغاز هو “رفض الجانب الأوكراني بشكل متكرر تجديد الاتفاقيات”. وأضافت أن الغاز الروسي لن يُنقل عبر الأراضي الأوكرانية اعتباراً من الساعة الثامنة بتوقيت موسكو (05:00 بتوقيت غرينتش). في ذات السياق، أكدت وزارة الطاقة الأوكرانية أن هذا القرار جاء في إطار مصلحة الأمن القومي.
تاريخ طويل من الاعتماد على الغاز الروسي
على مدى نصف قرن، تمكنت روسيا من تحقيق حصة كبيرة في سوق الغاز الأوروبية بلغت 35%، ولكن الحرب في أوكرانيا أثرت بشكل كارثي على موقع “غازبروم”. وقد أُغلقت العديد من مسارات نقل الغاز الروسي إلى أوروبا، بما في ذلك خط “يامال-يوروب” عبر بيلاروسيا وخط “نورد ستريم” عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا الذي تعرض للتفجير في عام 2022.
في عام 2018، تم نقل مقدار قياسي بلغ 201 مليار متر مكعب من الغاز إلى أوروبا عبر مختلف المسارات. ولكن في عام 2023، انخفضت الكميات المصدرة عبر أوكرانيا إلى حوالي 15 مليار متر مكعب، بعدما كانت 65 مليار متر مكعب في عام 2020 مع بدء آخر اتفاق صدر.